عادي

«مصرفي الفقراء».. من هو محمد يونس رئيس الحكومة الجديد في بنغلاديش؟

15:26 مساء
قراءة دقيقتين
محمد يونس

مع إعلان تولي محمد يونس حكومة مؤقتة في بنغلاديش بعد الإطاحة برئيسة الوزراء، فقد سلطت تقارير إعلامية عالمية الضوء على الخبير الاقتصادي الحائز جائزة نوبل، وذلك بالتزامن مع عودته من أوروبا إلى العاصمة دكا، فمن هو الرجل الملقب بـ «مصرفي أفقر الفقراء»؟.

وسيتولى يونس الذي كان معارضاً شرساً للشيخة حسينة، رئاسة حكومة مؤقتة حتى موعد إجراء انتخابات جديدة، واعتبر استقالتها بمنزلة استقلال ثان للبلاد، علماً أن بنغلاديش كانت استقلت عن باكستان في عام 1971.

وحصد محمد يونس شهرته العالمية بعد نيله جائزة نوبل للسلام في 2006 تقديراً لمساهمته في التنمية الاقتصادية لبلاده. وساهم هذا الخبير الاقتصادي في انتشال ملايين النساء الريفيات من براثن الفقر من خلال مصرفه غرامين الرائد للقروض الصغيرة. وقال يونس عند تسلمه جائزة نوبل «إن الإنسان لم يلد ليعاني من البؤس والجوع والفقر».

ـ النشأة ـ

وولد يونس في 28 يونيو/حزيران 1940 من أسرة ثرية في شيتاغونغ. وكان والده صائغاً شهيراً. وقال إنه تأثر بشكل خاص بوالدته صوفيا خاتون التي كانت على الدوام تطلب الصدقات لمساعدة الفقراء.

وذهب يونس إلى الولايات المتحدة في ستينيات القرن الماضي ضمن منحة دراسية مقدمة من مؤسسة «فولبرايت»، حيث حصل على شهادة الدكتوراه في علوم الاقتصاد من جامعة «فاندربيلت» بولاية تينيسي. ثم عاد إلى بلاده عام 1972، بعد عام من حصولها على الاستقلال، حيث تولى منصب رئيس قسم الاقتصاد في جامعة شيتاجونغ، وفق صحيفة واشنطن بوست.

ـ بنك الفقراء ـ

وفي سنة 1979 قام بإنشاء بنك «غرامين» كمؤسسة غير ربحية هدفها إقراض الفقراء بنظام القروض متناهية الصغر التي تساعدهم على القيام بأعمال بسيطة، تدر عليهم دخلاً معقولاً، ومع نجاح تلك التجربة حصل على جائزة «نوبل» للسلام مناصفة مع بنك «غرامين»، إذ ساعد في انتشال الملايين من الفقر، من خلال منح قروض صغيرة تقل قيمتها عن 100 دولار للفقراء في الأرياف النائية.

ويروي يونس أنه عمد إلى تأسيس البنك عندما التقى امرأة فقيرة تعمل على نسج مقاعد من الخيزران وكانت تكافح لسداد ديونها. قائلاً: «لم أفهم كيف يمكن أن تكون فقيرة للغاية بينما هي قادرة على صنع مثل تلك الأشياء الجميلة».

ـ سيل القضايا ـ 
ورغم عمله على مساعدة الفقراء، فقد واجه سيلاً من القضايا تقف خلفها الحكومة السابقة، والتي اتهمت مقرضي التمويل الصغير بـ «امتصاص دماء الفقراء» وأنهم يستغلون حاجات الناس لأخذ فوائد كبيرة. وقد واجه يونس 174 قضية أمام المحكمة، بما في ذلك اتهامات بالفساد. في الوقت الذي تقول جماعات حقوقية: إن هذه القضايا جاءت من باب التخويف السياسي.

لكن هذه القضايا التي استهدفت يونس أثارت ردود فعل عالمية، وفي أغسطس الماضي نشرت 160 شخصية دولية، بينهم الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، والأمين العام السابق للأمم المتحدة، بان كي مون، رسالة مفتوحة مشتركة، تندد «بالمضايقات القضائية المتواصلة» التي يتعرض لها يونس البالغ من العمر حاليا 84 عاماً، وتبدي مخاوف على سلامته.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3ujmv9py

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"