عادي

التغير المناخي يهدد التنمية في آسيا

01:54 صباحا
قراءة 3 دقائق
أنتوني فانسوم

حذر تقرير لبنك التنمية الآسيوي من أن مكاسب التنمية في آسيا التي تحققت بجهد كبير معرضة للزوال نتيجة لتأثيرات التغير المناخي.
أعد بنك التنمية الآسيوي ومعهد بوتسدام الألماني لأبحاث تأثيرات المناخ، تقريراً في 14 يوليو/تموز يتضمن تحذيرات من عواقب وخيمة في حال تحققت توقعاته. وحذر التقرير من أنه إذا استمرت المعدلات الحالية لانبعاثات غازات الدفيئة في آسيا، فإن البر الآسيوي سيتعرض لارتفاع في درجات الحرارة يصل إلى 6 درجات مئوية بنهاية القرن الحالي، ويمكن أن يصل إلى 8 درجات في أفغانستان، وباكستان، وطاجيكستان، وشمال غربي الصين.
وقال التقرير: «هذه الارتفاعات في درجات الحرارة ستؤدي إلى تغيرات بليغة في نظام الطقس في المنطقة، وقطاعي الزراعة وصيد الأسماك، والتنوع الحيوي في البر والبحر، والأمن الداخلي والإقليمي، والتجارة، والتنمية الحضرية، والهجرة، والصحة. ومثل هذا السيناريو يمكن أن يشكل تهديداً وجودياً لبعض بلدان المنطقة ويقضي على كل أمل في تحقيق تنمية مستدامة وشاملة».
ومن بين التأثيرات المتوقعة للتغير المناخي حدوث مزيد من الأعاصير والزوابع العنيفة، وتعرض مناطق ساحلية منخفضة لخطر الفيضانات. والخسائر العالمية نتيجة للفيضانات يتوقع أن تصل إلى 52 مليار دولار في السنة بحلول العام 2050، مقارنة مع 6 مليارات في العام 2005. ومن بين المدن ال20 في العالم الأكثر تعرضاً لخطر الفيضانات الجامحة، تقع 13 منها في حوض آسيا - الهادي، خصوصاً في الصين، والهند، وإندونيسيا، واليابان، وتايلاند، وفيتنام. ومع أنه يتوقع أن يزداد المتوسط السنوي لتساقط الأمطار في البر الآسيوي بما يصل إلى 50%، إلا أن بلداناً مثل أفغانستان وباكستان يمكن أن تتعرض لانخفاض في معدلات تساقط الأمطار يبلغ 20 إلى 50%.
ونتيجة لهذه التغيرات، يمكن أن يتأثر إنتاج الغذاء، وكذلك أكلاف الغذاء. وفي بعض بلدان جنوب شرق آسيا، يمكن أن تنخفض محاصيل الأرز بنسب تصل إلى 50% بنهاية القرن «إذا لم تبذل جهود مناسبة من أجل التكيف».
ونقص الغذاء يمكن أن يزيد عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في جنوب آسيا بمعدل 7 ملايين، في حين أن أكلاف استيراد الأغذية سترتفع بصورة حادة بحلول العام 2050.
ويقول تقرير بنك التنمية الآسيوي إن مثل هذه التغيرات الكبرى في المناطق الزراعية يمكن أن تتسبب بهجرة كثيفة نحو المدن، ما يؤدي إلى فرط اكتظاظ سكاني وعجز الخدمات الاجتماعية والإنسانية عن تلبية احتياجات السكان.
وأمن الطاقة يمكن أن يتهدد هو أيضاً بسبب تقلص إنتاج محطات توليد الطاقة نتيجة لندرة مياه التبريد. وهذا يمكن أن يشعل نزاعات بين دول تتنافس على إمدادات محدودة من الطاقة.
وبموازاة ذلك، الأنظمة البيئية البحرية مثل الأرصفة والشعاب المرجانية ستكون معرضة لخطر كبير. وفي منطقة غرب الهادي، يمكن أن يؤدي ارتفاع الحرارة بمقدار 1,5 درجة مئوية فقط نتيجة للاحترار المناخي إلى تدمير على نطاق واسع للأرصفة والشعاب المرجانية، وكذلك مصائد الأسماك. والسياحة ستتأثر أيضاً نتيجة لذلك.
والتغير المناخي يمكن أن يتسبب أيضاً بتأثيرات خطيرة على صحة البشر. وحسب دراسة لمنظمة الصحة العالمية، فإن وفيات المسنين المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة يتوقع أن تزداد بواقع 52 ألف حالة بحلول العام 2050. والوفيات نتيجة لأمراض مثل الملاريا وحمى الضنك يمكن أن تزداد هي أيضاً، وكذلك الوفيات نتيجة لتلوث الهواء، الذي يتسبب منذ الآن ب3,3 مليون وفاة سنوياً في العالم. وأعلى نسب هذه الوفيات تسجل في الصين، والهند، وباكستان، وبنجلادش.
وحسب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، فإن آسيا تعاني منذ الآن من تأثيرات التغير المناخي، إذ سجلت 30% من مجموع الخسائر الاقتصادية العالمية الناتجة عن أحداث طقس قصوى في الفترة بين 2000 و2008.


كاتب متخصص في الأعمال يركز على اقتصادات منطقة آسيا - الهادي - موقع مجلة «ذا دبلومات»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"