عادي

«الحساسية التنفسية» تأثيرات مُزمنة

22:28 مساء
قراءة 5 دقائق

تحقيق: راندا جرجس

حساسية الجهاز التنفسي من المشكلات الشائعة التي تتزايد في فصل الصيف، وتشمل التهاب الأنف التحسسي، والربو، والتهاب الملتحمة التحسسي، وتنجم خلال الموسم عن زيادة في حبوب اللقاح من الأعشاب، والأشجار، وجراثيم العفن، وتؤدي إلى أعراض مثل: العطس، وسيلان الأنف، وحكة العين، ويمكن أن تتفاقم العلامات وتتسبب بالتهاب وتضييق المسالك الهوائية، ونوبات ربو متكررة، وفي الحالات الشديدة يمكن أن يتعرض المصاب لرد فعل تحسسي شديد يهدد الحياة، ويتطلب عناية طبية فورية، وفي السطور القادمة يسلط الخبراء والاختصاصيون الضوء على هذا الموضوع تفصيلاً.

يقول د.فابريزيو فاشيني، استشاري أمراض الرئة، إن حساسية الجهاز التنفسي تستهدف الأطفال الذين لديهم تاريخ، عائلي أو شخصي، للإصابة بالتهاب الجلد التأتبي، أو الإكزيما، أو التهاب الملتحمة وحيد القرن التحسسي، والربو، وتعتبر من المشكلات التي تستمر على المدى الطويل، ويُعد موسم الصيف والإجازات والعطلات، من الأوقات التي ترتبط بظهور هذا المرض، حيث يعاني الصغار حساسية حبوب لقاح العشب، أو الأعشاب الضارة.

يبيّن د.فاشيني أن أسباب الإصابة بحساسية الجهاز التنفسي تتمثل في التعرض لمصادر إثارة الحساسية، مثل: حبوب اللقاح من الأشجار، وعث غبار المنزل، ووبر القطط والحيوانات الأليفة بدرجة كبيرة، إلى جانب الصراصير والعفن (الموجود في مجاري أجهزة التكييف)، وعفن الثمار (الموجود في تربة النباتات الداخلية)، والعفن الموسمي المرتبط بالرطوبة، وبالتالي تتفاقم الأعراض، وتشمل المضاعفات من يعانون الحساسية من التهاب الأنف التحسسي (الذي يشمل العطس، وحكة الأنف، وسيلان الأنف، واحتقان الأنف)، وفي بعض الأحيان السعال (أحد الأعراض الشائعة للتنقيط الأنفي الخلفي والربو)، وضيق التنفس مع الصفير (أعراض الربو)، والإكزيما.

ويؤكد أن تفادي التعرّض لمسببات الحساسية هو الإجراء الرئيسي للوقاية من تطور الحالة، ولكن في حال كانت حبوب لقاح العشب تملأ الهواء، فيجب تناول الأدوية للتعامل مع المرض، مثل مضادات الهيستامين غير المسببة للنعاس، وبخاخ الأنف، وجهاز الاستنشاق عن طريق الفم، وقطرات العين، وإذا كانت مسببات الحساسية هي العامل الأساسي، فإننا ندرس إمكانية توفير العلاج المناعي، الذي يتميز بإمكانات كبيرة، وتجنب استفحاله، وتطوره إلى أمراض ذات صلة مثل الربو.

إصابة البالغين

يذكر د. حسيب بوثومانيل، أخصائي أمراض الرئة، أن الأعراض الشائعة لحساسية الجهاز التنفسي خلال فصل الصيف نتيجة التعرض لحبوب اللقاح، وغيرها من المهيّجات المحمولة جواً، تظهر على شكل عطس، وسعال، واحتقان الأنف، والسيلان، وحكة في الحلق، والعيون الدامعة، وتحدث هذه العلامات عندما يتفاعل جهاز المناعة في الجسم مع مسببات الحساسية، وفي الحالات الأكثر شدة، ولدى الأفراد المصابين بالربو، أو مرض الانسداد الرئوي المزمن، أو ضعف جهاز المناعة، وكبار السن، تتفاقم وتشمل الصفير، وضيق التنفس، وضيق الصدر، بسبب التهاب مجرى الهواء وانقباضه.

ويشير د.بوثومانيل إلى أن هناك العديد من العوامل التي يمكن أت تزيد من حساسية الجهاز التنفسي في الصيف، وتعتبر حبوب اللقاح التي تطلقها الأشجار، والأعشاب والحشائش الضارة، والغبار والمهيّجات الأخرى التي تحملها الرياح لمسافات طويلة، مساهماً رئيسياً في تهيّج الحالة، كما تساهم مستويات الرطوبة المرتفعة في الموسم الحار والتغيرات في أنماط الطقس بزيادة جراثيم العفن.

مضاعفات وعلاجات

تذكر د. جولسانا أوغسطين، أخصائية أمراض الرئة، إلى أن مظاهر حساسية الجهاز التنفسي في الصيف تختلف من شخص لآخر، وتشمل الأعراض الشائعة الاحتقان، والتهاب الممرات والجيوب الأنفية، والاختناق الذي يؤدي إلى صعوبة في التنفس، والتعب، والخمول، والإجهاد، وألم، وضغط في الرأس، وسيلان الأنف، وحدوث إفرازات رقيقة وشفافة، خاصة خلال ساعات ذروة حبوب اللقاح، كما تثير مسببات الحساسية العطس والسعال، بينما يحاول الجسم طرد المادة المهيجة، وتصبح العيون مثيرة للحكة، وحمراء، ومائية، ويتساقط المخاط من الأنف إلى الجزء الخلفي من الحلق، ما يسبب عدم الراحة، وانقباض المسالك الهوائية والصفير، وفي الحالات الشديدة يمكن ان يتعرض المصاب لرد فعل تحسسي شديد يهدد الحياة، ويتطلب عناية طبية فورية.

وتضيف: إن تشخيص حساسية الجهاز التنفسي، تتم عن طريق الاطّلاع على التاريخ العائلي للمريض، والفحص السريري للبحث عن وجود علامات مثل الطفح الجلدي، أو التورم، واختبار السيطرة على الربو، أو استبيان جودة الحياة لالتهاب الملتحمة وحيد القرن، لتقييم الأعراض ونوعية الحياة، وفحص الدم واختبارات قياس التنفس لتقييم وظائف الرئة، واستجابة مجرى الهواء، واختبار وخز الجلد بوضع كمية صغيرة من المادة المسببة للحساسية على الجلد وملاحظة التفاعل، واختبار أوكسيد النيتريك في الزفير لقياس التهاب مجرى الهواء، إضافة إلى تصوير الصدر بالأشعة السينية، أو التصوير المقطعي المحوسب لاستبعاد الحالات، أو المضاعفات الأخرى.

وتلفت جولسانا أوغسطين إلى أن حساسية الجهاز التنفسي الصيفية لدى البالغين تؤدي إلى مضاعفات ومخاطر متعددة، ومنها تفاقم حدوث نوبات الربو، وربما تكون شديدة ومهددة للحياة، والتهاب الأنف المزمن الذي يؤدي إلى الالتهاب والاحتقان لفترة طويلة، ما يجعل الأعراض مستمرة، ويمكن أن تتطور الالتهابات البكتيرية في الجيوب الأنفية، والتهابات الأذن الوسطى بسبب خلل في قناة استاكيوس الناجم عن الحساسية، ويزداد خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي، وداء الرشاشيات القصبي الرئوي التحسسي عندما تتفاعل الرئتان مع الجراثيم الفطرية في حالات نادرة، كما تسهم الحساسية المزمنة في القلق، والاكتئاب، وانخفاض جودة الحياة، ويتسبب الاحتقان وعدم الراحة بالأرق اضطرابات النوم، والتعب والخمول، كما تؤثر في التركيز، والذاكرة، والإنتاجية.

وتبيّن د.جولسانا أوغسطين، أن معالجة حساسية الجهاز التنفسي لدى البالغين تتم عن طريق مجموعة من الإجراءات من خلال استشارة الطبيب المختص، وتعتمد بشكل فعال على عدم التعرض لمسببات الحساسية كحبوب اللقاح، وعث الغبار، والعفن، ووبر الحيوانات الأليفة، ويمكن استخدام مرشحات هواء الجسيمات عالية الكفاءة التي تساعد على إزالة المواد المسببة للحساسية من الهواء، مع ضرورة تنظيف المنزل، بخاصة المناطق التي تتراكم فيها المواد المهيّجة للمرض.

وتضيف: تعمل مضادات الهيستامين على تخفيف الأعراض، مثل العطس، وسيلان، الأنف وحكة العين، وتقلل مزيلات الاحتقان مشكلات الأنف، وتسهم البخاخات الستيرويدية، أو الملحية، في خفض الالتهاب، وتستخدم أدوية الاستنشاق وموسعات الشعب الهوائية أو الكورتيكوستيرويدات لتخفيف أعراض الربو، ويشمل العلاج المناعي الحقن المنتظمة التي تفيد في إزالة مسببات الحساسية، ويمكن وصف الأقراص التي توضع تحت اللسان، لكونها تعمل على بناء القدرة على تحمل مسببات الحساسية.

كيف تحمي الجهاز التنفسي صيفاً؟

يتأثر الجهاز التنفسي في فصل الصيف، ويتعرض لآفات صحية كالربو، والحساسية، والالتهاب الرئوي، نتيجة انتشار العدوى والفيروسات، ولذلك ينصح الخبراء والاختصاصيون بضرورة العناية بصحة الجسم، والتي تتمثل في:

  • الاهتمام بتناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات والعناصر الغذائية، مثل فيتامين «سي» للحفاظ على صحة الجهاز التنفسي، والحد من استهلاك الوجبات السريعة التي تحتوي على الفيروسات والعدوى التي تؤثر في صحة الجسم والأمراض الخطرة.
  • الاهتمام بممارسة تمارين التنفس التي تعمل على تنشيط الرئتين ووقايتهما من الأمراض.
  • الحد من التعرض للملوثات الخارجية والمواد الكيميائيّة في العمل أو المنزل.
  • تطبيق العناية بالنظافة الشخصية وغسل اليدين باستمرار، والابتعاد عن الأماكن المفتوحة، ووضع كمامة على الفم في حالة الخروج من المنزل.
  • تجنب التدخين، لأنه يعد من العادات السيئة التي تؤثر على صحة الجهاز التنفسي وتسبب الاختناق، والسبب الرئيس وراء الإصابة بمرض الانسداد المزمن وسرطان الرئة.
  • مراعاة عدم استخدام أو تبادل الأدوات الشخصية مع الآخرين لتجنب العدوى والأمراض.
  • التخلّص من الحشرات والعث والغبار والآفات، لحد من مشاكل الرئة وإثارة الحساسية، وتجديد وتهوية الأغطية والأثاث في الهواء وإدخال الهواء الخارجيّ النقي، والمحافظة على نظافة المنزل وجفاف الأسطح الرطبة والأثاث والسجاد قدر الإمكان.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yj4pfetj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"