عادي
تل أبيب تتمسك بمحور فيلادلفيا ومعبر رفح وتخطط لاستمرار الحرب حتى نهاية العام

مفاوضات غزة تترنح بين الانقسامات الإسرائيلية والإحباط الأمريكي

00:54 صباحا
قراءة 3 دقائق
فلسطينيان يتابعان القصف الإسرائيلي المستمر على مدينة غزة (أ ف ب)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مع محافظ شمال سيناء خالد مجاور أمام معبر رفح مع غزة (رويترز)

قالت وسائل إعلام أمريكية وإسرائيلية إن المفاوضات بشأن إرساء هدنة في غزة قد وصلت إلى طريق مسدود، مشيرة إلى أن الانقسامات الإسرائيلية والإحباط الأمريكي من مناورات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يحولان دون استئنافها ونجاحها، في وقت جددت فيها إسرائيل البقاء في محور فيلادلفيا، وعدم الانسحاب من معبر رفح، بحجة أن الفصائل الفلسطينية تستغل الموقعين لتهريب الأسلحة، ونقلت مصادر أن تل أبيب تخطط لاستمرار الحرب في غزة حتى نهاية العام، على الأقل، فيما طالب وزراء خارجية الدول السبع الكبرى بضرورة وقف إطلاق النار في غزة لإنهاء التوتر الإقليمي.

وفي حديثه عن الصفقة، اتهم نتنياهو حركة حماس بتعطيل الاتفاق لمطالبتها الجيش الإسرائيلي بالانسحاب من معبر رفح ومحور فيلادلفيا، قائلاً إنه سيواصل الضغط العسكري حتى تحقيق «أهداف» الحرب. وشدد نتنياهو على أن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من فيلادلفيا ومعبر رفح اللذين وصفهما بأنهما أنابيب الأوكسجين لحركة حماس التي ستمكنها من التسلح واستعادة قوتها.

وبعد عودة الوفد الإسرائيلي المفاوض من القاهرة من دون تقدم يذكر بشأن المفاوضات، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية تفاصيل اجتماع جمع بين بنيامين نتنياهو، ورؤساء الأجهزة الأمنية لبحث الصفقة التي تراوح مكانها. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إن نتنياهو يماطل، ويعيق صفقة التبادل، رغم أنه هو من طرح المقترح الأخير. وأضاف المصدر أن الصفقة المعروضة على الطاولة عسيرة جداً على الهضم، لكنها الأفضل في الوقت الراهن.

وقالت القناة 12 الإسرائيلية، إن رئيس الأركان أخبر نتنياهو أنه من الصواب استكمال مفاوضات غزة. وذكرت مصادر مطلعة للقناة أن مواقف نتنياهو لن تؤدي لتقدم حقيقي بشأن الاتفاق مع حركة حماس.

وبخصوص المكالمة التي جمعت نتنياهو بالرئيس الأمريكي جو بايدن، مع نتنياهو، الخميس الماضي، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية مزيداً من التفاصيل، وقالت «القناة 12» إن «بايدن اتهم نتنياهو بالكذب خلال اتصالهما قبل أيام بشأن صفقة غزة»، فيما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أن نتنياهو رفض ادعاء بايدن بأن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية سيعطل التوصل لوقف النار في غزة. كما قالت الصحيفة الأمريكية إن نتنياهو نفى باتصاله الحاد مع بايدن وقوف تل أبيب عقبة أمام اتفاق غزة.

وفي وقت سابق، كشف مسؤولان أمريكيان أن بايدن طالب خلال مكالمة «صارمة، نتنياهو بالتوقف عن تصعيد التوترات في المنطقة، والتحرك فوراً نحو اتفاق بشأن احتجاز الرهائن في غزة، ووقف إطلاق النار، وفق موقع أكسيوس».

وكشف مصدر أمني مصري أن الوفد الإسرائيلي الذي زار القاهرة، أمس الأول السبت، ضمن محاولات إحياء جولة المفاوضات الجارية حول غزة، لم يكن لديه نية سياسية لإنهاء الحرب، مضيفاً أن الإسرائيليين أكدوا أن الحرب لن تقف قبل القضاء على قائد حماس في القطاع، يحيى السنوار، وأن نتنياهو، يخطط لاستمرار القتال في القطاع حتى نهاية العام، على الأقل.

وبحسب المصدر نفسه، تطرق اجتماع الجانبين المصري والإسرائيلي إلى الترتيبات الأمنية الجديدة بطول ممر فيلادلفيا على الحدود المصرية مع قطاع غزة، والذي تزعم إسرائيل أن حركة حماس تحصل من خلاله على السلاح عبر الأنفاق، وشمل الاجتماع مناقشات حول تأمينه بما يسمح باكتشاف أي محاولات لبناء الأنفاق، أو تحركات تحت الأرض.

وفي وقت سابق، أمس الأحد، ادّعى الجيش الإسرائيلي في بيان، أن قواته عثرت في محور فيلادلفيا على عشرات مسارات الأنفاق تحت الأرض، ومنها نفق يبلغ ارتفاعه ثلاثة أمتار.

إلى ذلك، عقد وزراء خارجية مجموعة السبع، أمس الأحد، لقاء عبر الفيديو لبحث الوضع في الشرق الأوسط،وعبّروا عن «قلق شديد» إزاء المخاوف من حصول تصعيد، كما أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني.

وقال تاياني في بيان «معاً مع شركائنا، عبّرنا عن قلق شديد إزاء الأحداث الأخيرة التي تهدّد بأن تضفي على الأزمة بعداً إقليمياً، بدءاً بلبنان».

وجاء في البيان الصادر عن وزارة الخارجية الإيطالية التي تتولى رئاسة مجموعة الدول السبع هذا العام «ندعو الأطراف المعنيين إلى الامتناع عن أي مبادرة من شأنها أن تعوق مسار الحوار والاعتدال وتفضي إلى تصعيد جديد». وأضاف البيان أن وزراء الخارجية «أكدوا أولوية التوصل إلى نتيجة إيجابية للمفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة، والإفراج عن الرهائن»، مع تكثيف المساعدات الإنسانية.

(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4fsv5rmp

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"