عادي

كوري شمالي ينشق إلى «الجنوبية» عبر الحدود البحرية

19:27 مساء
قراءة 3 دقائق
كوري شمالي ينشق إلى «الجنوبية» عبر الحدود البحرية

سيؤول- أ.ف.ب

انشقّ كوري شمالي عبر الحدود البحرية القائمة، بحكم الأمر الواقع، في البحر الأصفر باتّجاه كوريا الجنوبية، وفق ما أعلن الجيش في سيؤول، الخميس.

وفرّ عشرات آلاف الكوريين الشماليين إلى كوريا الجنوبية، منذ أدت الحرب إلى تقسيم شبه الجزيرة في خمسينات القرن الماضي. ويأتي الانشقاق الأخير فيما باتت العلاقات بين الكوريتين عند أدنى مستوياتها منذ سنوات مع تكثيف كوريا الشمالية اختبارات الأسلحة وإطلاق بالونات محمّلة بالنفايات باتّجاه جارتها الجنوبية.

وأفادت هيئة الأركان المشتركة في سيؤول، بأن «الجيش الكوري الجنوبي أمّن مشتبهاً كورياً شمالياً وسلّمه إلى السلطات المعنية»، لافتة إلى عدم رصد تحرّكات غير عادية للجيش الكوري الشمالي.

وأضافت أن «السلطات المعنية تحقق حالياً في عملية الانشقاق المحددة، وإن كان الشخص يرغب في الانشقاق إلى الجنوب».

  • «سيراً على الأقدام»

ووصل الشخص «سيراً على الأقدام»، صباح الخميس، إلى جزيرة غيودونغ قبالة الساحل الغربي لشبه الجزيرة قرب الحدود بين الكوريتين، و«تم بداية رصد شخصين منشقين، ما يعزز احتمال أن أحدهما قد يكون فشل في العبور»، وفق ما ذكرت وكالة «يونهاب» الإخبارية، نقلاً عن مصادر عسكرية لم تسمها.

ويتوجّه معظم المنشقين براً إلى الصين المجاورة أولاً ومن ثم يدخلون بلداً ثالثاً مثل تايلاند قبل الوصول إلى كوريا الجنوبية.

وتراجع عدد حالات الهرب الناجحة بشكل كبير منذ عام 2020، بعدما أغلقت كوريا الشمالية حدودها (عبر ما يعتقد بأنها أوامر بإطلاق النار فوراً على طول الحدود البريّة مع الصين) لمنع انتشار «كوفيد-19». لكن عدد المنشقين الواصلين إلى كوريا الجنوبية تضاعف بثلاث مرّات العام الماضي إلى 196 شخصاً، وفق ما أفادت سيؤول في كانون الثاني/يناير، مع سعي مزيد من الدبلوماسيين الرفيعين والطلبة للفرار، مقارنة ب67 شخصاً في 2022.

  • «عدم رضا»

وقال وزير الدفاع الكوري الجنوبي شين وون-سيك للجنة برلمانية، إن تحقيقاً «يجري مع السلطات المعنية».

وأضاف شين أنها كانت «مهمة ناجحة» واصل الجيش الكوري الجنوبي «مراقبتها وتوجيهها»؛ انطلاقاً من نقطة مغادرة الشخص.

وتعد الحادثة أول مرّة منذ 15 شهراً ينشق فيها كوري شمالي إلى كوريا الجنوبية عبر البحر الأصفر.

وفي أيار/مايو 2023، فرّت عائلة من تسعة أفراد من الشطر الشمالي على متن قارب خشبي.

يفيد خبراء بأن المنشقين تأثّروا على الأرجح بالأوضاع المعيشية الصعبة، بما في ذلك نقص المواد الغذائية والاستجابات غير المناسبة للكوارث الطبيعية، خلال فترة إقامتهم في الشطر الشمالي المعزول.

وقال مدير استراتيجية شبه الجزيرة الكورية لدى «معهد سيجونغ» تشيونغ سيونغ-تشانغ، إن «كوريا الشمالية تعرّضت إلى فيضانات شديدة مؤخراً ألحقت أضراراً كبيرة». وأضاف: «من الممكن أن الأشخاص الذين لم يكونوا راضين عن كوريا الشمالية استغلوا عدم الاستقرار الداخلي هذا والإرباك للانشقاق».

وشهدت المناطق الشمالية من كوريا الشمالية أمطاراً غزيرة أواخر تموز/يوليو، إذ تحدّثت وسائل إعلام كورية جنوبية عن حصيلة قتلى محتملة تصل إلى 1500 شخص.

  • جريمة خطرة

وتتعامل بيونغ يانغ مع الانشقاقات على أنها جريمة خطرة، ويعتقد أنها تعاقب بشدة من يحاولون القيام بها وأفراد عائلاتهم وحتى الأشخاص المرتبطين، وإن كان بشكل عرضي بالحادثة.

وردّت كوريا الجنوبية على اختبارات الأسلحة الكورية الشمالية المتزايدة، وإرسال البالونات المحمّلة بالنفايات هذا العام، عبر استئناف بث الدعاية على طول الحدود، فعلّقت اتفاقاً عسكرياً يخفض التوتر، وأعادت إطلاق مناورات بالذخيرة الحية قرب الحدود.

وقال المنشق الذي بات باحثاً يدير «المعهد العالمي لدراسات كوريا الشمالية» آهن شان-إيل، إنه يعتقد أن عملية الانشقاق، الخميس، قد تكون مؤشراً على أن البث بمكبرات الصوت الصادر عن كوريا الجنوبية، والذي تندد فيه بجارتها يؤتى ثماره.

وقال: «بالنظر إلى المنشورات المناهضة لبيونغ يانغ التي يوزعها ناشطون كوريون جنوبيون والبث بمكبرات الصوت، قد تكون هذه التطورات أثارت مشاعر الكوريين الشماليين ودفعتهم للانشقاق». يثير البث، وهو تكتيك عائد إلى الحرب الكورية، حفيظة بيونغ يانغ التي هددت في السابق بتنفيذ قصف مدفعي ضد وحدات مكبرات الصوت التابعة لسيؤول.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2wk3fahj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"