عادي
بين دعاة حمايتها والمتخوفين من افتراسها للمواشي

انتعاش أعداد الذئاب في أوروبا يثير الجدل

15:18 مساء
قراءة دقيقتين
ذئاب في غابات أوروبا

تثير عودة الذئاب إلى أوروبا، القارة التي أُبيد فيها هذا الحيوان عملياً قبل قرن أو أكثر، ردود فعل متنوعة، أكثر مما يتعلق بحيوانات برية عدة أخرى.

في العام 2023، عاودت الذئاب الظهور في 23 دولة من بلدان الاتحاد الأوروبي مع تقدير أعدادها بنحو 20300 ذئب. وتشير المفوضية الأوروبية إلى أنّ «عدد الذئاب في دول الاتحاد الأوروبي آخذ عموماً في الازدياد».

ولا يُسجّل هذا الارتفاع في الأعداد من دون جوانب سلبية، ترجع أساساً إلى هجمات الذئاب على المواشي، ما يؤدي في بعض الأحيان إلى سجالات حادة بين المدافعين عن الذئاب ومعارضيها.

وفي خريف 2023، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، التي فقدت فرس بوني بعدما قتله ذئب في منزل عائلتها في شمال ألمانيا، إلى خفض مستوى الحماية للذئاب الرمادية التي أصبحت اليوم «محمية بشكل صارم».

ويقول الباحث في المركز الوطني للبحث العلمي في مونبلييه (جنوب فرنسا) نيكولا ليسكورو الذي يتمحور عمله على العلاقات بين البشر والحيوانات: «إنّ علاقة التقارب بين البشر والذئاب قديمة جداً لأن كلابنا الحالية تنحدر من مجموعات ذئاب، نتيجة لأقدم عملية تدجين للحيوانات».

وفي سبعينات القرن العشرين، ومع «إدراك أنّ البيئة أصبحت مسألة مهمة»، بات الذئب الرمادي محمياً في أوروبا بموجب اتفاقية برن، على قول غيّوم شابرون، وهو باحث في الجامعة السويدية للعلوم الزراعية.

ويرى أن إنقاذ هذه الحيوانات البرية آكلة اللحوم هو «قصة نجاح في الحفاظ على البيئة».

وفي الوقت الراهن، يمكن قتل الذئاب لحماية قطعان الماشية، في ظل ظروف محددة جداً. وفي فرنسا، حيث تم تعداد 1003 ذئاب في العام 2023، يُقتل نحو 20% منها كل عام، وتعتزم السلطات تسهيل إجراءات قتلها. ويقول العالِم «إذا أضعفنا الحماية، فمن الممكن السماح بعمليات اصطياد ذئاب من دون مبرر، وهذا يفتح الباب أمام أي تجاوزات».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3je8y259

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"