عادي

العلم على تخوم الإنسان-الآلة

19:45 مساء
قراءة 3 دقائق

القاهرة: الخليج

يمر الجنس البشري في القرن الواحد والعشرين، وكوكب الأرض عموماً، بمرحلة حرجة ستؤدي إلى تغيرات هائلة في القريب العاجل، ما يؤثر ليس فقط في الحضارة الإنسانية، وما فيها من أوضاع اقتصادية واجتماعية، ولكن أيضاً في الثقافة المجتمعية للبشر، وكذلك في كوكب الأرض نفسه، وما فيه من نظم طبيعية وحيوية.

السبب الأهم لهذه التحولات الجذرية المتوقعة هو هذا التغير المتسارع والشامل في المستجدات التكنولوجية التي تتراكم بشكل أسي، والتي تشمل كل نواحي الحياة، ويتوقع خبراء الدراسات المستقبلية أن تصل الحضارة الإنسانية إلى نقطتين آحاديتين في المستقبل القريب: النقطة الآحادية التكنولوجية، والنقطة الآحادية البشرية.

يوضح برادن ر. اللنبي ودانيال سارويتز في كتابهما «حالة الآلة – الإنسان» (ترجمة حسن الشريف)، أن النقطة الآحادية التكنولوجية تتمثل في الاحتمال الكبير لتلاقي وتكامل كل التكنولوجيات البازغة حالياً، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتكنولوجيا الحيوية، والتكنولوجيا النانوية، وعلوم الروبوتات، وعلوم التفكير والإدراك، في تطبيقات متداخلة ومتكاملة سوف تؤدي إلى تغييرات جذرية في كل ما نعرفه حالياً في الحضارة البشرية.

*تأثيرات

يرى مؤلفا الكتاب أن هذه ليست تخيلات، إنها ستكون ذروة حالة الآلة - الإنسان في برامج بحوث مكثفة، تجري في بعض المختبرات في الدول الصناعية، ويتم الجدال فيها وفي أنواعها بانتظام في دراسات وأبحاث واجتماعات دورية، من قبل خبراء استشراف المستقبل والتطور التكنولوجي، بعض نتائجها يكون معلناً ومفتوحاً، والكثير من نتائجها لا تزال سرية مغلقة.

لا يستعرض هذا الكتاب كل تلك القضايا بالتفصيل، لكنه يستعرض بشكل متنوع تأثيرات مثل هذه التطورات في مختلف نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، بل حتى القانونية بطريقة مشوقة لغير المتخصص، ويدعي المؤلفان أن ما يجري حالياً وما نعتاه ب«حالة الآلة - الإنسان»، ليس جديداً، بل هو حالة ترافقت وتزامنت مع التطور الحضاري للبشر، منذ اللحظة التي أدرك فيها أسلافنا الأوائل قدرتهم على ترويض الموارد الطبيعية وتسخيرها لتعزيز قدراتهم وتحسين حياتهم: الأدوات الحجرية أولاً، ثم النار.

يرى المؤلفان أننا نحتاج إلى متاحف العلم لنقتنع بسلطة وعظمة قدرة الإنسان على الابتكار، وفي النهاية، إذا كان هناك شيء واحد قد نجح الإنسان في القيام به بشكل جيد فهو التقدم التكنولوجي، لدرجة أن تاريخ الجنس البشري غالباً ما يوصف بتعابير هذا التقدم، من العصر الحجري إلى عصر المعلومات، من جهة أخرى لا يزال هناك العديد من الأشياء التي لا نزال نواجه صعوبة مستمرة فيها.

*تطور

يشير الكتاب إلى أن معظم خبراء التطور البشري المبكر يتفقون على أن الأدوات البدائية والأدمغة البشرية كانت تتطور بشكل متوازٍ.

والتعليم بالطبع هو عملية واعية لتغيير الدماغ البشري والثقافة المكتسبة، فهي عملية تمر بمثل هذه التغييرات من جيل إلى آخر، فمع ظهور المطبعة والتوزيع الواسع للنصوص العامية المطبوعة، تولدت شبكة إدراك ومعرفة شاسعة، كان لها تأثيرات تحول ثقافي عميقة (ضخمت أكثر فيما بعد بانتشار شبكات التلغراف والتليفون)، وفي القرن التاسع عشر كان الأطباء الألمان يزودون من قطعت أعضاؤهم خلال الحرب بأعضاء اصطناعية صممت لتتواءم مع الآليات المستخدمة في المصانع للسيطرة على الآلات وبدؤوا بذلك، الوقوف على الحدود الفاصلة بين الإنسان والآلة، وهي العملية التي تتطور الآن بصورة متلاحقة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/jxapxrb2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"