عادي

كابوس الحرب المفتوحة يضغط على لبنان مع اتساع نذر المواجهة

01:08 صباحا
قراءة 3 دقائق

بيروت: «الخليج»، وكالات

تسيطر حالة من الترقب والقلق على الأجواء السياسية اللبنانية، في ظل تسارع التطورات الأمنية المهددة بتصاعد المواجهة القائمة بين إسرائيل و«حزب الله» نحو حرب مفتوحة على احتمالات شتى، فيما واصلت الولايات المتحدة تعزيز وجودها العسكري في المنطقة، بالتوازي مع دعوتها رعاياها إلى المغادرة بأي طريقة بسبب تدهور الأوضاع.

وتقاطعت التحليلات، أمس السبت، حول كون التصعيد في المنسوب الناري بات حتمياً بعد إقدام إسرائيل على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية في طهران، وفؤاد شكر، المسؤول العسكري المركزي في «حزب الله»، في ضاحية بيروت الجنوبية. لكن السؤال ظل عالقاً حول ما إذا كان من شأن التصعيد المنتظر أن يدفع بالمنطقة نحو حرب إقليمية واسعة النطاق، ما استدعى توجيه الأنظار نحو حجم الرد المتوقع من جانب إيران و«حزب الله» على عمليتي الاغتيال، وما إذا كان سيستدعي رداً إسرائيلياً عالي المستوى، يُدْخل المواجهات في سياق متدحرج بما يجعل من الحرب الواسعة خياراً وحيداً. ولم تقتصر التساؤلات على توقيت الرد وحده لكنها تناولت طبيعته أيضاً لجهة كونه رداً متزامناً أو منسقاً بين إيران وأذرعها في المنطقة.

ومع توافر معطيات الحسم لجهة حتمية الرد من جانب إيران و«حزب الله»، وربما جهات أخرى، سعى المراقبون إلى التكهن بموعده المرتقب، وكان للإعلان عن كلمة يلقيها أمين عام «حزب الله»، حسن نصرالله، عصر الثلاثاء المقبل، بمناسبة مرور أسبوع على اغتيال مستشاره فؤاد شكر، أن أتاح فرصة الاعتقاد بكون الرد سينتظر إلى ما بعد المناسبة، وإن لم يستبعد البعض إمكانية أن تقدم إسرائيل على فعل أمني استباقي لتحرم «حزب الله» من خاصية المبادرة.

وتوقّعت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أن يردّ حزب الله بضربات «في عمق» إسرائيل و«لا يكتفي بأهداف عسكرية»، بينما أفادت صحيفة «فايننشال تايمز» استناداً إلى صور أقمار صناعية أن أضراراً فادحة تعرض لها شمال إسرائيل بعد 10 شهور من الأعمال القتالية مع «حزب الله».

وأضافت الصحيفة أن نيران قصف حزب الله سببت أضراراً بالمباني والمحاصيل والأنشطة التجارية. كما قالت إن مستوطنة كريات شمونة بقي فيها نحو 3 آلاف ساكن من مجموع 24 ألفاً قبل الحرب، موضحة أن القتال مع «حزب الله» أدى لأكبر عملية إجلاء في إسرائيل منذ 70 عاماً.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، مساء الجمعة، أنه على ضوء «احتمال التصعيد الإقليمي من جانب إيران أو شركائها ووكلائها»، أمر وزير الدفاع لويد أوستن «بإدخال تعديلات على الموقف العسكري الأمريكي بهدف تحسين حماية القوات الأمريكية، وزيادة الدعم للدفاع عن إسرائيل، وضمان استعداد الولايات المتّحدة للردّ على شتّى الحالات الطارئة».

وقال «البنتاغون» إن الولايات المتحدة ستنشر المزيد من السفن الحربية التي «تحمل صواريخ باليستية دفاعية» و«سرباً إضافياًَ من الطائرات الحربية» لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة.

وبموازاة ذلك، كثّفت دول غربية دعواتها لرعاياها الى مغادرة لبنان وإيران، مع إعلان بعض شركات الطيران تعليق رحلاتها. وأصدرت السفارة الأمريكية في بيروت، بياناً يحذر مواطنيها من البقاء في لبنان، وطالبتهم بالرحيل بشكل فوري، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية المرتقب.

وطالبت السفارة الأمريكيين ب«الاطلاع على خيارات الرحلات المتاحة في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، نشجع أولئك الذين يرغبون في مغادرة لبنان على حجز أي تذكرة متاحة لهم، حتى لو لم تغادر تلك الرحلة على الفور أو لم تتبع مسارهم المفضل».

وأضاف البيان: «يمكن للمواطنين الأمريكيين الذين يفتقرون إلى الأموال للعودة إلى الولايات المتحدة الاتصال بالسفارة للحصول على مساعدة مالية من خلال قروض الإعادة إلى الوطن».

وبالتزامن من الإعلان الأمريكي، حثّت الحكومة البريطانية مواطنيها في لبنان على مغادرة البلاد فوراً. وقالت وزارة الخارجية في بيان إن على الرعايا البريطانيين مغادرة لبنان «الآن بينما ما زالت الخيارات التجارية متاحة».

وقال وزير الخارجية ديفيد لامي، في البيان، «التوترات مرتفعة والوضع مرشح للتدهور السريع. وبينما نعمل على مدار الساعة لتعزيز وجودنا القنصلي في لبنان فإن رسالتي للمواطنين البريطانيين هناك واضحة وهي: غادروا في الحال». وأوضحت الوزارة أنها «تعزز» دعمها للبريطانيين في البلاد من خلال نشر «قوة حدودية ومسؤولين قنصليين وعسكريين في المنطقة».

وفي مؤشر على القلق المتزايد، أوقفت العديد من شركات الطيران رحلاتها إلى مطار بيروت، ومن بينها شركة لوفتهانزا الألمانية حتى 12 آب/ أغسطس.

ومددت الخطوط الجوية الفرنسية وشركة ترانسافيا تعليق الرحلات حتى الثلاثاء، وستقطع الخطوط الجوية الكويتية رحلاتها اعتباراً من غد الاثنين. كما علقت لوفتهانزا رحلاتها إلى تل أبيب حتى 8 آب/أغسطس، في حين أعلنت السويد إغلاق سفارتها في بيروت ودعت رعاياها إلى مغادرة البلاد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y4cy3ny7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"