عادي
مقتل شخص وإصابة 18 باختناق

الــيـونــان تكــافــح «جبهــــة لهـــب» بطــــول 30 كلـــــم

01:54 صباحا
قراءة 3 دقائق
اطفائيون يحاولون اخماد حريق غابات في فريلياس قرب اثينيا(أ.ف.ب)

واصلت اليونان، أمس الثلاثاء، لليوم الثالث على التوالي، مكافحة الحريق الضخم المشتعل في الضاحية الشمالية الشرقية للعاصمة أثينا، الذي خلف قتيلاً، وأرغم الآلاف على ترك منازلهم، وأدى إلى تلويث الهواء في العاصمة.
وصباح امس الثلاثاء، عثر على جثة تعود لمولدوفية في الستين من عمرها، في مصنع متفحم في خالاندري، بالقرب من أثينا، بحسب السلطات. وتلقّى 66 شخصاً العلاج من إصابات متفرقة، وبين المصابين خمسة من عناصر الإطفاء.
وأسهمت الرياح القوية في اتساع رقعة أسوأ حرائق الغابات في اليونان، هذا العام، والذي انتشر على مساحات جافة، وأتى على 10 آلاف هكتار، ودمّر عدداً لا يحصى من المباني والمركبات.
وقال رئيس بلدية خالاندري، سيموس روسوس لقناة «إي آر تي» العامة، إنه رأى نحو عشرة منازل دمرتها النيران. كما تضررت شركات ومتاجر بيع السيارات المستعملة، ومخازن الفحم والطلاء. وقال روسوس «امتد الحريق على 50 كيلومتراً وغيّر اتجاهه 10 مرات». وبما أن معظم المصانع المحترقة تحتوي على مواد كيميائية سامة، أمرت وزارة العمل اليونانية بوقف مؤقت للأعمال التي تؤدى في الخارج، في المنطقة.
ويغطي الدخان الكثيف معظم أنحاء العاصمة، منذ يومين، وأفاد العلماء عن تسجيل ارتفاع مقلق لجسيمات خطرة في الجو خاصة ليل الأحد/ الاثنين.
وطالت الحرائق مدن نيا بنتيلي، وباليا بنتيلي، وباتيما خالاندريو، وفريليسيا التي فر منها الآلاف.
وتحولت النيران التي غذتها رياح قوية، إلى جبهة لهب بطول 30 كيلومتراً، وارتفاع أكثر من 25 متراً، في بعض الأماكن، وفقاً لقناة إي آر تي.
وقال المرصد الوطني اليوناني إن الحرارة بلغت 38 درجة مئوية في أثينا، أمس الثلاثاء، مع هبوب رياح سرعتها 39 كيلومتراً في الساعة. والمرصد، المهدد مقره بالحرائق، أعلن، أمس الأول الاثنين، أن النيران أتت على مساحة 10 آلاف هكتار، على الأقل.
وفي العاصمة، قام سكان يضعون أقنعة لحماية أنفسهم من الدخان الخانق، برش منازلهم بالمياه لحمايتها من ألسنة اللهب.
ويتولى نحو 700 من عناصر الإطفاء، تؤازرهم 200 آلية وتسع طائرات، لليوم الثالث، مكافحة الحريق الذي اندلع بعد ظهر، يوم الأحد الماضي، في مدينة فارنافاس، على بعد نحو 35 كيلومتراً، شمال شرق أثينا.
ويتوقع وصول نحو 300 إطفائي، ومروحياتن وسيارات إطفاء، وشاحنات صهاريج من ست دول، هي فرنسا، وإيطاليا، وتشيكيا، ورومانيا، وصربيان وتركيا، تلبية لنداء المساعدة الذي وجّهته السلطات اليونانية، لاسيما تفعيل آلية الحماية المدنية للاتحاد الأوروبي. وذكرت وكالة فرانس برس أن فرقة أولى مؤلفة من 91 من عناصر الإطفاء غادرت فرنسا، فجر أمس الثلاثاء، متوجهة إلى اليونان.
وتعرضت الحكومة المحافظة لهجوم من قبل الصحافة، أمس الثلاثاء. وكتبت صحيفة «تا نيا» (وسط) «لقد طفح الكيل»، بينما كتبت صحيفة «كاثيميريني» الليبرالية أن الحريق «الخارج عن السيطرة خلّف دماراً هائلاّ، وأسئلة لا تزال تنتظر أجوبة». وتتحدث العديد من وسائل الإعلام الأخرى عن «كابوس»، منها صحيفة «إلفتيروس تيبوس» الموالية للحكومة، وكتبت صحيفة «إفسين» اليسارية في إشارة إلى المبنى الذي يضم مكتب رئيس الوزراء «قوموا بإجلاء ماكسيمو».
ويعيد هذا الحريق إلى الذاكرة كارثة حريق ماتي في المنطقة الساحلية القريبة من بلدة ماراثون، حيث قضى 104 أشخاص في يوليو/ تموز 2018، في مأساة نجمت عن التأخر في التحرك، وأخطاء في عمليات الإخلاء.
كما تشهد مناطق أخرى في أوروبا حالياً، موجات حر، مثل فرنسا وإيطاليا. ويحذّر العلماء من أن انبعاثات الوقود الأحفوري تؤدي إلى تفاقم مدة موجات الحر، وتواترها وشدتها في جميع أنحاء العالم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3rxntd2t

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"