د. منير الواو*
القلس المعدي المريئي، بالتعريف هو ارتجاع مفرزات المعدة الحامضية إلى المريء. الأعراض: حرقة خلف القص خاصة بعد الوجبات الكبيرة وأثناء النوم، دفق عصارة المعدة إلى الفم وشعور مرارة وحموضة بالفم. و قد يحدث أيضاً خشونة الصوت، سعال، ألم صدري وأزيز رئوي، غثيان، تجشؤ، عسر بلع، إحساس بضيق أعلى الصدر.
التشخيص: نقوم من خلال تنظير المعدة بتقييم المعصرة السفلية للمريء وتشخيص التهابات المري الناجمة عن القلس والاختلاطات الأخرى كالأورام. قياس حموضة المريء لمدة 24 أو 48 ساعة يتم عن طريق قسطرة عن طريق الأنف أو زرع كبسولة مؤقتة بالمريء عن طريق تنظير.
الاختلاطات الناجمة عن الارتجاع: التهابات المريء وتختلف في شدتها من بسيطة إلى مرحلة تضيق المريء، «مريء باريت»، وهو تحول مخاطية المريء إلى مخاطية غدية معوية، حيث تزيد فيها قابلية التحول السرطاني لذلك تحتاج لمراقبة دورية، سرطان المريء.
المعالجات نبدأ بها قبل اللجوء للتنظير بشرط عدم وجود علامات منذرة كعسر البلع، نقص الوزن، نفث الدم أو الإقياءات.
معالجة غير دوائية: وجبات صغيرة ومتعددة، تقليل المواد الدسمة، رفع أعلى السرير 15 درجة والنوم على الجانب الأيسر، ترك مدة أقلها 3 ساعات بين الوجبة الأخيرة والنوم، تنزيل الوزن، معالجة التوتر والإمراض النفسية.
معالجة دوائية: مضادات الحموضة. حاصرات مستقبلات الهيستامين رقم 2، والأكثر فعالية حاصرات مضخة البروتون.
وهنا أريد التنويه، بأن الاستعمال المديد لحاصرات مضخة البروتون قد يؤدي إلى نقص امتصاص المعادن كالحديد والكالسيوم والزنك وفيتامين ب، وفرط النمو الجرثومي بالأمعاء وخاصة الكلوستريديوم ديفيسيل، أمراض الكلية الخلالية، أمراض القلب وتخلخل العظام.
لهذه الأسباب وعند الحاجة لأخذ هذا الدواء لمدة طويلة، يجب أن نتناول أقل جرعة تسيطر على الأعراض. وفي حال الحاجة لجرعة عالية للسيطرة على الأعراض يفضل اللجوء للمعالجات الأخرى التالية عن طريق التنظير أو الجراحة.
* استشاري الأمراض الهضمية والهضمية التداخلية- مستشفى إن إم سي رويال الشارقة
