عادي
صيفنا قراءة

زينب الياسي: الكتب تأخذنا إلى عوالم لا نعرفها

15:07 مساء
قراءة 3 دقائق
زينب عيسى الياسي

الشارقة: علاء الدين محمود

«الهدوء سمة تميز الصيف من دون بقية مواسم السنة الأخرى، وعلى المرء الاستفادة من العطلة في القراءة»، هكذا تحدثت الناقدة والكاتبة الدكتورة زينب عيسى الياسي، في معرض تناولها لمميزات موسم الصيف، وتؤكد أن على الإنسان أن يغتنم فرصة تواجده في المنزل لساعات طويلة في التحصيل المعرفي وتغذية الذهن بأشكال وأنماط متعددة من المؤلفات في شتى الضروب العلمية والفكرية.

وتشدد زينب الياسي على ضرورة القراءة المنوعة؛ وأن لا تكون حصراً على الروايات فقط، على الرغم من أهميتها، فبعض المؤلفات السردية، تحتوي على قيمة وفائدة فكرية ومعرفية، لكن بشكل عام لابد من تجاوز فكرة أن الاطلاع يهدف إلى التسلية، فهذا أمر غير صحيح وقد رسخ بشكل كبير في أذهان الكثيرين، لذلك من المهم أن يكون هنالك تنوع بحيث يقبل المرء على الفكر وحتى العلوم من أجل أن يزيد من معلوماته ومعارفه، وعلى الإنسان أن يبحث عن ما ينقصه، وأن يتعمق في مسألة القراءة.

القراءة بالنسبة إليها يجب أن تصبح ثقافة عبر التعود، فالإنسان إذ خصص نصف ساعة على الأقل في الاطلاع على مؤلف ما بشكل يومي، فإن ذلك يتحول مع الزمن إلى عادة، بالتالي سوف «يحترف»، القراءة؛ وينفتح على عوالم لم يعرفها من قبل، ولابد للآباء والأمهات في البيوت أن يساعدوا الأطفال واليافعين والشباب، على أن تصبح القراءة جزءاً من تفاصيل حياتهم اليومية، وذلك عبر اختيار مؤلفات تناسبهم، فالصغار يميلون نحو الكتب التي تحتوي على أحجية مثل القصص والمغامرات، ولابد من النقاش معهم حول ما تمت قراءته حتى تتعمق الفائدة وترسخ المعلومات في الأذهان.

  • مقالات

وذكرت زينب الياسي أن هنالك من يفضل قراءة المقال، وهو عالم قائم بذاته، وهناك كتب متخصصة فيه، مشيرة إلى أنها قد فرغت خلال هذا الصيف من قراءة كتاب «ما أعرفه على وجه اليقين»، للإعلامية والكاتبة الأمريكية أوبرا وينفري، وهو في الأصل مجموعة مقالات جمعتها الكاتبة في كتاب يستعرض بعضاً من ملامح حياتها وسيرتها الذاتية أرادت من خلاله الوصول إلى بعض فئات المجتمع المهمشة، وتشير إلى كتاب عرب تخصصوا في هذا الفن مثل: عبد الوهاب مطاوع، وحسن مدن.

وتؤكد كذلك على أهمية الاطلاع على مؤلفات السيرة الذاتية، لأنها تٌعرف بالكتاب والمفكرين والعلماء، وتحمل خبرتهم وتجاربهم، خاصة المشاهير منهم، وتعتزم قراءة كتاب «ترميم الذاكرة»، للكاتب حسن مدن، ويتناول جوانب من حياته، وهناك أيضاً كتاب عن عدد من الشخصيات بعنوان «سيرة الحبايب.. 55 شخصية من قلب مصر»، للكاتبة سناء البيسي، ويتناول شخصيات مصرية مشهورة، من بينها رجال دين وساسة وغيرهم.

وتلفت إلى أن كتب تنمية الذات صارت تحتل مكانة كبيرة في عالم القراءة، ولها أهميتها، وهي تقبل على «احصل على ما تريد»، للكاتب طوني بروز، وكتاب «فكر وازدد ثراء»، للمؤلف نابليون هيل.

  • تراث

تعمل زينب الياسي كذلك على قراءة مؤلفات متنوعة في التاريخ والتراث، ومن الكتب التي تعتزم الاطلاع عليها كتاب«فيه ما فيه... أحاديث مولانا جلال الدين الرومي، شاعر الصوفية الأكبر»، ترجمه عن الفارسية عيسى علي العاكوب.

وفي جعبة زينب الياسي كذلك كتاب «أثر الاتجاهات الفكرية في القصيدة الأموية»، للمؤلف عبد الفتاح النفاخ، وفيه يحاول الباحث تقصي خصائص الشعر في عصر بني أمية والوقوف عند كل ضرب من ضروب الشعر التي ظهرت في ذلك الوقت، وقد شهد العصر الأموي كذلك ازدهار فن الرجز وظهرت فيه طبقة من نهضوا بهذا الفن.

ولفتت إلى أنها تعمل في هذه الفترة على تأليف رواية تتناول الواقع الاجتماعي في الإمارات، لذلك تقرأ عدداً من المؤلفات التراثية التي تركز على مفردات البيئة المحلية مثل الأمثال والحكم والألعاب الشعبية.

  • فهرس

وحول الطقوس التي تمارسها زينب الياسي أثناء القراءة، ذكرت أنها تطلع أولاً وقبل كل شيء على فهرس الكتاب وتتجول في عناوينه، وهي تعمل على نقل هذه العادة إلى طلابها في الجامعة، لأن البعض منهم يجد أن الاطلاع مسألة صعبة، لذلك فإنها تنصحهم بضرورة قراءة عناوين الفصول واختيار الموضوع صاحب العنوان الجذاب، إذ ليس من الضروري أن يقرأ المرء الكتاب من الغلاف إلى الغلاف، وذلك لا ينطبق على الرواية، أما في المؤلفات الأخرى فبإمكان المرء اختيار الموضوع الأكثر جاذبية لأن ذلك يجعله يشعر بالرغبة في مواصلة الاطلاع، وهذا الأمر مفيد للذين لم يتعودوا على القراءة.

ومن عادات الياسي في الاطلاع كذلك، القراءة بعد فترة الظهر، وكذلك ما قبل النوم، كما أنها تمارس القراءة في السيارة والطائرة أثناء الترحال، فإذا كان للسفر فوائد عدة، فإن من أهمها الاطلاع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yt7xem65

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"