الاهتمام بالكوادر الطبية والعاملين في القطاعات الصحية، ومن قبلها الجامعات والمعاهد المتصلة بالقطاع الصحي في الدولة، هو نهج أصيل في فلسفة عمل حكومة دولة الإمارات، إدراكاً من جهتها بأن هذا القطاع وما يتصل به يمثل أولوية قصوى ويجب العمل على تأسيسه وتمكينه بالشكل الذي يليق بمستويات الدولة في مجالات التنافسية العالمية، ويسد احتياجاتها من الكوادر المواطنة المشتغلة في هذا المجال خاصة أنها تعاني نقصاً يجب تداركه.
قبل أيام، التقى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أوائل خريجي دفعة 2024 من جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، تأكيداً على أهمية دورهم، ومكانتهم في تعزيز مسيرة النمو والازدهار لمستقبل الإمارات، ودورهم المحوري في تعزيز مستقبل قطاع الرعاية الصحية.
وفي الأمس التقى سموه مجدداً مجموعة من الكوادر الإسعافية الوطنية العاملة في مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف من أطباء الطوارئ والمسعفين وفنيي الطب الطارئ المتقدم الذين تخرجوا في برنامج الطب الطارئ، وأكد لهم أن الكوادر الوطنية هم الركيزة الأساسية لصناعة مستقبل مزدهر ومشرق لدولة الإمارات وتعزيز مسيرتها نحو تحقيق المراكز الأولى في كافة القطاعات وبناء تنمية شاملة ومستدامة تعود بالخير على المواطن والمجتمع.
الحديث عن اهتمام القيادة بتعزيز الكوادر الطبية، يقودنا بالتأكيد إلى تسليط الضوء على تقرير المجلس الوطني الاتحادي حول النقص الحاصل في القطاع الصحي، والذي أكد أن القطاع الطبي في الدولة يعاني نقصاً في الكوادر المواطنة، منها 11 بأولوية قصوى، و10 بأولوية متوسطة، و4 بأولوية منخفضة.
وكانت وزارة الموارد البشرية والتوطين، كشفت عن نمو أعداد الأطباء المواطنين العاملين في القطاع الصحي الخاص بنسبة 152%، بواقع 204 أطباء خلال العام الماضي 2023، كما ارتفع عدد المهن المساعدة (مهن الدعم 429%) بواقع 222 مساعداً وداعماً خلال الفترة نفسها.
وكشف تقرير آخر، لوزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن الأطباء المواطنين والصيادلة، يمثّلون 53% من إجمالي الكوادر المواطنة العاملة في القطاع الصحي بالدولة، ليبلغ عددهم حتى نهاية العام الماضي 1913 مواطناً ومواطنة.
اهتمام قيادة الإمارات بالقطاع الطبي، يجعل هذا الملف على طاولة البحث والمراجعة بشكل دائم، لجهة استقطاب الكوادر المواطنة لدراسة الطب وتخصصاته، إلى جانب تمكينهم في هذا القطاع، خاصة أن لدى الإمارات الآن أسماء لامعة في المجال الطبي تحقق هدفها في تعزيز دورها في السياحة العلاجية عالمياً.
