إثارة كذابة

03:19 صباحا
قراءة دقيقتين
ضياء الدين علي

** البعض يرى أن ما يحدث في دورينا من عروض ونتائج متباينة للفرق يصنع إثارة ما بعدها إثارة، لكن دعونا نعترف أمام أنفسنا على الأقل بأنها «إثارة كذابة»، لأنه في غياب استقرار المستوى لا أمل ولا رجاء من فرقنا، خصوصاً عندما تخرج للعب دولياً في دوري أبطال آسيا، وهذه الحقيقة مهمة للغاية حتى لا نبني آمالاً كبيرة على الفرق عندما تلعب خارج الحدود، وأيضاً، حتى لا نبالغ كثيراً في طموحاتنا بالنسبة إلى المنتخب عندما يخوض تصفيات قارية مهمة.
** آسف.. على هذه الحقيقة الاعتراضية التي ربما تعكر صفو استمتاع البعض بمباريات دورينا، لكن من آن لآخر يجب أن نتذكر مآسينا على صعيدي الأندية والمنتخب، لعل وعسى نستوعب أخطاء الماضي فيكون حضورنا الدولي الذي يتكفل بترتيبنا في الفيفا وفي سمعتنا الكروية حاضراً قولاً وفعلاً في الجانب الإيجابي، وليس فقط في مقام الأسى والحسرة من عام إلى عام.. «ترانا» مللنا من ترديد شكوى الفارق بين المصروف والمردود، وعبارة «خيرها في غيرها»، والرهان على القادم الذي لن يكون أفضل إلا إذا ارتفع المستوى الفني لدورينا فعلاً بأداء أقوى، ومنافسة أعلى، ونتائج أكثر منطقية.
** وهناك تحذير مبكر، أراه مهماً وضرورياً في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ اللعبة بالدولة، «لا تركنوا ولا تطمئنوا كثيراً إلى خطوة التجنيس باعتبارها حلاً سحرياً لمشكلة المنتخب»، فالمنتخب في النهاية فريق واللعبة لعبة جماعية، والفوز لن يتكفل به لاعب أو اثنان في الملعب مهما كانت مهارتهما، والتحذير هنا من أي استرخاء أو تهاون أو تقاعس، لاسيما أن التجارب من حولنا في العالم كله برهنت وبما فيه الكفاية أن الرهان على الأسماء اللامعة، مهما كثرت، لا يكفي لتحقيق الطموحات والبطولات، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار أن الورقة الجديدة التي سنلعب بها، يلعب بها المنافسون أيضاً، بل وسبقونا إليها بزمن.
**  في دوري.. لا تهتم فيه الفرق الكبيرة إلا بمبارياتها عندما تلاقي بعضها بعضاً، وتخسر عندما تلاقي فريقاً في المؤخرة.. ويفوز فيه فريق على آخر بالخمسة والستة بكل سهولة في لحظة ما.. وضمن ثقافته ينزعج اللاعبون كثيراً من الخسارة في ديربي محلي ولا يتأثرون بالمرة من خسارة أمام فريق آسيوي «لسه مولود» كروياً!.. وجمهور تعود على الدلال والهجر والخصام في تشجيع فريقه.. لا بد أن نقلق على كرتنا من دورينا ومن إثارته الكذابة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"