عادي

جهود دبلوماسية في كل الاتجاهات لإنجاح جولة القاهرة حول غزة

01:11 صباحا
قراءة 4 دقائق

تسعى جهود الدول الثلاث الوسيطة في المفاوضات حول الهدنة في غزة الحفاظ على زخم الجهود المستمرة تمهيداً لجولة قد تكون حاسمة بحلول الخميس المقبل، من شأنها خفض التصعيد بالمنطقة، بالتوازي مع دعم دولي لتفادي الفشل، وتحذيرات أمريكية من «تقويض أي طرف للمفاوضات»، بينما حذر بيان فرنسي بريطاني من أن الشرق الأوسط بات أقرب للحرب أقرب من أي وقت مضى ما لم يتوقف إطلاق النار في غرة، في حين أكدت القاهرة لطهران أهمية احتواء التصعيد في المنطقة.
وفيما تتكثف الجهود الدبلوماسية في كل الاتجاهات لإنجاح جولة القاهرة، قال مسؤولون أمريكيون إن الرئيس جو بايدن، يهدف إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن بحلول نهاية الأسبوع. كما يحاول أيضاً ردع إيران و«حزب الله» عن شنّ هجوم على إسرائيل من شأنه أن يقوّض هذه الجهود.
ووفقاً لموقع «أكسيوس» الأمريكي، فإن بايدن ومساعديه يشعرون أنهم أقرب من أي وقت مضى إلى التوصل إلى اتفاق يمكن أن يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن، وإنهاء 10 أشهر من الحرب، حيث لفت مسؤول أمريكي إلى أن الاقتراح يسد تقريباً كل الفجوات المتبقية التي كانت قيد المناقشة خلال الـ 6 الأسابيع الماضية. وأشار الموقع الأمريكي إلى أن الاقتراح الجديد يعالج الخلاف حول قائمة الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم، والتسلسل الذي سيتم إطلاق سراحهم بموجبه، وقائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل رهينة.
وقال إعلام عبري، أمس السبت، إن واشنطن أبلغت إسرائيل برفضها إقامة آلية بمحور نتساريم وسط قطاع غزة، لتفتيش العائدين إلى الشمال، ضمن شروط صفقة مرتقبة لوقف الحرب وتبادل الأسرى. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أنّه تم تأجيل سفر فريق التفاوض الإسرائيلي الذي كان من المفترض أن يغادر إلى القاهرة أمس إلى اليوم الأحد، بينما أشارت
هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين إلى أنّ إسرائيل على مفترق حاسم، قائلة «إما صفقة تنقذ حياة المختطفين أو تصعيد إقليمي».
في الأثناء، أعلن وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا في بيان مشترك، أمس السبت، أنها تؤيد بقوة «جهود الوساطة المستمرة التي تبذلها الولايات المتحدة ومصر وقطر لاستكمال الاتفاق على وقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن، ويشجعنا النهج البناء الذي تم اتباعه حتى الآن».
وتابع البيان: «نرحب بحقيقة أن العمل الفني سيستمر في الأيام المقبلة، بما في ذلك الأحكام الإنسانية والترتيبات المحددة المتعلقة بالرهائن والمحتجزين، وأن كبار المسؤولين سيجتمعون بعد ذلك قبل نهاية الأسبوع المقبل، من أجل وضع اللمسات النهائية على الاتفاق»، وفقاً لما نقله وسائل إعلام إسرائيلية. ودعا الوزراء جميع الأطراف إلى «مواصلة المشاركة بشكل إيجابي ومرن في هذه العملية. ونؤكد أهمية تجنب أي عمل تصعيدي في المنطقة من شأنه أن يقوض فرصة السلام. هناك الكثير على المحك»، وأضافوا «نشدد على أهمية تجنب أي تصعيد في المنطقة يقوض جهود السلام».
وأعلنت فرنسا وبريطانيا، أمس السبت، أن الشرق الأوسط بات أمام خطر اندلاع صراع أكثر من أي وقت مضى، مشيرين إلى التوترات مع إيران والتصعيد جنوب لبنان، وشددتا على أن للجميع مصلحة في استقرار المنطقة ككل، ولدى الجميع مسؤولية محددة لدعم إنهاء التصعيد الحالي، وضمان سلام دائم لصالح الإسرائيليين والفلسطينيين والمنطقة بأكملها.
من جهته، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى «اغتنام فرصة المفاوضات» الجارية بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقال، خلال استقباله وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه إن «استمرار الحرب في القطاع يجر المنطقة إلى دائرة مفرغة وخطيرة من عدم الاستقرار»، بينما شدد سيجورنيه على «ضرورة تضافر جميع الجهود لاغتنام فرصة المفاوضات الجارية والتوصل إلى اتفاق يحقن الدماء ويجنب المنطقة عواقب التصعيد».
وجاءت زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى مصر قبل وصول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة لتجاوز آخر الخلافات تمهيداً للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين.
إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية المصري إنه جرى، مساء أمس السبت، اتصال هاتفي بين الوزير بدر عبدالعاطي، وعلي باقري كني، وزير خارجية إيران بالوكالة، وذلك في إطار متابعة التطورات في المنطقة والجهود المصرية للتهدئة. وقالت الوزارة إن عبد العاطي أكد للوزير الإيراني أن القاهرة لن تألو جهدًا لإنهاء المعاناة الإنسانية غير المسبوقة للشعب الفلسطيني، وأن المجتمع الدولي أصبح مدركاً أكثر من أي وقت مضي لضرورة وقف الحرب وإنجاز صفقة تبادل الرهائن والأسري.
وأكد وزير الخارجية المصري أهمية العمل على احتواء أي تصعيد في المنطقة بسبب الحرب في غزة، وشدد على ضرورة تفادي مخاطر توسيع رقعة الصراع الحالي، والتي لن تؤدي إلا لمزيد من عدم الاستقرار وتهديد السلم والأمن الإقليميين والدوليين، بينما أعرب باقري عن تقديره للجهود المصرية الحالية والمسؤولية التي تتحملها مصر لوقف الحرب في غزة والتهدئة، مؤكداً على اهتمامه باستمرار التواصل بين البلدين بهدف العمل على تحقيق الاستقرار في المنطقة. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr36xxyd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"