عادي

عملية روسية لصد التوغل الأوكراني المفاجئ

01:04 صباحا
قراءة 4 دقائق
قوات أوكرانية بالقرب من الحدود الروسية (رويترز)
رتل من التعزيزات الروسية إلى كورسك لدحر التوغل الأوكراني (أ.ب)

حذرت الوكالة النووية الروسية من أن الهجوم الذي تشنه كييف يشكل تهديداً مباشراً لمحطة الطاقة النووية في منطقة كورسك، فيما بدأت روسيا أمس السبت عملية لمكافحة الإرهاب في ثلاث مناطق حدودية في اليوم الخامس لتوغل القوات الأوكرانية في منطقة كورسك، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أوكرانيا خسرت 175 جندياً و36 مدرعة على محور كورسك خلال 24 ساعة، ليصل بذلك مجموع خسائر العدو منذ اندلاع القتال على المحور إلى نحو 1120 عسكرياً و140 مدرعة، بما فيها 22 دبابة، وذكرت الوزارة ان قواتها حيدت 1855 جندياً أوكرانياً وأسقطت 153 مسيّرة خلال 24 ساعة.

وأعلنت الوكالة النووية الروسية (روساتوم) السبت أن الهجوم الذي تشنه أوكرانيا «يشكل تهديداً مباشراً» لمحطّة للطاقة النووية تقع على بعد أقل من 50 كيلومتراً من منطقة القتال. وأضافت روساتوم أن «تصرّفات الجيش الأوكراني تشكّل تهديداً مباشراً» لمحطّة كورسك للطاقة النووية في غرب روسيا، مضيفة أنه «في الوقت الحالي، هناك خطر حقيقي من وقوع ضربات واستفزازات من جانب الجيش الأوكراني».

وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل روسي قد دعا بالفعل في بيان إلى «التزام أقصى قدر من ضبط النفس لتجنب حادث نووي قد تكون له تداعيات إشعاعية خطِرة». وقالت البعثة الروسية إنها أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه تم العثور على «شظايا وبقايا، يرجح أنها قطع من الصواريخ تم اعتراضها»، الخميس، في موقع المحطة.

ولمواجهة «محاولة غير مسبوقة لزعزعة الاستقرار»، أعلنت السلطات الروسية فجر السبت البدء في «عملية لمكافحة الإرهاب» في مناطق بيلغورود وبريانسك وكورسك المتاخمة لأوكرانيا. ومن الإجراءات التي يمكن فرضها، تقييد الحركة وإمكانية الاستحواذ على المركبات ومراقبة المكالمات الهاتفية وإعلان مناطق محظورة وإقامة نقاط تفتيش وتعزيز الأمن على مواقع البنية التحتية الاستراتيجية.

وقالت الدفاع الروسية إن وحدات من قوات مجموعة قوات «الشمال» والاحتياطيات التي تم استقدامها، بدعم من ضربات طيران الجيش ونيران المدفعية، أحبطت بعملياتها النشطة في مناطق إيفاشكوفسكي ومالايا لوكنيا وأولغوفكا، محاولات مجموعات متنقلة أوكرانية للاختراق إلى عمق أراضي روسيا. واستهدفت القوات الروسية بنيرانها الوحدات الأوكرانية الموجودة في المناطق الحدودية لكورسك، وكذلك احتياطيات العدو خلف الحدود في أراضي مقاطعة سومي.

وأصاب صاروخ برأس حربي حراري نقطة انتشار مؤقتة للمرتزقة الأجانب على المشارف الجنوبية لمدينة سودجا في كورسك، ما أسفر عن مقتل 15 مسلحاً.

وبلغت خسائر القوات الأوكرانية خلال آخر 24 ساعة نحو 175 عسكرياً و 36 مدرعة بما فيها 10 دبابات، ليصل بذلك مجموع خسائر العدو منذ اندلاع القتال على محور كورسك إلى نحو 1120 عسكرياً و140 مدرعة، بما فيها 22 دبابة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية السبت أن «القوات المسلحة تواصل صد محاولة القوات المسلحة الأوكرانية التوغل عبر الحدود»، مشيرة إلى أنها استخدمت نيران الطيران والمدفعية لضرب القوات الأوكرانية. ونشرت الوزارة لقطات تظهر دبابات وهي تطلق النار على مواقع أوكرانية في منطقة كورسك، إضافة إلى غارة جوية. وأكدت الجمعة نشر وحدات إضافية في المنطقة الحدودية.

وأفادت الوزارة أن وحداتها على حدود مقاطعة كورسك استطاعت، بضربة صاروخية من نظام «إسكندر-إم» تدمير مركز قيادة لواء ميكانيكي تابع للقوات الأوكرانية، الذي يضم طاقم قيادة مكوناً من 15 فرداً. وذكرت أن الصواريخ أصابت الموقع في المنطقة الحدودية لمقاطعة كورسك​​.

وقال إيغور كوتساك، رئيس بلدية كورسك، العاصمة الإقليمية، السبت إن فريقه تلقى أكثر من 16 ألف طلب مساعدة من أشخاص غادروا المناطق الحدودية في المنطقة. وتم تسيير قطارات إضافية إلى العاصمة موسكو للراغبين في المغادرة. وقُتل خمسة مدنيين وأصيب 55 آخرون، بحسب السلطات الروسية.

وفي خطابه اليومي مساء الجمعة، أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالنجاحات التي حققتها قواته. كما شكر القوات الأوكرانية على سد النقص في صندوق التبادل، وهي العبارة المستخدمة للإشارة إلى أسر جنود روس يمكن في وقت لاحق مبادلتهم بأسرى أوكرانيين. أعلن الجيش الأوكراني السبت انخفاض عدد الاشتباكات القتالية داخل أوكرانيا، في إشارة محتملة إلى أن توغله في روسيا ينجح في تخفيف الضغط عن أجزاء أخرى من خط المواجهة المترامي الأطراف، حيث تسجل القوات الروسية تقدماً.

وأعلنت وزارة الدفاع في بيلاروسيا، الدولة الحليفة لروسيا تعزيز وحداتها في غوميل على حدودها الجنوبية مع أوكرانيا، وذلك من خلال نشر قوات وصواريخ إضافية للرد على أي استفزاز محتمل.

وقال المتحدث باسم البحرية الأوكرانية السبت إن البحرية وجهاز المخابرات العسكرية هاجما منصة غاز بحرية سابقة تستخدمها القوات الروسية في البحر الأسود، ما ألحق أضراراً بها. وقال المتحدث دميترو بليتنتشوك على فيسبوك: «استخدم المحتلون هذا الموقع للتلاعب بنظام تحديد المواقع العالمي (جي.بي.إس) لجعل الملاحة المدنية خطِرة. لا يمكننا السماح بحدوث هذا». ونشر مقطع مصور تم تصويره ليلاً يظهر انفجاراً على منصة بحرية وحريقاً أعقبه.

إلى جانب ذلك، قال مصدران مخابراتيان أوروبيان ل«رويترز» إن عشرات الأفراد العسكريين الروس يتلقون التدريب في إيران على استخدام أنظمة الصواريخ الباليستية قريبة المدى (فتح-360)، وأضافا أنهما يتوقعان تزويد إيران روسيا بمئات الأسلحة الموجهة بالأقمار الصناعية قريباً من أجل حربها في أوكرانيا.

على صعيد آخر، أعلنت الولايات المتحدة تقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا حجمها 125 مليون دولار ستتضمن صواريخ ستينغر وذخائر مدفعية وأنظمة خارقة للدروع. وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض لصحفيين في إفادة عبر الهاتف إن المساعدة العسكرية ستكون الحزمة العاشرة من العتاد لأوكرانيا منذ توقيع الرئيس جو بايدن مشروع قانون تكميلياً يتعلق بالأمن القومي في إبريل/نيسان. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4p5z7ebz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"