عادي

مرآب سيارات يكشف أزمات بوينغ بعد تأجيل «البيت الأبيض الجوي»

21:49 مساء
قراءة 4 دقائق

إعداد : محمد كمال

في الوقت الذي اعترفت شركة بوينغ العملاقة بفشلها في التغلب على تحديات تصنيع طائرتين لصالح الرئاسة الأمريكية، بدعوى أن المهمة شديدة التعقيد، فإن الواقع يقر أن شركة تصنيع الطائرات العملاقة تواجه مشاكل متفاقمة على مختلف الأصعدة، بل وأكثر بساطة من تصنيع طائرتين رئاسيتين. فقد أدى نقص قطع الغيار ومشكلات أخرى إلى اضطرار الشركة لاستخدام مرآب سيارات موظفيها كجراج لنحو 200 طائرة حتى إتمام تصنيعها.

رئيس وحدة الدفاع في بوينغ تيد كولبيرت خرج لتبرير الأسباب التي أدت إلى تأجيل تسليم طائرتين (إير فورس وان) للرئاسة الأمريكية، أطلق عليهما «البيت الأبيض الجوي»، بموجب عقد أبرم عام 2018 بقيمة 3.9 مليار دولار، لكنه لم يعلق على الجانب الخفي من المشاكل المتفاقمة داخل الشركة.

  • تكدس الطائرات في مواقف السيارات

ويكشف تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، أن الطائرات التي تخزينها منذ فترة طويلة في موقف سيارات الموظفين، قد يحتاج بعضها إلى برامج أو تحديثات أخرى، حيث يعد نقل الطائرات غير المكتملة أمراً صعباً، خاصة إذا كان الجزء المفقود هو المحرك، كما هو الحال مع مجموعة من طائرات الشحن 777.

ويقول رون إبستاين، محلل الطيران في بنك أوف أمريكا: «الأمر يطرح السؤال: متى ستقومون بتسليم هذه الطائرات.. لا يمكنها المكوث لفترة طويلة قبل أن تضطر إلى فعل شيء».

وتأتي هذه الأزمة في الوقت الذي تواجه فيه بوينغ تباطؤ الإنتاج والتدقيق التنظيمي في أعقاب الكارثة التي كادت أن تحدث على متن رحلة تابعة لشركة طيران ألاسكا، في شهر يناير الماضي، عندما انفجر جزء من جسم طائرة 737 ماكس 9 الجديد.

ومعضلة موقف السيارات، لا تعد التحدي الأبرز الذي واجهته بوينغ خلال السنوات الأخيرة، فقد اضطرت إلى إيقاف تشغيل طائرة بوينغ 737 ماكس الأكثر مبيعاً، بسبب حوادث في عامي 2018 و2019، وكان لدى الشركة وقتها نحو 450 من تلك الطائرات مكدسة في منشآتها. كما كان لديها في أحد مواقعها أكثر من 100 طائرة من طراز 787 متوقفة، وهو ما يمثل معضلة تتعلق بالمساحة نظراً لحجم الطائرات الضخم.

وقالت بوينغ، إنها تحرز تقدماً في إخلاء الطائرات المتوقفة، وأضافت: «نظراً لأننا قمنا بتسليم المئات من طائرات 737 وعشرات من طائرات 787 من المخزون في السنوات الأخيرة، فقد قمنا بتقليل مساحة مواقف السيارات المطلوبة في عدة مواقع».

  • ما هي قطع الغيار الناقصة؟

وأدى نقص الموردين، الناجم عن أزمة سلاسل التوريد جراء إغلاق الوباء إلى تحميل الشركة طائرات تفتقر إلى قطع غيار ضرورية.

وتباطأت شحنات طرازات معينة في ظل معاناة بوينغ من النقص في مقاعد المقصورة، والذي بدأ في التحسن. كما عانت الشركة أيضاً من نقص في مكون ينظم درجة الحرارة يسمى المبادل الحراري.

كما تعاني طائرات الشحن من طراز 777 في مدينة إيفريت بولاية واشنطن، حيث تنتظر المحركات، بعد أن واجهت شركة تصنيع المحركات، GE Aerospace، من نقص الموردين. وتقول بوينغ إن لديها ما يكفي من المحركات لعمليات التسليم على المدى القريب.

واليوم، أكثر من نصف الطائرات المتوقفة هي من طراز 737 MAX ذات الممر الواحد، والتي لا تزال في انتظار التسليم، وبعضها يبلغ عمره الآن عدة سنوات.

والعديد من طائرات 737 التي لم يتم تسليمها متجهة إلى الصين، وهي واحدة من أكبر أسواق بوينغ. وسلمت بوينغ في يناير/ كانون الثاني أول شحنة من طائرات ماكس إلى الصين بعد أكثر من أربع سنوات. وجمدت بكين عمليات التسليم منذ تحطم طائرتين من طراز 737 ماكس.

  • بيت أبيض في الجو

أما عن طائرتي الرئاسة الأمريكية، فكان يفترض أن تصنع بوينغ طائرتين (8-747) لاستخدامهما كطائرتين للرئاسة الأمريكية على أن يكون التسليم بحلول ديسمبر/ كانون الأول 2024، لكن ذلك تأجل حتى عامي 2027 و2028 على الأقل، بسبب تحديات تتعلق بسلاسل التوريد والتضخم والعمالة وغيرها من المصاعب في صنع الطائرتين، وقد خسرت الشركة أكثر من ملياري دولار في هذا البرنامج.

ويجري تصميم الطائرتين لتكونا بمنزلة مقر للبيت الأبيض يكون محمولاً في الجو وقادراً على التحليق في أسوأ الظروف الأمنية، ومنها الحرب النووية. وشمل التعديل تزويد الطائرتين بأحدث نظم الطيران العسكري الإلكتروني والاتصالات، فضلاً عن منظومة دفاع ذاتية.

وفي العام الماضي، اختارت إدارة بايدن تعديل نظام طلاء طائرة الرئاسة، الذي يشبه إلى حد كبير اللون الأبيض الحالي مع درجتين من اللون الأزرق، والذي يعود تاريخه إلى إدارة الرئيس جون كينيدي، ما يعكس القرار الذي اتخذه الرئيس آنذاك. دونالد ترمب.

وفي ديسمبر/ كانون الأول 2016، انتزع ترامب وعداً من الرئيس التنفيذي لشركة بوينغ في ذلك الوقت، دينيس مويلنبرغ، بأن كلفة استبدال طائرة الرئاسة لن تتجاوز 4 مليارات دولار. وقال الرئيس التنفيذي الحالي لشركة بوينغ ديف كالهون في وقت لاحق: إن «المنتقدين كانوا على حق بشأن العقد فسعره منخفض للغاية».

وفي عام 2022، قال مكتب محاسبة الحكومة الأمريكية (GAO): إن برنامج طائرة الرئاسة معرض لخطر المزيد من التأخير، بسبب العوائق اللوجستية العديدة ومعدلات التصاريح الأمنية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/h6rxxja3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"