ما هما محورا فيلادلفيا ونتساريم سبب تعثر محادثات غزة؟

الخليج – متابعات
لم تسفر جولة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة عن إنجاح الجهود الرامية إلى التهدئة في غزة، بسبب التعنت الإسرائيلي، لتتعثر بذلك محادثات وقف إطلاق النار، بسبب مطالبة تل أبيب بالسيطرة على محوري فيلادلفيا ونتساريم.
وكشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن إسرائيل كانت تتمسك في محادثات وقف إطلاق النار بالسيطرة على ممرين استراتيجيين في قطاع غزة، وهما «ممر فيلادلفيا» و«ممر نتساريم»، وهي المطالب التي رفضتها حركة «حماس» ومصر.
وبحسب الصحيفة، يرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن السيطرة على المناطق الحدودية مع مصر ضرورية لمنع «حماس» من تجديد ترسانتها العسكرية عبر الأنفاق، ولإيجاد «آلية» لمنع المسلحين من العودة إلى الشمال، الذي عزل إلى حد كبير منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلا أن «حماس» ترفض هذه المطالب، التي لم تُطرح إلا في الأسابيع الأخيرة بحد قولها.
وتعتبر«حماس» أن أي وجود إسرائيلي دائم في غزة سيكون بمثابة احتلال عسكري، وهو الأمر الذي رفضته الولايات المتحدة أيضاً. كما تعارض مصر، التي تعد وسيطاً رئيسياً في المحادثات مع قطر والولايات المتحدة، بشدة الوجود الإسرائيلي على حدودها مع غزة.
ما هي أبرز محاور خطة وقف إطلاق النار؟
وتشمل خطة وقف إطلاق النار في غزة عدة مراحل، الأولى تتضمن وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع وتبادل الأسرى، وعودة النازحين من شمال غزة إلى منازلهم، والثانية، انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في القطاع.
وتتضمن المرحلة الثالثة خطة لإعادة إعمار غزة على مدى عدة سنوات، وإعادة جثث الأسرى القتلى.
ماذا بعد تعثر المحادثات؟
ينذر تعثر المحادثات بارتفاع كلفة الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على غزة منذ 10 شهور، والتي بلغت حصيلة ضحاياها أكثر من 40,000 فلسطيني، وتشريد معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، بعد تدمير كافة البنى التحتية، واستمرار الأزمة الإنسانية في القطاع المكتظ بالسكان، كما أن التعثر يفتح الباب أمام تصعيد الصراع إلى مستويات أكثر تدميراً.
كما تتزايد المخاوف الدولية من احتمالات اندلاع صراع أوسع إقليمياً، نتيجة التعنت الإسرائيلي، والذي يعد خطاً أحمر بالنسبة إلى الولايات المتحدة والعديد من دول المنطقة
-ما هو محور فيلالفيا؟
هو شريط ضيق يمتد بطول 14 كيلومتراً على طول الحدود بين غزة ومصر، ويشمل معبر رفح، الذي كان حتى مايو/أيار الماضي، المنفذ الوحيد لغزة إلى العالم الخارجي الذي لا تسيطر عليه إسرائيل.
وتزعم إسرائيل أن «حماس» استخدمت شبكة أنفاق تحت الحدود لتسليح نفسها، ما ساعدها في الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر. وتدعي إسرائيل أنها دمرت العديد من هذه الأنفاق منذ السيطرة على الممر في مايو.
ما هي أهمية محور فيلادلفيا؟
يعتبر محور فيلادلفيا نقطة استراتيجية بالنسبة للأمن الإقليمي، حيث تتولى السلطات المصرية والفلسطينية مسؤوليات أمنية واسعة فيه. تم بناء جدار عازل في بعض أجزائه لزيادة السيطرة ومنع التهريب.
لماذا تعارض «حماس» ومصر السيطرة الإسرائيلية عليه؟
الوجود الإسرائيلي في محور فيلادلفيا يتطلب إغلاق الطرق، والأسوار، وأبراج الحراسة، والمنشآت العسكرية الأخرى. وتعتبر هذه النقاط من مظاهر الحكم العسكري الإسرائيلي التي يراها الفلسطينيون اعتداء على حياتهم اليومية، ويخشى الكثيرون أن يكون ذلك مقدمة لاحتلال عسكري دائم وعودة المستوطنات.
وتعبر مصر عن قلقها من أن أي عمليات عسكرية إسرائيلية على الحدود تهدد معاهدة السلام التاريخية التي أبرمت بين البلدين في عام 1979، ورفضت من جانبها مشاركة إسرائيل في إدارة معبر رفح الحدودي حتى تعيد السيطرة الفلسطينية على القطاع.
ما هو محور نتساريم ؟
المحور الثاني الذي تسبب في تعثر محادثات التهدئة غزة هو نتساريم، الذي يفصل بين مدينة غزة وشمالها من جهة، والمنطقة الوسطى وجنوب قطاع غزة من جهة أخرى، ويمتد طوله إلى حوالي 7 كيلومترات.
وسُمي المحور بهذا الاسم نسبة إلى مستوطنة نتساريم التي كانت قائمة في هذا الموقع قبل عام 2005.
ما هي حدود محور نتساريم؟
شمالاً: يجاور محور نتساريم حي الزيتون.
شرقاً: يحده شارع صلاح الدين.
جنوباً: تحده مدينتا الزهراء والأسرى.
غرباً: يمتد إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط.
وتعد منطقة نتساريم شبه خالية من السكان، فمعظمها أراضٍ زراعية، وبها قليل من المؤسسات والمنشآت.
لماذا تتمسك إسرائيل بالسيطرة على نتساريم؟
تسيطر إسرائيل على محور نتساريم بغرض تسهيل عودة الاستيطان لقطاع غزة والتحكم بحركة المدنيين شمالاً وجنوباً، ومنع عودة النازحين لشمال القطاع.