عادي

هل تستطيع هاريس استعادة أصوات الأمريكيين العرب؟

20:19 مساء
قراءة 4 دقائق
كامالا هاريس

متابعات: «الخليج»

في الوقت الذي أظهرت استطلاعات الرأي تصدع شعبية الرئيس جو بايدن بين الناخبين الأمريكيين من أصول عربية، فإن النظرة إلى المرشحة الديمقراطية المحتملة كامالا هاريس تختلف نوعاً ما، إذ أكد قطاع عريض عن شعورهم بالارتياح بعد انسحاب بايدن من سباق الانتخابات تاركاً الساحة لنائبته، في ظل مسعاها لاستعادة أصوات الأمريكيين العرب، خصوصاً مع ارتفاع نسبة حضورهم وتأثيرهم في عدد من الولايات المتأرجحة.

وكانت مناقشة حملة إعادة انتخاب الرئيس بايدن موضوعاً شائعاً هذا العام، حيث أدى دعمه القوي لإسرائيل في الحرب في غزة، إلى نفور العديد من العائلات الأمريكية المسلمة والعربية، لكن الانطباع العام بينهم بدأ في التغير بالنسبة لهاريس، رغم أنها لم تبتعد كثيراً عن سياسات بايدن تجاه إسرائيل، لكن لهجتها القوية الداعمة لوقف الحرب وحفظ أرواح المدنيين الفلسطينيين تركت أثراً واضحاً، خصوصاً عندما قالت الأسبوع الماضي، إنها «لن تلتزم الصمت إزاء المآسي في غزة»، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز.

  • الباب موارَب

ويقول عبدالله حمود، أول عمدة أمريكي عربي لمدينة ديربورن بولاية ميشيغان: «كان الباب مغلقاً مع الرئيس بايدن، لكنه انفتح قليلاً مع كامالا هاريس». وأضاف: «أعتقد أن هذا التحرك يتيح فرصة لإجراء حوار هادف».

وأكد الناشر أسامة السيبلاني أن أصوات الأمريكيين العرب في ميشيغان أصبحت متاحة لكلا المرشحين في الوقت الحالي. وأضاف: «إذا كانت هاريس مهتمة بأصواتنا، فنحن مهتمون برأيها»، وأضاف أنه كان على استعداد أيضاً لسماع الرئيس السابق دونالد ترامب، رغم تصريحاته المعادية للمهاجرين، وحظر السفر من عدة دول مسلمة أثناء وجوده في منصبه.

كما أكد أن «دعم هاريس لن يكون تلقائياً.. ليس لدينا أي أفكار سيئة أو جيدة حولها.. ولكن نحاول الآن الاستماع إليها وإجراء محادثة معها».

  • منصب نائب الرئيس

هناك عامل آخر قد يكشف طريقة تعامل هاريس مع الأمريكيين العرب، وهو اختيار من سيترشح معها لمنصب نائب الرئيس، ومن بين كبار المتنافسين حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو، الذي كان مؤيداً ثابتاً لإسرائيل وانتقد بعض الاحتجاجات الداعمة لفلسطين.

ووفقاً لتقدير مجموعة التوعية Emgage، يوجد في ميشيغان أكثر من 200 ألف ناخب مسجل من المسلمين، وهو ما قد يكون كافياً لتغيير الولاية. (فاز بايدن بولاية ميشيغان بأكثر من 154 ألف صوت في عام 2020). وهناك أيضاً عدد كبير من السكان الأمريكيين العرب في فرجينيا ومينيسوتا وبنسلفانيا، وهي أيضاً ولايات تشهد منافسة.

  • واقعة ثائر أحمد

ورغم جمع بايدن بشكل عام بين الدعم الواسع للحرب الإسرائيلية وانتقاد بعض تكتيكات ساحة المعركة، فإن الغضب بشأن نهجه وشحنات الأسلحة إلى إسرائيل، اندلع في حرم الجامعات وفي شوارع المدن الأمريكية. وسرعان ما اكتسبت المجموعات الاحتجاجية مثل حركات «غير الملتزمين» و«التخلي عن بايدن» زخماً.

وحاولت إدارة بايدن شق طريق مع المجتمعات الأمريكية العربية والمسلمة، خاصة أن المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين أصبحوا حاضرين بشكل متكرر ومثير للاضطراب في المناسبات العامة لبايدن.

وفي إبريل/ نيسان، عندما استضاف بايدن تجمعاً بمناسبة شهر رمضان، سلم الدكتور ثائر أحمد، طبيب غرفة الطوارئ الأمريكي الفلسطيني، بايدن رسالة من فتاة تبلغ من العمر 8 سنوات في غزة فقدت عائلتها في الحرب. وبعد أن تحدث لمدة ست دقائق تقريبًا، أخبر بايدن أنه سيغادر «احتراماً لمجتمعه».

وأشار أحمد إلى أن هاريس بدت منخرطة ومتعاطفة عندما وصفت محنة الفلسطينيين. لكنه قال إن تغييراً بسيطاً في المرشحين وتغييراً في اللهجة لن يحدثا فرقاً بالنسبة له.

وأضاف: «الشعارات والعبارات لن تفعل ذلك.. يجب أن يكون هناك استعداد للاعتراف بفشل السياسات على مدى الأشهر القليلة الماضية، وبطبيعة الحال ما هي الخطوات الملموسة التي سيتم اتخاذها لتجنب تكرار هذه الإخفاقات».

  • جلسة نتنياهو

وقالت الناشطة ندى الحانوتي، إن هاريس بحاجة إلى التمييز بين نهجها ونهج بايدن. وأضافت أنها «شعرت بالارتياح عندما رفضت هاريس رئاسة خطاب أمام الكونجرس الشهر الماضي ألقاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما هو معتاد بالنسبة لنائب الرئيس»، وبررت هاريس غيابها بسبب وجود تضارب في المواعيد، لكنها عقدت اجتماعاً خاصاً مع نتنياهو بعد ذلك.

وفي إشارة إلى كيفية محاولتها تحقيق التوازن في الصراع، خرجت هاريس من الاجتماع لتقديم دعم قوي لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنها أعلنت أن «عدداً كبيراً جداً من المدنيين الأبرياء» لقوا حتفهم في غزة. فيما قال الناخبون إنهم سيراقبون هاريس وهي تمضي قدماً.

وأكدت ندى الحانوتي أنها «أمريكية من أصل فلسطيني، وديمقراطية مسلمة.. أريد أن أصوت للديمقراطيين. أريد أيضاً أن أصوت لضميري، وأريد التأكد من أن من سأصوت له يشاركني قيمي ويشارك قيم وقف إطلاق النار وحق تقرير المصير الفلسطيني، بل ويشاركنا قيم حقوق الإنسان».

وحذر جيمس زغبي، الذي أجرى معهده العربي الأمريكي عدة استطلاعات رأي لتتبع مشاعر الناخبين الأمريكيين العرب خلال العام الماضي، من أن المجتمع يحتوي على وجهات نظر متنوعة، بما في ذلك بعض الأصوات المؤيدة لترامب. لكنه أقر بأن هاريس أتيحت لها الفرصة لجذب الناخبين الذين ذهبوا لصالح بايدن في عام 2020 لكنهم غيروا رأيهم بعد حرب غزة.

وقال: «أعتقد أنها إذا استغلت الفرصة، وغيرت الاتجاه، وأوضحت أن إدارتها ستكون مختلفة، فستكون لديها فرصة لاستعادة هذه الأصوات».

  • رقصة الانسحاب

وتقول منى جندي، التي تعيش في إحدى ضواحي فلينت بولاية ميشيغان، والتي كان تعود لأسرة سورية فلسطينية، إنها قبل انسحاب بايدن، فكرت في عدم التصويت على الإطلاق. وكان التحول ضد بايدن واضحاً بشكل خاص على وسائل التواصل الاجتماعي.

وبعد فترة وجيزة من إعلان بايدن تنحيه، نشر الممثل الكوميدي الأمريكي السوري ناصر الريس، على إنستغرام، مقطع فيديو يظهره وهو يرقص في الشارع على أغنية عربية شعبية، وحصد المقطع مشاهدات مليونية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mvbmekz6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"