عادي
الإيقاع السائد في الموسيقى السودانية

محمد الريّح يفكك المجال الثقافي لـ «السلم الخماسي» الإفريقي

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين
البروفسور محمد عبد الله الريّح خلال المحاضرة

الشارقة: «الخليج»
استضاف النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء الخميس، المفكر السوداني البروفيسور محمد عبد الله الريّح، في محاضرة بعنوان «إيقاعات خماسية» أدارها الإعلامي مصعب الصاوي، وشهدت المحاضرة تقديم نماذج موسيقية، قدمها الفنانان لؤي عبد العزيز وسعد الدين الطيب، بحضور علي المغني نائب رئيس مجلس إدارة النادي.

قدم مصعب الصاوي د. محمد عبد الله الريّح، بكونه أستاذاً جامعياً سابقاً في السودان والسعودية، وعالماً معروفاً في مجال علم الحيوان، وفناناً تشكيلياً وباحثاً في مجال الثقافة والأنثروبولوجيا، وله كتب عدة منشورة، والمحاضرة بمناسبة نشر موقع الرافد التابع لدائرة الثقافة في الشارقة دراسة له بعنوان «إيقاعات خماسية».

استهل محمد عبد الله، محاضرته بالحديث عن السلالم الموسيقية وهي مجموعة من النغمات المُرتبة تصاعدياً أو تنازلياً، وقد يكون السلم رباعياً أوخماسياً أو سداسياً أو سباعياً، وهذا الأخير هو أشهرها وأكثرها انتشاراً على مستوى العالم، لكنّ السلم الخماسي أيضاً له انتشاره في إفريقيا وأجزاء من الوطن العربي، وفي بلدان شرقية، وأيضاً في بعض الإيقاعات الغربية، وهو السلم السائد في الموسيقى السودانية بشكل عام.

وتحدث د. عبد الله عن علاقته بالموسيقى التي جاءت من تخصصه في دراسة الطيور، موضحاً، أن الغناء عند الطيور ضرورة حياتية، وعند البشر ضرورة ثقافية، للتعبير عن مواجد النفس وميولاتها، وأنه عندما كان يحضر للدكتوراه في علم الحيوان تخصص في دراسة طائر الخفاش، وهو طائر خلقه الله بلا عيون لكنه زوده بخاصية عجيبة، فجعله يعتمد في حركته على الصوت، حيث يصدر أصواتاً أثناء طيرانه ويحدد له رجع الصوت ما إذا كان الطريق أمامه سالكاً أم أن فيه عوائق، وهكذا يوجهه صدى صوته إلى الأماكن التي يقصد، وقال: «إن الخبرة التي اكتسبها من التحليل المخبري لصوت هذا الطائر هي التي حفزته على دراسة الموسيقى السودانية مخبرياً، وبعد سنوات عدة خلص إلى أن السلم الخماسي في السودان ليس سلماً موسيقياً طربياً فقط، لكنه تغلغل في الثقافة السودانية وفي المناسبات الاجتماعية والدينية، فهو يعبر عن كل شيء في السودان، وهو الناظم لإيقاع مجريات الحياة اليومية فيه، وقد استوعب المديح النبوي بكل فنونه كما استوعب المناسبات الاجتماعية المختلفة في الزواج والحفلات الأخرى.

وشهدت الأمسية مداخلة للدكتور عمر عبد العزيز، أثنى فيها على الرؤى التي قدمها المحاضر والتي تعد مفاتيح لدراسات ثقافية عميقة، تتأسس على ما أسماه المجال الثقافي للسلم الخماسي الذي يتمدد في إفريقيا ويجد له فروعاً وتطبيقات في المناطق المصاقبة لها مثل اليمن والمغرب العربي.

وفي الختام قدم الفنانان لؤي عبد العزيز وسعد الدين الطيب، وصلة موسيقية قدمت فكرة عامة عن تطبيقات السلم الخماسي السوداني لدى عدد من الفنانين السودانيين في فترات زمنية متعددة، منها مقطوعة دوبيت للموسيقار حسن خواض، وقائد الأسطول لرائد الأغنية السودانية سرور، وفتنت بيه للفنان إبراهيم الكاشف، والملهمة للفنان التاج مصطفى، والفراش الحائر للفنان عثمان حسين، ومقطوعة الروج الخضراء للموسيقار برعي دفع الله، وياما بقيت حيران للفنان زيدان، والطير المهاجر وذات الشامة لمحمد وردي، وانتي مهما تغيبي عني لمحمد الأمين، وعزة في هواك للفنان الرائد خليل فرح.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mwtebzzm

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"