عادي
صيفنا ثقافة

شيماء المرزوقي: الكتب ضالّة الإنسان

23:15 مساء
قراءة 4 دقائق
شيماء المرزوقي

الشارقة: علاء الدين محمود

تكاد تكون الروائية والقاصة شيماء المرزوقي، من أكثر من كتبوا عن القراءة في مقالات عدة، فهي ترى أن للقراءة أثراً سحرياً وكبيراً جداً، فهي توسع مدارك العقل وتقوّي حضوره، بل وتجعله قادراً على التعامل مع مختلف العقبات والصعوبات بحكمة. وكما يقال: تراكم الخبرات يفيد في مسيرة الحياة. والقراءة تمكنك من الحصول على الخبرات اللازمة من دون التقدم في العمر، ومن دون المرور بالتجارب، لأنك ستجد في القراءة معيناً لا ينضب.

وترى شيماء المرزوقي أن الكتب ضالّة الإنسان، وفيها بغيته، والحلول اللازمة لمختلف مشاكله. فالقراءة تمنح عقل المرء مساحة واسعة من التحرك، فعبر عملية الاطلاع، يجد الإنسان نفسه في مضمار يركض فيه، ويتعود من خلاله على التفكير، ما يعني أن قواه العقلية تكون دوماً على استعداد، ويقظة، وهو لن يحصل على هذه الميزة إلا بأن تكون لديه عادات في القراءة، متواصلة ودائمة.

  • تركيز

وتجد شيماء المرزوقي في الصيف فرصة سانحة للقراءة، ومنحها الوقت الكافي، من التركيز، والتعمق. وكما هو معروف فإن العطلة الصيفية اقترنت بالسفر، والرحلات، ما يعني مزيداً من الوقت للاستمتاع بالكتب، وفضلاً عن هذا فإن القراءة بحد ذاتها تعتبر سفراً، وتشير إلى أنها قد قامت بكتابة راوية بعنوان «سافر بعقلك»، موجهة لليافعين، تتناول جوانب من الرحلة الذهنية، والتعرف إلى معالم، وأماكن، وثقافات، من دون ركوب طائرة، حيث يجد القارئ متعة لا توصف، وفائدة كبيرة، وعظيمة.

وتؤكد شيماء المرزوقي ضرورة أن تكون القراءة فعلاً مستمراً، لأنها تقوّي الذاكرة، وتجعل العقل في حركة إيجابية مستمرة، وخلال فصل الصيف، وهو وقت من العطلة، يجب أن يكون الزمن المخصص للمعرفة كبيراً، وتوجّه نصيحة لكل أم وأب، بأن يدفعا ويشجعا أطفالهما على القراءة، وتخصيص وقت من يومهم، لهذه الممارسة الشيّقة الجميلة المفعمة بالفائدة، والانطلاق.

وترى أن نوعية الكتب ومواضيعها، تختلف من إنسان لآخر، فهناك من يهوى القصص الخفيفة، والقصيرة، وهناك من يريد قراءة راوية طويلة مؤثرة، فيها تفاصيل حياة كاملة، وهناك من يستهويه الشعر، ويتذوقه، ولا ننسى الكتب العلمية، أو التي لها توجه فلسفي، أو تاريخي، أو علمي.

وبالنسبة إلى شيماء فهي تفضل التنويع في الاطلاع، وفي بعض الأوقات تجد أن من المهم القراءة عن الفضاء، والكواكب، والمجرات، وكذلك المؤلفات التاريخية التي تتناول بدايات العلوم وبدايات الصناعات، والأسس التي قامت عليها الحضارة البشرية، هذا يفيد في معرفة الآليات والطرق والمهارات، والتي يمكن توظيفها في الحاضر بعد تطويرها، وقد تكون معرفة مفيدة للبشرية في التطور والتقدم، لافتة إلى أن لديها برنامجاً يومياً لقراءة الكتب، وليس خلال فصل الصيف، وحسب، بل طوال العام.

  • تقنيات

وتنصح شيماء المرزوقي الشباب والشابات، بالتوجه للقراءة في مجالات التقنيات الحديثة، وصناعة المستقبل، وكتب الفضاء، والمؤلفات التي تنمّي معارفهم، وقدراتهم، وتزودهم بالثقافة والمعرفة التي تمكنهم من التطور والتقدم في حياتهم، أما إذا كانوا من هواة الكتب الإبداعية، مثل الروايات والقصص، ونحوها، فليتوجهوا إلى قراءة الأعمال السردية، التي تتحدث عن الخيال والتطور البشري، والمستقبل، والذكاء الاصطناعي، والتي تقدم للقراءة في قوالب روائية وقصصية؛ أي أن من المهم أن يتوجه القراء بصورة عامة نحو الكتب التي تواكب العصر، وتضيف لهم ثقافة، وتوسع خيالهم، ما يساعد على استعدادهم للمستقبل.

وتقبل شيماء في الوقت الحالي على قراءة كتاب «كيف تمسك بزمام القوة»، من تأليف روبرت غرين، وهي تقوم بالاطلاع على هذا المؤلف للمرة الثانية لأهميته، وليس بالضرورة أن تكون جميع آراء من نقرأ لهم صحيحة تماماً، ولكن لدينا عقل يحكم، ويوازن الأمور، وهو كتاب ثري بالشواهد والأمثلة، والقصص.

وفي جعبتها كذلك كتاب «تقنيات كتابة الرواية... تقنيات وتمارين لابتكار شخصيات ديناميكية ووجهات نظر ناجحة»، وهو من تأليف نانسي كريس، وترصد المؤلفة كل العناصر الرئيسية التي تجعل قراءة الرواية ممتعة، ومثيرة للانتباه والاهتمام، وتخلق لدى القارئ الرغبة والشغف في متابعتها، وتحلل هذه العوامل بهدف الوصول إلى مجمل تقنيات الكتابة، والتي يؤدي حسن تطبيقها إلى نجاح العمل الروائي، وإلى انتشاره الواسع بين القراء، ويوجه العمل كتّاب الرواية لمعرفة أن المفتاح السحري لكل ذلك يكمن في تركيب الشخصية، وأنه لا يمكن حتى الحصول على قصص خيالية على الإطلاق لولا الشخصيات المثيرة للاهتمام، والكتاب مفيد لكل من يريد التوجه نحو الكتابة الإبداعية.

وتوضح شيماء المرزوقي أنها تعمل هذه الأيام على تأليف كتاب يتطلب أن تراجع عدداً من الكتب والاطّلاع عليها، بالتالي تقرأ بصورة موجهة، وليست اختيارية، وتنصح جمهور القراء بأن يعرفوا ما يريدون، فعالم الكتب واسع ومتعدد، لذا من الأهمية أن يتوجه كل واحد نحو ما يفيده، وما يحتاجه. هناك من يقرأ ليزيد ثقافته، وهناك من يقرأ للمتعة، أو لتخفيف التوتر، أو من أجل العمل، أو ما يفيد في الحياة الاجتماعية، وهكذا تتعدد أسباب القراءة، ومعها تتعدد الاتجاهات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"