المدارس الخاصة

00:17 صباحا
قراءة دقيقتين

ها نحن نستعد للعام الدراسي الجديد، حيث سيبدأ الشهر المقبل، والاستعداد ليس من أولياء الأمور والطلاب وحسب، لكنه في التفاصيل سيكون عند المدارس، لا سيما الخاصة، لأنها ذات أنظمة تسجيل ورسوم وتقييمات تختلف من عام إلى آخر.

التعليم من أنبل المهن، وأكثرها أهمية، لأنه هو الذي ينشئ الأجيال، لتقود سفينة الحياة في المستقبل، بكل تفاصيلها.. التعليم والصحة والغذاء والأمن والصناعة والزراعة؛ إذن تنشئة هؤلاء يجب أن تكون آمنة نقية هانئة، في مدارسهم وفي بيوتهم بين إخوتهم وأولياء أمورهم. وهذا الأمان والنقاء والهناء سيتحقق عندما يكون أولياء الأمور مرتاحي البال غير مرتبكين فيما يخصّ الرسوم والمصاريف والأعباء الأخرى.

وهنا يكون دور المدارس الراقي البعيد عن التجارة والاستغلال، وهذا لا يعني أن لا تحقق فوائد مقابل ما تقدمه وهو كثير جداً، بدءاً بتأمين البيئة المدرسية الصالحة بكل أبعادها، بقاعات التدريس، والمختبرات وباحات الاستراحة وساحات اللعب والتسلية.. ثمّ تأمين المدرسين الأكفاء ذوي الخبرة ، ثمّ وسائل النقل المريحة الآمنة.

وهذا كله بلا أدنى شك، مكلف ويتطلّب ميزانيات كبيرة، لن يكون مالكو هذه المدارس، متبرّعين بها، بل هي في نهاية المطاف، عمل استثماريّ، يبغي منه أصحابه الفائدة.. وهذه الفوائد تأتي من الرسوم التي يقرّرها المستثمرون، وينبغي أن تكون عادلة متوازنة تحقق الفائدة لهم، وفي الوقت نفسه لا ترهق كواهل أولياء الأمور.

وهذا كله لم يغب عن أعين وزارة التربية والتعليم، لأن هناك تقويمات سنوية، تبدأ من «ضعيف جداً» وتنتهي ب«متميز».. وهذه التقويمات هي التي تعطي المدارس الحق في زيادة الرسوم أو الإبقاء عليها، أو خفضها.. فالمدارس «المقبولة أو أدنى» ملزمة بخطة لتحسين الجودة.

وقد كشفت «هيئة المعرفة والتنمية البشرية» في دبي عن بقاء 31 مدرسة خاصة على رسومها دون زيادة للعام الأكاديمي المقبل 2024-2025، إذ يدرس فيها نحو 37 ألف طالب وطالبة في مختلف المناهج الدراسية.

المطلوب من ملّاك المدارس وإداراتها بذل كل الجهود لنيل أعلى الدرجات، ليس من أجل زيادة الرسوم، وبحسب معايير الوزارة فقط، بل من أجل الارتقاء بالعملية التعليمية إلى أعلى المستويات، وتخريج جيل جديد مؤهّل يعوّل عليه قيادة مستقبل هذا الوطن، فالتعليم كما ذكرنا مهنة من أرقى المهن، ويجب ألّا تتحوّل إلى مجرّد وسيلة من وسائل الاستثمار والربح فقط..

العلم نور.. بلا شكّ وسيبقى نوراً ما دام القائمون عليه أنقياء مخلصين.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc2kmurn

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"