عادي

تفاصيل مرعبة.. حكاية النادي السري للحسناء الشهيرة كات توريس

17:01 مساء
قراءة 4 دقائق
الحسناء البرازيلية

لم يكن الحكم بسجن الحسناء البرازيلية كات توريس 8 سنوات، سوى مفتاح لباب غامض يخفي خلفه تفاصيل تفوق الخيال عن أعمال سحر واستعباد نساء واتجار بالبشر، لم يخل من وجود مشاهير، وكأن ما يجري من أحداث على أرض أحد أفلام الرعب والجريمة الأكثر جموحاً في هوليود.

  • بدأت الخيوط تتكشف، عندما تم الإبلاغ عن اختفاء امرأتين في سبتمبر 2022، ما دفع مكتب التحقيقات الفيدرالي في الولايات المتحدة إلى إجراء تحريات أدت في النهاية إلى سقوط الحسناء البرازيلية ونجمة وسائل التواصل الاجتماعي كات توريس.
  • كانت عارضة الأزياء البرازيلية السابقة والمؤثرة ومدربة الحياة الروحية «كات توريس» مصدر إلهام للنساء، عندما وثقت على حسابها بإنستغرام الذي يتابعه أكثر من مليون شخص مسارها المهني الاستثنائي من الفقر المدقع في البرازيل إلى مهنة عرض الأزياء الأوروبية وحياة الرفاهية في الولايات المتحدة.
  • تروي توريس، أنها عانت طفولة عنيفة، وكانت في علاقة مسيئة، وانتقلت إلى الولايات المتحدة بمفردها، حسبما ذكر فيلم وثائقي لبي بي سي، وهناك، بنت حياة لنفسها بوصفها مؤثرة في مجال التنمية البشرية والمعالجة الروحية.
  • لكن وراء هذه المنشورات المنسقة بشكل مثالي كان الجانب المظلم الذي يخفي قصة السحر والاستغلال والاتجار بالبشر، عبر نادٍ سري أدى إلى اختفاء العديد من النساء، وأرسل عائلاتهن ومكتب التحقيقات الفيدرالي في بحث يائس للعثور عليهن.
  • بعض ضحايا توريس كشفن أنهن تحت تأثيرها الساحر وجاذبية حضورها الطاغي على وسائل التواصل الاجتماعي، تعرضن للإكراه والاستغلال، حتى ظهرت امرأة تدعى آنا، التي كانت إحدى الضحايا لكنها لم تكن من بين المفقودات لتكشف التفاصيل المروعة وتصبح بمثابة مفتاح الإنقاذ.
  • تقول آنا: إن العارضة توريس التي نصّبت نفسها «معلمة» والتي مارست السيطرة المطلقة، كانت بمنزلة أمل لها، عندما صادفت حسابها على إنستغرام عام 2017، ثم رأتها بعد ذلك على غلاف المجلات ومع مشاهير مثل ليوناردو دي كابريو، مؤكدة «كل ما رأيته بدا معقولاً»، وهو ما جعلها بمنزلة القدوة إلى عالم الثراء والنجومية. وخصوصاً بعد أن ظهرت كات توريس في برامج تلفزيونية ذائعة الصيت ادعت خلالها قدرتها على التنبؤ بالمستقبل والعلاج الروحي والتنويم المغناطيسي.
  • لوزر تويرسكي، التي زاملت كات توريس في مسكن بنيويورك تقول: إن أصدقاءها في هوليوود قدموا إليها «عقار هلوسة»، وبعد أن اعتادت تعاطيه لم تعد كما كانت أبداً، وكأنها تحولت إلى شكل ما من الجنون. ثم أقامت علاقات مع أثرياء كانوا يدفعون أيضاً إيجار الشقة التي تقاسمتها مع زميلتها.
  • قامت توريس بعد ذلك بتدشين موقع للعلاج الروحي قدمت من خلاله مقاطع فيديو حول العلاقات والصحة ونجاح الأعمال والتأمل وبرامج التمارين الرياضية، ومقابل 150 دولاراً إضافياً، يمكن للعملاء فتح استشارات فيديو فردية حصرية مع توريس، التي ستزعم خلالها حل أي من مشاكلهم.
  • تقول أماندا، وهي عميلة سابقة أخرى تعيش في العاصمة البرازيلية: إن كات جعلتها تشعر بأنها مميزة. وتضيف: «كل شكوكي وأسئلتي وقراراتي.. كنت دائماً آخذها إليها أولاً، حتى نتمكن من اتخاذ القرارات معاً.. لكن يبدو أن النصيحة كان لها جانب مظلم»، إذ تقول آنا وأماندا ونساء أخريات: إنهن وجدن أنفسهن معزولات بشكل متزايد عن الأصدقاء والعائلة وعلى استعداد لفعل أي شيء تقترحه توريس.
  • عندما طلبت توريس من آنا في عام 2019 الانتقال إلى نيويورك للعمل مساعدة مقيمة لها، وافقت، رغم أنها كانت تدرس في جامعة بوسطن، لكنها رتبت للدراسة عبر الإنترنت بدلاً من ذلك، وتقول: إنها قبلت العرض لرعاية حيوانات توريس - والطهي والغسيل والتنظيف - مقابل نحو 2000 دولار شهرياً. لكن عندما وصلت إلى شقة توريس، أدركت بسرعة أنها لا تتطابق مع الكمال الذي أوحت به على وسائل التواصل الاجتماعي. وتضيف: «لقد كان الأمر صادماً لأن المنزل كان فوضوياً للغاية، وقذراً للغاية».
  • تقول آنا: «الآن، أرى أنها كانت تستخدمني كعبدة.. كانت تشعر بالرضا عن ذلك.. ولم أحصل على أجر أبداً.. شعرت وكأنني عالقة هنا، ليس لدي مخرج.. ربما كنت واحدة من أولى ضحايا الاتجار بالبشر لديها». وتضيف آنا: إنها عندما حاولت مواجهة توريس، أصبحت عدوانية. وفي النهاية، بعد ثلاثة أشهر، وجدت آنا طريقة للهروب من خلال الانتقال للعيش في مكان آخر.
  • عندما أبلغت أسرتا فتاتين برازيليتين أخريين عن اختفائهما في سبتمبر 2022، عرفت آنا أنها يجب أن تتصرف. وبحلول هذه المرحلة، كانت حياة توريس قد نمت بشكل كبير، بعد زواجها من رجل يُدعى زاك، وهو شاب يبلغ من العمر 21 عاماً التقت به في كاليفورنيا، وكانا يستأجران منزلاً مكوناً من خمس غرف نوم في ضواحي أوستن بولاية تكساس.
  • وبتكرار النمط الذي بدأته مع آنا، استهدفت توريس أتباعها الأكثر تفانياً، في محاولة لتجنيدهن للعمل معها. وفي المقابل، وعدتهن بالمساعدة على تحقيق أحلامهن، والاستفادة من التفاصيل الشخصية التي شاركنها معها. ومن خلال منشورات على قنوات التواصل الاجتماعي الخاصة بها، قدمت توريس ما أسمته «عشيرة السحرة» الخاصة بها. ثم قامت بالضغط على العديد من الشابات للعمل في نواد ليلية، وقالت فتاة: إنها اعتقدت أن توريس لا تمتلك المال فقط، ولكن أيضأ القوى الروحية.
  • وتقول ديزيريه إحدى الضحايا: إن النساء العاملات كن يخضعن لقواعد صارمة، ومن بينها أنهن ممنوعات من التحدث مع بعضهن بعضاً، ويحتجن إلى إذن توريس لمغادرة غرفهن - حتى لاستخدام الحمام - وكان يتعين عليهن تسليم كل مكاسبهن من النوادي الليلية على الفور. بينما كانت هي تحتفظ بهذه الأموال وكذلك جوازات السفر.
  • بدأت بعض النساء في التخطيط للهروب، بعد رؤيتهن الأسلحة التي يحتفظ بها زوج توريس تظهر بانتظام على قصصها على إنستغرام، وأصبحت مصدر خوف للنساء المتبقيات. لدرجة أنه كان يأخذ من ترفض العمل إلى ميدان رماية ويجبرها على الاستمرار تحت التهديد. وإذا لم تلب النساء حصص الكسب التي حددتها توريس، والتي ارتفعت من 1000 دولار إلى 3000 دولار في اليوم، لا يُسمح لهن بالعودة إلى المنزل في تلك الليلة.
  • وفي سبتمبر، أطلق أصدقاء وعائلة ديسيري وليتيسيا في البرازيل حملات على وسائل التواصل الاجتماعي للعثور عليهما، وقالت آنا، التي عاشت مع توريس في عام 2019: إن أجراس الإنذار رنّت بمجرد أن رأت القصص الإخبارية. وتقول: إنها خمنت على الفور أن توريس كانت تحتفظ بفتيات أخريات، لتبلغ الشرطة التي توصلت أخيراً لكات توريس حيث تقضي عقوبتها حالياً في أحد السجون البرازيلية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n7n7a6m

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"