تحديات شباب فلسطين

06:38 صباحا
قراءة دقيقتين

يواجه الجيل الشبابي الفلسطيني في المرحلة الراهنة، أوضاعاً صعبة ومعقدة تتكرس وتتصاعد كتحديات وهي تسهم، بطرائق متشابكة، في صياغة المكونات الأساسية لشخصيته، أو لأدائه الاجتماعي على مختلف المستويات . ويمكن اختصار هذه الأوضاع تحت أربعة عناوين هي: المقاومة الشعبية السلمية، والمصالحة، والمفاوضات مع إسرائيل، والبطالة المتفشية والمترافقة مع سلسلة من الإضرابات .

كان من المفترض بالمقاومة الشعبية القائمة على أسس لا عنفية- سلمية، منذ وقفت وراءها السلطة الوطنية والفصائل بجميع أطيافها، قبل عدة سنوات عدة، أن تتصاعد لتشمل كل المجتمع الفلسطيني . إلا أنها بقيت محصورة إلى حينه، داخل القرى الحدودية والأماكن التي يمر بها جدار الفصل العنصري بشكل عام، ما أفقدها زخمها النضالي، وجعل منها مجرد ظاهرة خافتة الصوت، ومحدودة التأثير .

من البداهة أن يؤثر هذا الوضع المتهافت في الرؤية الوطنية لشباب فلسطين . فكيف يعقل أن يستمر هذا النمط من المقاومة، وهو لا يحقق فعلياً، مسعاه المعلن . ولماذا لم يتطور إلى شكل مغاير يساعد على تشكيل رافعة قوية لهذه المقاومة، حتى تخرج من الروتين الباهت السائد، إلى حال من الإبداع المتوهج، وربما إلى التوطئة المنهجية لانتفاضة ثالثة؟ هل ينعكس هذا السؤال على السلطة، بتحميلها مسؤولية فشلها في زج الشباب داخل نسيج هذه المقاومة؟ أم أن الشبيبة الفلسطينية ذاتها، تتحمل من جانبها، جزءاً كبيراً من هذه المسؤولية؟

أما المصالحة، فهي أشبه بمسرحية هزلية أفرغت بسخريتها الحادة بين حركتي حماس وفتح، مصطلح المصالحة ذاته، من معناه الوطني .

وفي الشأن التفاوضي بين السلطة الوطنية وإسرائيل، نجد أن هذه السلطة ثابتة على مطلبها بوقف الاستيطان اليهودي، حتى تتمكن من العودة إلى طاولة المفاوضات، في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل الاستيطان على مدار الساعة، غير مكترثة بالموقف الفلسطيني، ما يعني أن هذا الثبات الفلسطيني لا قيمة له على الأرض، طالما أن الاستيطان باق على حاله، في الاستيلاء على هذه الأرض واغتصابها . إلى متى سوف يستمر هذا الحال؟ إن كل يوم يمر يعني اغتصاب قطعة أرض جديدة . فهل تبقى السلطة على ثبات لا يحقق لها سوى هذا الموقف السلبي؟ يتساءل الشباب في الرد على هذا المعنى: أليس من الحري بالسلطة أن تحدد لها موعداً للخروج من الجمود والمراوحة، إما أن تلتزم به إسرائيل، أو يكون لهذه السلطة شأن آخر هي أدرى بما سيكون عليه؟

يبقى العنوان الرابع وهو عن البطالة والإضرابات المرافقة له . فكيف يمكن لشباب فلسطين أن يسهم في فعاليات بلده، وهو يغوص في بطالة تصل أحياناً إلى ثلاثين في المئة، وإلى إشكاليات تترتب على الإضرابات التي تمس كل مؤسسات المجتمع، إلى جانب إضراب الأسرى بما يحمله هذا الإضراب بالذات، من عمق وطني له تأثيراته في كل الجهات .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"