عادي

المواجهة المبكرة تنقذ «الحمل مرتفع الخطورة»

23:26 مساء
قراءة 6 دقائق

تحقيق: راندا جرجس

يحدث الحمل مرتفع الخطورة على الأغلب نتيجة حالة مرضية تعرضت لها السيدة قبله ، أو بسبب اضطراب طبي أثناءه مثل ضغط الدم، سكري الحمل، مشكلات المشيمة، ما يؤدي إلى زيادة احتمالات التعرض للمضاعفات والمخاطر على سلامة الأم والجنين. وبالتالي يجب توفير رعاية خاصة وإجراء اختبارات وفحوص طبية إضافية، والمتابعة مع الطبيب المختص، لاكتشاف مشكلات صحية ومعالجتها في وقت مبكر، للحصول على حمل صحي، وفي السطور القادمة يطرح الخبراء والاختصاصيون مجموعة من هذه الاضطرابات وكيفية مواجهتها.

تقول د. سوزان الطبراني، أخصائية أمراض النساء والتوليد: إن هناك العديد من المشكلات التي يمكن أن تتعرض لها المرأة قبل حدوث الحمل، وهي حالات طبية تتراوح بين البسيطة والمزمنة، ويمكن أن تُشكل خطراً على الأم أو الجنين خلال فترة الحمل، وتشمل الآفات الشائعة، داء السكري، مشاكل الغدة الدرقية، اضطرابات القلب، والربو.

وتضيف: تحتاج السيدات اللواتي لديهم تاريخ طبي بالمشكلات الطبية، الاهتمام بالفحص الدوري خلال فترة الحمل، حتى لا يتعرضن لمضاعفات يمكن أن تتسبب في أضرار خطيرة بالأم والجنين: وتتمثل في الآتي:-

  • عمل الفحوص اللازمة بحسب الطبيب المختص في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وهي مزيج من الموجات فوق الصوتية للجنين واختبار الدم الشامل للأم، والموجات فوق الصوتية لشفافية القفوية التي تهدف إلى التنبؤ بأمراض اختلالات الكروموسومات في الجنين.
  • تخضع الأم لفحوص العلامات المتعددة بين الأسبوعين 15 و20 من الحمل، إلى جانب مجموعة من الاختبارات خلال الفترة من الأسبوع الثامن عشر إلى العشرين.
  • تخضع الأم للفحوص اللازمة في الثلث الأخير من الحمل لمتابعة نمو الجنين بالموجات فوق الصوتية.

تلفت د. سوزان الطبراني، إلى أن الالتزام بتناول المعادن والفيتامينات خلال فترة الحمل هي أهم القواعد التي تحقق الحفاظ على سلامة الأم والجنين خلال فترة الحمل، وهي تشمل بشكل عام، حمض الفوليك، الحديد، الكالسيوم وفيتامين (د،ج)، الأحماض الدهنية أوميجا3، ويتم ترتيب الجرعات بحسب فترة الحمل، كما يجب الامتناع عن التدخين أو شرب الكحول، وتناول الطعام الصحي، وممارسة النشاط البدني.

ضغط الدم

ترى د. مي صلاح الدين، أخصائية أمراض النساء والتوليد، أن ارتفاع ضغط الدم أثناء فترة الحمل يمكن أن يؤدي للعديد من المضاعفات، ويُعد تسمم الحمل المزمن من المضاعفات الخطرة التي تصاحب هذه الحالة، ويتطلب رعاية متخصصة، ويحدث ارتفاع ضغط الدم خلال فترة الحمل نتيجة حالات مختلفة، ومنها:

  • حالة ارتفاع ضغط الدم الحملي التي تتطور عادة بعد الأسبوع العشرين من الحمل، وتتميز بارتفاع ضغط الدم دون وجود البروتين في البول.
  • تظهر حالة تسمم الحمل على الأغلب بعد 20 أسبوعاً من الحمل، وهي تتسم بارتفاع ضغط الدم ووجود البروتين في البول، ويمكن أن تؤثر في أعضاء متعددة في الجسم، وتؤدي إلى مضاعفات للأم والجنين إذا لم يتم التدخل الطبي وإدارتها.
  • تعاني بعض السيدات ارتفاع ضغط الدم المزمن قبل 20 أسبوعاً من الحمل، وتتطلب هذه الحالة إدارة دقيقة طوال فترة الحمل لمنع التعرض للمضاعفات الخطرة.

تشير د. مي صلاح الدين، إلى أن علامات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، تتمثل في: الصداع الشديد، تغيرات في الرؤية وعدم وضوح الأشياء، آلام في البطن وخاصة في الجانب الأيمن العلوي، تورم في اليد والوجه، ضيق في التنفس، وتتضمن طرق التشخيص، القراءات المنتظمة لضغط الدم أثناء زيارات ما قبل الولادة، بالإضافة إلى اختبارات البول للكشف عن البيلة البروتينية واختبارات الدم لتقييم وظائف الأعضاء والصحة العامة.

وتبين أن إدارة ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل تعتمد على التشخيص وشدة الحالة، مع ضرورة أن تخضع للمراقبة الطبية المنتظمة وصحة الجنين، إلى جانب توصيات بتغيير نمط الحياة مثل تقليل تناول الصوديوم، والترطيب الكافي، والراحة، يمكن وصف الأدوية الآمنة للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم لمنع المضاعفات في الحالات المزمنة، والتدخل الطبي العاجل عند ظهور تسمم الحمل، وربما تكون ولادة الطفل ضرورية لإدارة المخاطر المرتبطة بارتفاع ضغط الدم.

سكري الحمل

توضح د. جيسيكا فرنانديز، أخصائية أمراض النساء والتوليد، أن سكري الحمل هو عدم تحمل الجلوكوز بدرجات متفاوتة مع ظهوره أو إصابة السيدة بهذه الحالة للمرة الأولى وهي حامل، ويظهر عادة في الفترة بين الأسبوع 24 إلى 28 أسبوعاً، وربما يصيب بعضهن في وقت مبكر أو متأخر قليلاً، ولا ترافقه أي أعراض واضحة، ويتم اكتشافه على الأغلب أثناء اختبارات الدم الدورية، وربما تعاني بعض الحوامل المصابات الغثيان وزيادة العطش والتعب وكثرة التبول.

وتتابع: يستهدف سكري الحمل على الأكثر السيدات غير المنتظمات على ممارسة النشاط البدني، وأصحاب الوزن الزائد، واللواتي سبق لهن إنجاب أطفال تزيد أوزانهم على 4 كجم أو أكثر، أو من تعاني متلازمة تكيس المبايض أو داء السكري قبل الحمل، ومن لديهن مصابين بالسكري من عائلاتهن.

تذكر د. جيسيكا فرنانديز، أن الإصابة بسكري الحمل يمكن أن تتسبب في العديد من المخاطر للأم، زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وفرصة الولادة القيصرية، استسقاء السلى والعملقة وزيادة حجم الجنين، حدوث المخاض المبكر، ويمكن أن تؤثر في سلامة الجنين وتتسبب في الضائقة التنفسية، نقص السكر في الدم، الإصابة بالسمنة وداء السكري في وقت لاحق من الحياة.

وتؤكد على، أن الوقاية من الإصابة بسكري الحمل يعتمد بشكل أساسي على النظام الغذائي الصحي وأسلوب الحياة النشط، ويتم وصف العلاج المناسب بحسب الحالة، وبناءً على مستويات السكر في الدم، ويمكن أن تتراوح خطة التداوي من تعديل نمط الحياة البسيط إلى تناول أدوية سكر الدم عن طريق الفم، وتحتاج بعض السيدات إلى الأنسولين.

مشكلات المشيمة مخاطر على الأم والجنين

تشير د. شيماء حبيب، أخصائية النساء والتوليد، إلى أن المشيمة عضو ينمو في الرحم أثناء الحمل، ووظيفته تتمثل في توفير الأوكسجين والعناصر المغذية للجنين أثناء فترة النمو، إلى جانب التخلص من الفضلات الموجودة في دم الطفل، وتلتصق المشيمة بجدار الرحم في الجزء الأمامي أو الخلفي أو في الجانب، ويخرج منها الحبل السري الذي يصل إلى الجنين.

وتتابع: يؤثر العديد من العوامل على صحة المشيمة خلال فترة الحمل، وتشمل: ضغط الدم المرتفع، الحمل المتعدد، اضطرابات تخثر الدم، الخضوع للجراحات القيصرية السابقة، تاريخ مرضي سابق لمشكلات المشيمة، تمزق الأغشية قبل الأوان، كما تعد النساء فوق الأربعين هن الأكثر عرضه لهذه الحالات.

توضح د.شيماء حبيب، أن المشيمة يمكن أن تتعرض لمشكلات متعددة من المضاعفات، يؤثر في وظيفتها، ومنها:-

  • المشيمة المنزاحة، وتستهدف سيدة واحدة من كل 200 امرأة حامل، وتحدث نتيجة تغطية المشيمة لعنق الرحم سواء جزئياً أو كلياً، ويمكن أن تتسبب في حدوث نزف رحمي قبل أو أثناء الولادة.
  • انفصال المشيمة، الذي يحدث نتيجة انفصالها جزئياً أو كلياً عن الرحم خلال فترة الحمل، وتصيب سيدة واحدة من كل 100 إمراه، ويرافقها نزف رحمي واضطرابات في ضربات قلب الجنين، ما يتطلب التدخل الطبي العاجل.
  • قصور المشيمة، وهي من الحالات التي تظهر في سيدة واحدة من كل 300 امرأة حامل، وتكون ناجمة عن عدم قيام المشيمة بوظيفتها بشكل صحيح، ما يؤدي إلى تأخر نمو الجنين وانخفاض الوزن عند الولادة، وربما تلاحظ الأم حركة جنينية أقل أو رحم أصغر من السابق.
  • المشيمة الملتصقة، وهي من الحالات الخطِرة التي تحدث لسيدة واحدة من 2500 امرأة حامل، حيث تلتصق المشيمة وأوعيتها الدموية وتنمو بعمق وتخترق جدار الرحم، وترافق على الأغلب المشيمة المنزاحة، أو نتيجة الولادات القيصرية السابقة، ويمكن أن تشمل مخاطر هذه الحالة نزيفاً رحمياً شديداً أثناء الحمل أو بعد الولادة، ما يستدعي التدخل بالعملية القيصرية، وربما يتطور الأمر لاستئصال الرحم.

تؤكد د.شيماء حبيب أن معظم حالات مشكلات المشيمة لا توجد لها طرق للوقاية، ولذلك يجب الاهتمام باتخاذ الإجراءات الصحية للحصول على حمل صحي وآمن، مع مراعاة مراجعة الطبيب المختص بانتظام طوال هذه الفترة، للكشف المبكر عن حدوث أي اضطرابات فور حدوثها والتدخل الطبي للسيطرة عليها، إضافة إلى ضرورة علاج المشكلات الشائعة مثل ارتفاع ضغط الدم والامتناع عن التدخين في الحمل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr2btw2k

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"