كم هي كبيرة الإمارات..

02:21 صباحا
قراءة 3 دقائق

رائد برقاوي

كم هي كبيرة الإمارات.. كبيرة بمبادئها.. كبيرة بأخلاقها.. كبيرة بعطائها.. كبيرة بإنسانيتها، وهي أكدت قولًا وفعلًا للجميع.. البعيد والقريب أنكم «لستم وحدكم.. نحن معكم».
أمام أزمة كورونا التي عصفت بالبشرية، كانت الإمارات حاضرة بقوة في المناطق التي تحتاج إلى مساعدة. لم تنظر إلى السياسة وتشعباتها، أو إلى اختلاف وجهات النظر، أو إلى التاريخ والجغرافيا، فالإنسان عندها أولوية بغض النظر عن دينه أو عرقه.. عن قربه أو بعده، فهي تؤمن أننا كلنا في قارب واحد نكافح هذه الآفة الصحية التي ابتليت بها البشرية.
هنا في الإمارات اتخذت الإجراءات وأطلقت المبادرات ونفذت الخطط وفتحت الخزائن لمواجهة «كورونا» وتداعياته الصحية والاجتماعية والاقتصادية. لم تفرق بين مواطن ومقيم، أو بين منطقة وأخرى، أو بين شركة وغيرها، فالأولوية للسلامة بأنواعها كافة للجميع.
هنا في الإمارات، أثبتت قيادتنا أن ما خططت له وما أنفقت عليه، يؤتي أكله، فالتحول التقني الذي استثمرت فيه وتقدمت به في السنوات الماضية، والمدن والدولة الذكية التي خططت لها، هي تحصد ثمارها الآن، بتطبيقها العمل عن بعد لوزاراتها ودوائرها ومؤسساتها؛ ليس العامة فقط بل حتى الخاصة، لتكون الإمارات أول،أو من أولى دول العالم التي تسيّر أعمالها عن بعد.
هنا في الإمارات، أثبتت القيادة أن البذور التي زرعتها في المجتمع أنبتت وعياً عاماً عند مختلف الشرائح قل نظيره في العالم، وهو ما عبّر عنه الجميع في التعاون مع الحكومة لمواجهة هذا الفيروس المباغت، وما أظهره التكاتف الاجتماعي الاقتصادي الذي عبّر
عنه القطاع الخاص، شركات ومؤسسات.
هناك، في صربيا وكرواتيا وكوريا وبريطانيا وأمريكا وإندونيسيا وأوزبكستان وإيران، قالت الإمارات لهم نحن معكم في محنتكم، فطائراتنا وصلت وستصلكم لتقديم يد العون، وإن لم تكف طائراتنا التجارية فسنرسل لكم طائراتنا الرئاسية، كما فعل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فلا شيء أهم من صحة إخوتنا أبناء البشرية.
هناك في سوريا التي تعاني الحرب والدمار ستصل يد العون الإماراتية، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رعاه الله، لرئيسها بشار الأسد؛ إننا معكم لتتغلب سوريا وشعبها الشقيق على وباء «كورونا»، فالدول يجب أن تسمو فوق السياسة في هذه الظروف الاستثنائية، وعلينا أن نغلّب الجانب الإنساني في ظل التحدي المشترك الذي نواجهه جميعاً.
الإمارات في هذا المفصل التاريخي أكدت ثوابتها ومبادئها وإرثها الراقي، وأثبتت للعالم فعلاً، أنها نموذج مضيء في الشرق الأوسط وفي العالم أجمع. سخّرت خيراتها لخدمة شعبها العظيم، والمقيمين على هذه الأرض الطيبة، ولشعوب العالم التي احتاجت إلى العون المادي والمعنوي، انطلاقاً من الصين مروراً بالمنطقة ووصولاً إلى العالم أجمع.
عندما تنجلي هذه الغُمة السوداء عن البشرية، قريباً، سيدرك العالم، خاصة المتحضر منه أن تجربة الإمارات ليست تستحق التقدير والثناء وحسب، لكنها تحتاج إلى البحث والدراسة في كيفية معالجة الأزمات، وفي جسارة قرارات القيادة في التعاطي معها بحذر ووعي بعيداً من بث الخوف والرعب لدى شرائح المجتمع كافة.
الإمارات غير، لأنها غير.. فشكراً للقيادة وللحكومة وللشعب، والشكر موصول للمقيمين الذين أثبتوا أنهم أهل ثقة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"