عادي
إيران تلوّح بوقف ردها على إسرائيل حال التوصل لاتفاق ملزم

استعدادات حذرة لمفاوضات غزة.. ورفع السقف لوقف دائم للحرب

01:47 صباحا
قراءة 3 دقائق
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستقبل نظيره الفلسطيني محمود عباس (رويترز)
فتيات فلسطينيات يسرن أمام جدارية في مخيم نازحين مؤقت في دير البلح (أ ف ب)

أجل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى وقت لاحق، زيارة كانت مقررة، أمس الثلاثاء، إلى الشرق الأوسط ستشمل قطر ومصر وإسرائيل، وتدخل ضمن الجهود الحثيثة لمفاوضات التهدئة في غزة، وخفض التصعيد في الشرق الأوسط. ومع رفع سقف الرهان إلى وقف دائم للحرب، اعتبر مسؤولون إيرانيون أن «السبيل الوحيد الذي يمكن أن يرجئ ردّ إيران على إسرائيل» بسبب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، هو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة في المحادثات المرتقبة غداً الخميس.
نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية خبراً مفاده أن رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» يحيى السنوار، بعث برسالة إلى الوسطاء، اعتبر فيها أنه لو كانت إسرائيل جدية بشأن الهدنة وتبادل الأسرى، فعليها أولاً وقف الحرب على قطاع غزة.
ووفقاً للصحيفة نفسها، من غير المرجح أن تلبي إسرائيل هذا الطلب، حيث كان قد أعلن رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو مؤخراً عزمه على تحقيق هدفين أساسيين من الحرب، هزيمة «حماس» واستعادة الرهائن.
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل، أمس الثلاثاء، إن قطر أكدت للولايات المتحدة «أنها ستعمل على تمثيل حماس» في محادثات الأسرى ووقف إطلاق النار. وقال باتيل: «نتوقع تماماً أن تمضي هذه المحادثات قدماً، كما ينبغي».
ومن المتوقع أن ترسل الولايات المتحدة فريقاً من كبار مسؤوليها إلى المنطقة في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، لمواكبة أعمال جولة المفاوضات الجديدة وللتغلب على العقبات القائمة. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز»، عن وثائق، أمس، أن نتنياهو، أضاف شروطاً جديدة في مفاوضات وقف إطلاق النار، موضحة أن ذلك «ربما يضع عقبات إضافية أمام التوصل إلى اتفاق مع الحركة».
وكشفت الوثائق أن «مناورات حكومة نتنياهو وراء كواليس مفاوضات وقف إطلاق النار، توحي بأن الاتفاق قد يكون بعيد المنال في الجولة الجديدة».
ونقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤولين بارزين قولهم إن «أعضاء بفريق التفاوض الإسرائيلي يخشون أن تتسبب شروط نتنياهو في إفشال التوصل إلى صفقة»
يأتي هذا في وقت تستعد فيه المنطقة لشتى السيناريوهات الدراماتيكية، مع الاستنفار الإسرائيلي الأمريكي تحسباً للضربة الإيرانية رداً على اغتيال هنية في طهران.
وفي تطور لافت، قال ثلاثة من كبار المسؤولين الإيرانيين إن السبيل الوحيد الذي قد يرجئ رد طهران المباشر على اغتيال هنية، هو التوصل لوقف إطلاق النار في غزة.
ونقلت وكالة «رويترز»، أمس الثلاثاء، عن أحد المصادر وهو مسؤول أمني إيراني كبير، قوله إن إيران إلى جانب حلفائها مثل «حزب الله»، ستشن هجوماً مباشراً إذا فشلت محادثات وقف إطلاق النار في غزة، أو إذا شعرت بأن إسرائيل تطيل أمد المفاوضات. ولم تذكر المصادر المدة التي ستسمح بها إيران للمحادثات بالتقدم قبل الرد.
وقال مصدران إن إيران تدرس إرسال ممثل إلى محادثات وقف إطلاق النار، في ما سيكون الأول من نوعه منذ بدء الحرب على غزة.
ولن يحضر الممثل الاجتماعات بشكل مباشر، لكنه سيشارك في مناقشات خلف الكواليس «للحفاظ على خط اتصال دبلوماسي» مع الولايات المتحدة أثناء سير المفاوضات.
ونقلت «رويترز» عن مصادر حكومية في المنطقة حديثهم عن إجراء محادثات مع طهران لتجنب التصعيد قبيل مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، والتي من المقرر أن تبدأ غداً الخميس في مصر أو قطر.
وعقد مجلس الأمن الدولي، أمس الثلاثاء، جلسة طارئة ومفتوحة بطلب من الجزائر على خلفية المجزرة التي ارتكتبها اسرائيل بمدرسة «التابعين» في مدينة غزة وراح ضحيتها عشرات الأبرياء.
واستمع الأعضاء في المجلس إلى إحاطة كل من رئيسة إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ديكارلو، ومديرة شعبة التمويل والشراكات في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ليزا دوتـــن، حـــول ما الأوضــــاع الإنســـانية في قطـــاع غزة.
على صعيد آخر، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، خلال لقاء نظيره الفلسطيني محمود عباس في موسكو، إن «ما يحدث في الشرق الأوسط يحظى باهتمام روسي، على الرغم من العملية العسكرية الخاصة (في أوكرانيا)».
وأكد بوتين أن موقف روسيا ثابت من القضية الفلسطينية وأنها تدعم إقامة دولة مستقلة بموجب قرارات الأمم المتحدة، مشيراً إلى «موسكو تتابع بألم وقلق الكارثة الإنسانية في فلسطين وتبذل قصارى جهدها لدعم الشعب الفلسطيني».
من جانبه، أكد عباس خلال اللقاء أنه لن يسمح بتهجير الشعب الفلسطيني من الضفة الغربية أو القدس أو غزة وطالب بوقف القتال وتقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين وعدم تهجيرهم.
ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن السفير الفلسطيني لدى روسيا عبد الحفيظ نوفل قوله إن عباس وبوتين بحثا سبل دعم الجهود المبذولة لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة وإدخال المساعدات الإنسانية فوراً إلى القطاع المنكوب.
(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3wzvvs3t

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"