عادي
دار رعاية المسنين في الشارقة تخدم 1523 في منازلهم

كبار السن . . أحلامهم محدودة ورعايتهم واجبة

01:08 صباحا
قراءة 18 دقيقة

كانوا يوماً ربيع العمر، عاشوا، وأسسوا، وغرسوا بذور الغد، وحصدوا ثماراً تشهد لهم بغير القليل من الأداءات والإنجازات .

كانوا يوماً كل الأيام، كانوا الحاضر، والمستقبل، قالوا يوماً كلمات، كان لوقعها في كل ركن من الأركان التي ترددت فيها نتائج لامعة، قدموا بأيديهم ما نجنيه نحن اليوم، من مفردات دولة متحضرة، مستقرة، متطورة، وأصيلة العادات والتقاليد، والأخلاقيات، والسلوكات .

وذهب ذاك اليوم الذي كانوا فيه واقعاً يومياً، وغداً مملوءاً بالخير، أصبحوا اليوم ماضياً يشهد كل لحظة عبر ملامحهم المعجونة بالشموخ وتجاعيد الزمن، بأنهم لن يذهبوا مع الذكرى إلى زاوية منسية في العقول، أو ضائعة من التذكر، فهم الآباء والأجداد، هم العمود الفقري الذي لن تقصمه السنوات مهما تكالبت عليه، هم الآصالة، والعراقة، والجذور الضاربة بقوة في أعمق أعماق هذه الدولة السخية في اعترافها بالفضل لمن بنوها، وأقاموا على أكتافهم جدرانها، ورسخوا بمبادئهم قواعدها المتينة .

هم آباؤنا، وأمهاتنا، وأجدادنا الذين ما نسيتهم أو تناستهم يوماً القيادة الكريمة للدولة، قدمت لهم الكثير والعديد رداً لجمائلهم غير المحدودة، ولم تقف عند حد الاهتمام بهم من قبل دور المسنين التي يقبع الكثيرون منهم حالياً فيها، حيث وخلال الأيام الماضية زار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، العاملين في الدور وكافأهم، ليتضاعف اهتمامهم بالآباء والأجداد، وهناك أيضاً الاهتمام المقدر من العديد من الجهات الحكومية المعنية بهم، ولكن من المؤكد أن لدى بعضهم ما يمكن أن يقوله، ويطالب به، أو ما قد يتمناه ويحلم به .

فللحلم دوماً امتداد، إذ لا سقف يحده، ولا حواجز تقيده، رغم أن تلاحق سنوات العمر، وتراكمها عاماً بعد آخر، قد يضيق أحياناً من أفق خانة الأحلام، ويكبلها في حدود الأمل المتضائل المتبقي للمرء، في السويعات، وربما الأسابيع أو الأشهر التي قد يعتقد أنه ليس لعمره سواها، فينظر إلى الأحلام على كونها رفاهية لا تحق له، بعد مضي ما مضى، وبعدما لم يعد كافياً ما ظل من وقت، ليقضي منه ولو القليل في نسج الأحلام، والعيش في الخيالات، إلا أنه ومع ذلك فدائماً هناك أحلام لا تغادر إلا مع الرحيل الأبدي، فما الذي تبقى منها لديهم؟

وقبل أن نضع الأحلام على الأسطر لتروي لنا بعضا مما يعتمل منها في عقول عدد من الآباء والأجداد والأمهات، فهناك وفي جانب آخر عصي على التقبل، نجد بعضاً من هؤلاء وهم بمثابة الذكرى المتبقية من الزمن الجميل، وقد ارتفعت في وجوههم ألسنة الابن أو الابنة هذا أو تلك بقول لاذع، أو احتداد لفظي، أو تأفف وعصبية، ولا يجوز أن نتناسى كذلك أذى قد تمتد به يد الخادمة أو الخادم على كبارنا، وهم أصلنا وقاعدتنا وركيزتنا، فما نحن بالنسبة لهم سوى صور، فهل يجوز أن تتطاول الصورة على الأصل!

نحو قانون لكفالة حقوق كبار السن، هذا هو المطلب، الذي نسعى وراء البحث في مشروعيته، ووجوبه، وقبله نقف على ما يتمنونه، والخدمات التي توفرها الجهات المعنية لهم .

جالسناهم، واستمعنا إليهم، وجاءت كلماتهم خافتة، بطيئة، هادئة هدوء الحقبة الزمنية التي عاشوها، وروت ملامحهم بكل ما خلفته عليها السنوات من معاناة، وكفاح، وسعي، كل ما يمكن أن يقال، وكان للفرحة مكان في الحديث، فالابتسامة الممزوجة بالحنين إلى الماضي كانت تأتي حين سردهم بعض المواقف الماضية، ولم تكن بذاهبة إلا حين سرد موقف آخر من الجدية في تفاصيله، وأحداثه، وهكذا سارت الجلسة، ما بين شرود في ما غيبته الأيام، وما هاجر من الأمكنه مع الوقت، وما بين تمني بأن يعود جزء من الشباب، وترجع لمة الأصدقاء والأحباء والأهل لتدفئ الجوانب الخالية، وتملأ القلوب باللهفة التي كانت قديماً .

وجاءت تفاصيل حديثهم كالآتي:

الوالد محمد عباس في السبعين من العمر تحمل ملامحه الطيبة كل عبق الماضي البعيد، ورائحة العود والعنبر، تطل من عينيه نظرة ذات شجون، كان وحيد أسرته بعدما توفيت شقيقته في طفولتها، عاش معظم حياته في دولة البحرين، يتاجر ويربح فيخسر وهكذا، وعندما توفيت والدته، أقام والده في دار المسنين في الشارقة لمدة 23 عاماً، إلى أن لحقه الوالد محمد عباس عندما أصابه شلل نصفي، فجاء إلى الدار ليقيم فيها، داخل غرفة واحدة مع والده الذي توفاه الله منذ ثلاث سنوات، فخلت عليه الدنيا سوى من القائمين على الدار الذين يحوطونه بالرعاية والاهتمام، فيقضون على شعوره بالوحدة، إذ لا أقرباء ولا أصدقاء له .

سألته عما يلح عليه من ذكرياته الماضية فقال: قديماً كان الوقت غير الحالي، لم تكن هناك مدارس، ولا مستشفيات، ولا سيارات فارهة، كانت الحياة هادئة، والناس يعيشون في تآلف، وود .

أتذكر حينما كنت أذهب للسباحة في البحر مع أصدقائي، واللعب في الطرقات، والخروج إلى البر، وأحّن لأيام العيد عندما كنا نذهب إلى منطقة الرولة، التي كانت كبيرة المساحة قديماً، والبيوت فيها لا تزيد على طابق واحد فقط، فيما حالياً ازدحمت بالبنايات الشاهقة والمحال التجارية، حيث كنا نجتمع ونقضي في الرولة أيام العيد بكاملها ما بين اللعب، واللهو، وتوزيع الحلويات والمأكولات .

سألته أمنياته، فقال: الحمد لله على كل شيء، فأنا في أفضل حال مقارنة بغيري، يكفي أني أستطيع التحدث، وأبصر ما حولي، ويمكنني إطعام نفسي، وأيضاً بإمكاني الضحك، والاستمتاع بكثير من الأشياء، فالدار توفر لنا جميع متطلباتنا، ولا تقصر معنا في شيء، لذا لا أنظر إلى غيري، وأتمنى ما عنده، وهناك نكتة تقول إن رجلاً بذراع واحدة فكر في الانتحار يأساً من حياته، فصعد إلى أعلى بناية لإلقاء نفسه منها، وقبيل ذلك لمح رجلاً من دون ذراعين يسير في الشارع، ويحرك كتفيه يمنة ويسرة، فألغى فكرة الانتحار، وأسرع هابطاً ليسأل من رآه لماذا يسير فرحاً وبهذه الصورة، رغم فقده لذراعيه، فرد عليه بأن ظهره يحكه بشدة، ولكونه لايستطيع حكه، فإنه يضطر إلى تحريك جسده بهذا الشكل ليتناسى ما يشعر به، فيما لم ينقم على خسارته لذراعيه!

وعن حلمه المتبقي قال بسرعة: أتمنى أن أعود شاباً، ولكن ما ذهب قد ذهب، وهيهات أن يرجع ماكان . . هيهات!

ورحلت الرحمة

الأم شيخة راشد في السابعة والسبعين من العمر، جاءت متزينة بالعديد من الأساور والخواتم الذهبية، ولأن المرأة هي المرأة في أي عمركانت، فقد رفضت في البداية الإفصاح عن عمرها، وكررت أنها في الثالثة عشرة فقط من العمر، ولم تكن بمازحة، أكثر منها راغبة بأن تقول إنها لاتزال في مقتبل العمر .

زوجها متوفى منذ سنوات، ولم يرزقها الله سبحانه وتعالى منه بأولاد، أقامت في الدار منذ أربع سنوات، بعدما أصبحت وحيدة، ولم يعد يقيم معها سوى خادمة وسائق، ففضلت أن تقيم في الدار .

قالت: أشتاق لأهلي وأصدقائي وجيراني القدامى في أم القيوين، فكل أفراد أسرتي توفوا، ولم يتبق لي سوى ابن أخي، وبنت أختي، اللذين يأتيان لزيارتي وحدهما، ويحدثاني على الهاتف .

في الماضي كانت الرحمة تسكن القلوب، ولم يكن الجيران بمنأى عن بعضهم البعض، كانت اللمة تجمعنا، ولم يكن من الممكن أن يبيت أحد بمفرده في منزله، فجيرانه مع أطفالهم كانوا يسارعون بافتراش ساحة منزله والمبيت معه، أما اليوم، فقد رحلت الرحمة من القلوب، وحتى الخادمة تكبرت وقست .

وقالت: أحفظ كتاب الله منذ طفولتي، ولا يوجد في خاطري سواه، أهوى الجلوس مع كلمات المولى عز وجل، وقراءتها، وأحلم برحمة ربي، وأيضاً أحب التزين بالذهب، لكن ثمنه ارتفع حالياً، وبعد صمت قليل قالت: أحب الطعام، خاصة الخضراوات والفواكه، وتوقفت عن الحديث مع ابتسامة صغيرة .

شرود

الوالد عبدالله غلوم في الثامنة والسبعين من العمر، مصاب بشلل في الساقين، ويعاني الزهايمر، وثقل السمع، دخل الدار منذ ست سنوات، بعدما أبلغ جيرانه عن إقامته وحيداً في منزله، فتم إحضاره له، قال بعد لحظات من الشرود: كنت أعمل في المعمار قديماً، ليس لي سوى قريبة واحدة تأتي لزيارتي، حججت بيت الله حينما كنت بصحتي، أما الآن فلا أستطيع الحج مرة أخرى، لأن (عجلاتي مبنشرة) ويقصد سيقانه مصابة بالشلل، وضحك . . وغاب مع الشرود ثانية!

ليتني أستوي زين

الوالد إبراهيم عبد المجيد في الثمانينات من العمر، مصاب بشلل نصفي كامل، أثرّ في نطقه، فجاءت كلماته غير مفهومة، عدا في مواقع معينة من الحديث، حيث كان يكرر ويكرر ما يقوله لنلتقط ما يريد إيضاحه من قول ومنه الآتي: كنت أعمل في الشرطة سابقاً، مازلت أشتم رائحة الهواء النقي في البر الذي كنا نخرج إليه، أتمنى أن يعود لي الشباب، لأكثر من العبادة والاستغفار، وأحلم بأن تعود لي صحتي وعافيتي، لأزور مصر أم الدنيا التي أحبها، وأعشق الجلوس على نيلها، أما أكلاتها فالله أكبر عليها .

وبعد صمت قليل عاد ليقول: أتمنى أن استوي زين، لأسير إلى الحج، وأعود للعب كرة القدم، وذهب في ضحكة طويلة.

أمنية

الوالد غريب البلوشي في الخامسة والثمانين من العمر، كان يعمل في إحدى بلديات الدولة، مصاب بشلل نصفي، يقيم في الدار منذ سبع سنوات، لم يتزوج، وأفراد أسرته بالكامل توفاهم الله منذ سنوات، يعي إلى حد كبير كل ما يدور حوله، وتأتي كلماته سريعة، مغموسة في ابتسامة ثابتة، قال: أحب الدار، ولا أريد مغادرتها، ليس لي أهل، لكن الله سبحانه وتعالى هو أهلي وأسرتي، وأقربائي وأصدقائي، فقلبي عنده، لكنني أتمنى الذهاب للحج رغم أني حججت في الماضي .

أتذكر قديماً أننا كنا ننقل المياه على الدواب لنوزعها على أهل الفريج، فقد كان الكل واحد، لا فرق بيننا، فلا هذا أفضل من ذاك، كنت أتقاضى في اليوم روبية ونصف الروبية، لكن كان فيها بركة كبيرة، أما من يتقاضى اليوم عشرين ألف درهم فعليه أن ينسى الذهاب للتسوق تماماً، إذ لن تكفيه لشراء كل ما يريد!

وأتذكر أننا كنا نجتمع في القهوة الشعبية، ونقضي الوقت في الحديث والضحك والتسامر، كانت الأيام هادئة، وسهلة، وجميلة، كان لي صديق يسكن قلبي، كنا متلازمين، لانفترق، ولانختلف، أحلم برؤيته كثيراً، لكن من المستحيل ذلك، لأنه توفي، والتمعت الدموع في عينيه، رغم ابتسامته الثابتة!

وعما يحلمه، قال: لا أريد مالاً، ولا عقاراً، فقط اللسان الحلو هو ما يبقى من صاحبه، وهو الأفضل عند رب العالمين، وأيضاً لا أتمنى سنوات أخرى من العمر، كل ما أريده وأتمناه أن أذهب عند الله سبحانه وتعالى، وصمتت كلماته!

خدمات شاملة

وعن الخدمات الرعائية المقدمة لمنتسبي دار رعاية المسنين في الشارقة، وعدد المتواجدين فيها، قالت مديرته مريم أحمد القطري: الدار تضم 38 نزيلاً، أكبرهم في التسعين من العمر، وأصغرهم في الستينات، وأقدم نزيل ونزيلة لدينا يقيمان في الدار منذ عشر سنوات، فيما تتسع الدار لنحو 45 منتسباً فما أكثر، ومعظم الموجودين فيها يعانون أمراض الشيخوخة والزهايمر، والتقلبات النفسية من تعكر المزاج وغيره من العوارض النفسية التي تصيب كبار السن .

والرعاية في الدار تتنوع ما بين رعاية إيوائية دائمة وأخرى مؤقتة، فضلاً عن رعاية نهارية وأخرى خارجية، حيث وبالنسبة للرعاية الدائمة تتولى الدار إيواء كبار السن ممن تتوفر فيهم شروط القبول، من وجوب أن يكون المسن من مواطني الدولة، وألا يقل عمره عن 60 عاماً، وألا يكون له مصدر رزق خاص يؤمن كفايته، أو عائل مقتدر، وأن يكون عاجزاً، أو ذا عاهة، أو مقعداً وليس له مصدر رزق خاص، وأن يكون سالماً من الأمراض السارية، والمعدية، والاضطربات العقلية، وأن يثبت البحث الاجتماعي عجز أسرته عن رعايته وإيوائه بصفة دائمة، فيما تقدم الدار لهذه الفئة أنواع الخدمات التي يحتاجونها، من تأمين المسكن، والمأكل والملبس المناسب، كما تحيطهم بالرعاية الصحية والاجتماعية، والنفسية، والمعيشية والتأهيلية، والترويحية .

وبالنسبة للرعاية الإيوائية المؤقتة فتقدم الدار خدماتها لكبار السن ممن في حاجة إلى رعاية طبية وتمريضية، ولا تنطبق عليهم شروط الإيواء، حيث يتم إدخالهم الدار لفترة مؤقتة إلى حين زوال المشكلة، ويتمتع كبير السن خلال هذه الفترة بجميع الخدمات المقدمة للمنتسبين في الدار، فيما يشترط أن يكون سالماً من الأمراض السارية والمعدية، وأن يثبت البحث الاجتماعي حاجته إلى الإيواء المؤقت .

وهناك الرعاية النهارية حيث تستقبل الدار في الفترة النهارية كبار السن ممن في حاجة إلى القيام بفحص طبي، أو رعاية تمريضية نهارية، أو تلقي جلسات علاج طبيعي، ويتم الجلوس مع المسنين والتحدث معهم، وحضور الأنشطة الداخلية في الدار، عدا ذلك وبالنسبة للرعاية الخارجية، يتم تسجيل حالات من مختلف الأعمار والجنسيات ممن في حاجة إلى تلقي جلسات علاج طبيعي، وأخرى تأهيلية، وجلسات مساج، حيث تستقبل الدار الحالات الفردية، والمحولة من المستشفيات لتلقي الجلسات التي ينصح بها طبيب الدار، ويقوم بتحديدها، وينفذها اختصاصي العلاج الطبيعي .

ليست نهاية المطاف

ومن جانبها، قالت شريفة عبدالله آل علي رئيسة قسم الشؤون التنفيذية في الدار: نحرص على الذهاب بالمسنين أربع مرات شهرياً في رحلات خارجية إلى المراكز التجارية، والمتاحف، والمزارع والبحر، وغيره، فضلاً عن تنظيم زيارات لهم إلى المؤسسات الخاصة والحكومية لدمجهم في المجتمع، وأيضاً نصطحبهم لزيارة أقربائهم لمد جسور التواصل معهم، وحتى لا نشعرهم بأن الدار هي نهاية المطاف، ولدينا اختصاصيات في التغذية وتعاقد مع شركة خارجية، ومطبخ خاص لتحضير الوجبات الغذائية التي يحبونها، خاصة الأكلات الشعبية، والوجبات الساخنة الأخرى، وأحياناً نحضر طباخات شعبيات لإعداد الأطعمة الشعبية أمامهم .

وعن دور الدار في التعامل مع المسن الذي قد تكون لديه أملاك معينة، تستوجب المتابعة والإشراف قالت: نحو 6 أو 7 مسنين من الموجودين في الدار لديهم أملاك مختلفة من عقارات وغيرها، تتولى الدار إدارتها لهم، وتتابع العقود الخاصة بها، والملكيات وخلافه، وتحول هذه الأملاك لاحقاً حال وفاة المسن إلى المحكمة الشرعية لتحري الورثة وغير ذلك من إجراءات، فيما تمنح الدار مصروف جيب لكل مسن للذهاب إلى الجمعية التعاونية مع المشرفة وأحد مسؤولي الرعاية الطبية، لشراء ما يريده .

الرعاية المنزلية

وبالنسبة للرعاية المنزلية للمسنين قالت خلود آل علي مديرة إدارة الرعاية المنزلية لكبار السن: لدينا ستة فروع للرعاية المنزلية، ففي الشارقة توجد 10 وحدات متنقلة، يعمل عليها 44 موظفاً، يتولون زيارة 495 من كبار السن الرجال والنساء، وفي الذيد لدينا وحدتان متنقلتان تتوليان متابعة 116 مسناً ومسنة من خلال 10 موظفين، وفي المليحة لدينا وحدة متنقلة تقوم بزيارة 52 مسناً ومسنة ويعمل عليها 3 موظفين، وفي المدام يقوم 4 موظفين بزيارة 82 مسناً ومسنة في بيوتهم، وفي الحمرية تتم متابعة 89 مسناً ومسنة من خلال وحدتين متنقلتين، يعمل عليهما خمسة موظفين، وفي دبا الحصن تتولى وحدة متنقلة، وستة موظفين بزيارة 126 مسناً ومسنة، وفي كلباء تتم متابعة 276 مسناً ومسنة عبر ثلاث وحدات متنقلة، يعمل عليها خمسة عشر موظفاً، أما في خورفكان فتتولى وحدة متنقلة يعمل عليه ثلاثة عشر موظفاً، متابعة 287 مسناً ومسنة .

وعن طرق التواصل مع المسنين، بينت أن ذلك يتم عن طريق إدارة المساعدات الاجتماعية في الدائرة، والخط المجاني ،8007080 والبريد الإلكتروني، والمسجلون بالفعل يقومون بإبلاغنا عن حالات بحاجة للتسجيل ضمن خدمات الرعاية المنزلية، والمستشفيات .

أنواع الرعاية

وبالنسبة للرعاية، فمنها الدورية وهي عبارة عن خدمات اجتماعية وطبية تقدم بشكل دوري، وتقدم لكبار السن الذين يعيشون مع أسرهم، حيث تقدم الخدمات بحسب الوضع الاجتماعي والصحي لكبير السن ويكون وفق خطة الخدمات التي يتم وضعها لكل مسن على حدة .

منها ما يكون بشكل يومي، مرتين أسبوعياً، أو مرة أسبوعياً، وشهرية، أو كل 3 أشهر، ويتم وضع هذه الخطة بعد إتمام إجراءات التسجيل من الناحية الاجتماعية والصحية .

وتشمل الخدمات الاجتماعية تنفيذ برامج وأنشطة مع كبير السن، ووضع خطط علاجية وصولاً به إلى حالة الاستقلالية .

كما تشمل الخدمات الصحية التطبيب وفيها ممارس عام وطبيب نفسي، جلدي، فم وأسنان، تمريض، علاج طبيعي، صيدلية، مختبر، مساج .

وهناك الرعاية المكثفة وهي عبارة عن خدمات اجتماعية وتأهيلية وصحية تقدم لكبار السن الذين يعيشون بمفردهم أو مع الخدم، حيث يتم وضع خطة فردية علاجية تهدف بالدرجة الأولى الوصول بكبير السن إلى درجة من الاستقلالية والاعتماد على الذات، ومن أهم ما يقدم لكبير السن في الرعاية المكثفة هو تأهيل الجليس القائم على رعاية المسن وتمكينه من تقديم كل الخدمات التي يحتاجها كبير السن من جميع النواحي .

الخط المجاني

ويعتبر الخط المجاني 8007080 هو أول خط على مستوى الدولة، فيما وحال ورود اتصال على الخط المجاني في الفترة التي تلي وقت العمل الرسمي، يتم تحويله لذوي الاختصاص سواء كانت الطبيبة أو الاختصاصي الاجتماعي، ويتم توجيه ذوي المنتسب لما يجب القيام به لتخطي المرحلة التي يمر بها كبير السن، وإذا صعب حل المشكلة عبر الهاتف يتم التنسيق مع إدارة الإسعاف في شرطة الشارقة لنقل المسن إلى المستشفى إذا كان نقله بواسطة أسرته من الصعوبة بمكان . وبالنسبة لعدد الحالات التي تطلب التسجيل ضمن خدمات الرعاية المنزلية ففي ازدياد، وهناك قائمة تضم نحو 24 طلباً قيد الانتظار، ويتم إعطاء أولوية التسجيل للحالات بناء على وضع المسن وفق ما يتم ذكره في التقرير الطبي الذي يقدمه ذوو كبير السن أثناء عملية تقديم طلب التسجيل في الرعاية .

وبخصوص الصعوبات التي كانت تواجه الرعاية المنزلية للمسنين، فلقد تم تخطيها في بداية انطلاق هذه الفكرة، حيث كان ذوو كبار السن يعتقدون أن خدماتنا تتطلب وجود المسن في دار رعاية المسنين، إلا أنه بعد نشر ثقافة الرعاية المنزلية، وتوضيح الخدمات التي يمكن أن يحصل عليها المسن في منزله ووسط أفراد أسرته، أصبحنا وبشكل شبه يومي نتلقى العديد من الطلبات .

الجانب المظلم

نأتي إلى الجانب الآخر المظلم الذي يدور حول إساءات تعرض لها عدد من الآباء والأمهات، التي بدورها تستصرخ فينا الضمائر لنطالب بحماية حقهم الإنساني من خلال قانون يكفل معاملتهم بصورة طيبة دونما جفاء وقسوة، ويحاسب بشدة من يأتي على أي منهم بقول أو فعل، وذلك ليس من قبيل مكافأتهم، وتكريمهم، لأن هذا لن يكون مهما قدمنا، وسعينا، ولكن من باب الاحترام الواجب للكبير، ومن منطلق الإنسانية اللازمة في معاملة رموزنا، وأصل وجودنا .

قصص قصيرة نسردها عن وقائع إساءة تعرض لها آباء وأمهات، ليست بالعديدة، لكنها وعلى قلتها لا يجوز تمريرها، فالأرض تهتز نقمة على المتسبب في الإساءة إلى أي من الأبوين، وتكاد السماء تبكي حزناً عليهما، ويتعاظم غضب المولى عز وجل من أجلهما، وبالتالي فواقعة واحدة من هذه الوقائع لا تعادلها ألف إساءة أخرى من غير المتعلقة بها .

عزلة قاسية

أب وأم طاعنان في العمر، أقاما عند ابنهما في ملحق تابع للفيلا التي يقطنها مع زوجته، عاشا عمرهما طوال وجودهما عنده في عزلة كاملة، فما كان يطل عليهما، وما كان يسمح لأطفاله برؤيتهما، حتى الطعام كانت الخادمة تضعه على باب الغرفة التي يقيمان فيها، من دون أن تدخلها لتنظيفها، وتلبية حاجياتهما، ووصلت الوحدة التي فرضها عليهما ابنهما إلى درجة كانت تجهل فيها العجوز أسماء أطفال ولدها، وفي النهاية توفيا وحيدين في عزلتهما!

ثقة غير واجبة

عجوز توفي زوجها، وعاشت في منزلها وحيدة مع خادمة وسائق، لاحظ جيرانها قيام السائق الآسيوي بإدارة جميع شؤونها المادية والحياتية، بناء على توكيلها إياه في ذلك، علاوة على تدخله في كل شأن صغير أو كبير يتعلق بها، وبإبلاغهم إحدى الجهات المعنية عن شكهم في قيامه بسلب أموالها، وتهديدها حال اعتراضها على أي من أفعاله، وعقب البحث والتحري تبيّن تحويله جزءاً كبيراً من ثروتها إلى أسرته الآسيوية من دون علمها، إلى جانب تعديه عليها بالكلام، بالاتفاق مع الخادمة .

فتم تسفيره مع الخادمة على الفور، بعد اتخاذ الإجراءات المناسبة ضده، وتم إلحاق المسنة بإحدى دور رعاية المسنين، بموافقتها ورغبتها، بعد علمها بما ارتكبه السائق الذي وثقت به .

عقوبة وجوبية

قال المحامي أحمد إبراهيم: بداية نشير إلى أن الدولة أولت رعايتها واهتمامها بالمسن، حيث نصت المادة 16 من دستور الدولة على أن (يشمل المجتمع برعايته الطفولة والأمومة ويحمي القُصَّر وغيرهم من الأشخاص العاجزين عن رعاية أنفسهم لسبب من الأسباب كالمرض، أو العجز، أو الشيخوخة، أو البطالة الإجبارية، ويتولى مساعدتهم وتأهيلهم لصالحهم، وصالح المجتمع وتنظم قوانين المساعدات العامة، والتأمينات الاجتماعية هذه الأمور) .

كما اعتبرت المادة 102 من قانون العقوبات الاتحادي من الظروف المشددة (ب) أن ارتكاب الجريمة يتأكد حال انتهاز فرصة ضعف إدراك المجني عليه، أو عجزه عن المقاومة، أو في ظروف لا تمكن غيره من الدفاع عنه .

وهنا إحدى القضايا التي رأيتها في احدى محاكم الدولة عن قيام مواطن بالاعتداء على أبيه المسن، حيث شكا الأب المسن للقاضي قسوة ابنه، واعتداءه المستمر عليه، فضلاً عن عدم احترامه له، وقد حاولت المحكمة مشكورة إجراء الصلح بينهما، ومنحتهما فرصة لإتمام ذلك، إلا أننا فوجئنا في الجلسة التالية بحضور الأب أمام المحكمة وبكائه أمام الهيئة، وتأكيده على استمرار ابنه في ضربه، وقيامه بإتلاف المنزل .

لذا نرى وجوب إصدار قانون خاص بالمسن يكفل ويضمن له حقوقه الاجتماعية والصحية كافة، والحماية الجنائية التي تضمن عدم تعرضه لأي اعتداء من الآخرين .

ونرى أن تكون عقوبة الحبس وجوبية في جرائم الاعتداء على المسن، وأن يتم تشديد العقوبة إذا كان الاعتداء قد وقع على المسن من أحد أقاربه، على أن تنقضي الدعوى الجزائية إذا تم الصلح فيها قبل صدور حكم بات في القضية، وإذا حدث الصلح بعد صدور حكم بات فيها يجب وقف تنفيذ العقوبة .

الخادم يضربه

عجوز كان يقيم مع زوجته غير المواطنة وأطفاله، خلال زيارته منزلاً من قبل إحدى الجهات المعنية للإشراف على علاجه، لاحظ الطبيب وجود كدمات في كتفيه، وبسؤال زوجته أنكرت تماماً تعديها على العجوز، وبتحري الأمر تبين أنها تتركه وقت الظهيرة مع الخادم للإشراف عليه، وتذهب لأطفالها لمساعدتهم على مراجعة دروسهم، وغير ذلك، وبالتدقيق اتضح قيام الخادم بضرب المسن، وتعنيفه خلال جلوسه معه، فتم اتخاذ الإجراءات اللازمة معه .

دعاوى الحجر

بأخذ رأي عدد من القانونيين حول وجوب إصدار تشريع خاص للمسنين يكفل توفير الحماية الكاملة لهم، ويعاقب من يتعدى على أي منهم ولو بفعل متناه في الصغر، قال المحامي د . يوسف الشريف النائب السابق لرئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة: بداية وللأسف فقد باتت ملحوظة في المحاكم وبشكل كبير، دعاوى الحجر على الآباء، التي تنطوي على إساءة كبيرة للمسن، لما في الحجر من إهانة لتفكيره، وتقييد لتصرفاته، وأدائه، فيما ينظم القانون ما يتعلق بالتصرف في هذه الدعاوى، عدا ذلك فنحن نؤيد بشدة وضع تشريع يتعلق بكبار السن، يرعى حقوقهم، ويحافظ على مكتسباتهم في رحلة الحياة .

ومن الضروري أن يتضمن هذا التشريع مواد تلزم الأبناء، برعاية الآباء والأمهات رعاية كاملة، من خلال ضوابط وأسس محددة لهذه الرعاية، على أن يشتمل أيضاً هذا التشريع أو القانون على مواد تتعلق بالحماية الواجبة لكبار السن، ومنح الأبناء المتعسرين مادياً إعانات تساعدهم على توفير الرعاية الصحية الدورية للآباء والأمهات المسنين، من خلال عيادات الدولة، علاوة على الرعاية المنزلية التي توفرها دور رعاية المسنين لهم .

ويجب أن يتضمن التشريع أيضاً عقوبات مشددة بحق كل من يسيء لكبار السن، وتجريم من يهمل في رعاية أي من الآباء أو الأمهات، ويتخلى عن مسؤوليته في ذلك، فيما من الواجب حالياً تشديد العقوبات المقرة تجاه الاعتداء على أي من الأبوين، وعدم التهاون أو التعاطف مع المعتدي، مهما كانت الذرائع التي يسوقها، والمبررات التي يطرحها .

اللوحة الألمانية مشهد يستحق الاحترام

في طرف آخر من العالم مشهد يستحق التسجيل، لوحة إنسانية يحتل فيها المسن الواجهة، ويحقق البطولة، فيما تنسحب سنوات العمر إلى الخلفية الجدارية، لتعكس الاستهانة بمعنى التقدم في السن، فهم بمثابة الملحمة الإنسانية التي تتعامل بندية مع الزمن والسنين، فالغلبة دائماً وفي أي مكان يجب أن تكون للإنسان الذي هو سيد المخلوقات .

فالتجربة الألمانية المجتمعية في التعامل مع المسنين تثبت المقولة الألمانية الشهيرة بأن الإنسان فوق التحديات، فالشيخوخة مؤجلة في العرف الأوروبي عامة، وفي التجربة الألمانية خاصة، حيث ينظر إليها على كون النضج هو رفيق الإنسان لما بعد النصف الآخر من السبعينات، وربما بعد ذلك بكثير .

منظومة متكاملة فردية ومجتمعية، لتأجيل مظاهر الشيخوخة، لأجل غير مسمى، أو حتى لإشعار آخر، هذه المنظومة تساعد الإنسان في ألمانيا للحفاظ على إنسانيته، ومكانه في المجتمع، من التغذية السليمة، وحماية أجهزة الجسم من الداخل، حيث لايسمح لها قط بالتأكسد - الذي هو الظاهرة والعرض الذي يعجل بشيخوخة حقيقية - علاوة على الاتحاد مع الطبيعة، فضلاً عن قنوات فضائية متخصصة نفسياً وعلمياً لمخاطبة شريحة الناضجين أو كبار السن، هذه القنوات تبث على مدار الساعة، برامج متعددة في مجالات تعرف في علم الاجتماع باسم فن الحياة، وتتخذ شعاراً محتواه أن الإنسان جدير بأن يعيش على أفضل ما يكون لأنه لايزال يتحرك، يتنفس، يفكر، ويتخذ القرارات، لذا فلا مجال لشيخوخة الدماغ، حيث تحكم تماماً بأنواع مختلفة من برامج التغذية التي تعتمد على الأسماك، والمأكولات البحرية، والفواكه الحمضية، وأخرى استوائية، وغيرها مما يقي الإنسان من عطب الدماغ، المعروف طبياً باسم الزهايمر .

والجميل في الأمر أن عدداً من الإعلامين المتخصصين هم الذين يقدمون البرامج التي تعنى بكبار السن، والتي منها برامج مدروسة بدقة في مجال الجمال والأناقة، وكيفية العيش على أنقاض سنين العمر، التي لا يقهرها سوى الشعور العالي بالثقة بالنفس، فهناك نظرية في علم الاجتماع تؤكد أن عمر الإنسان ما هو سوى كيفية شعوره بالسنين، وليس بعددها .

عدا ذلك، فالمجتمع الألماني يوفر أيضاً فرص عمل مناسبة لفئة الكبار ممن تخطوا السبعين من العمر، في مقدمتها تعينهم مديرين في رياض الأطفال، وأمناء في المكتبات العامة

برنامج تكاتف للتطوع الاجتماعي . . مبادرة إيجابية

إذا كانت الجهات المعنية في الدولة لا تتوانى عن بذل ما في جهدها لرعاية كبار السن، فهنا برنامج تكاتف للتطوع الاجتماعي التابع لمؤسسة الإمارات لتنمية الشباب، وقد أعلن منذ فترة عن إطلاق مشروع تطوعي للتواصل مع كبار السن تحت عنوان ما لنا غنى عنكم، ويتضمن أيضاً فعالية بعنوان اللي ما له أول ما له تالي، وأخرى عبارة عن يوم تكاتف أسري مع المسنين، وذلك خلال الفترة من 17 أكتوبر/تشرين الأول إلى 31 ديسمبر/ كانون الأول من العام الجاري .

وهذه المبادرة الإنسانية التطوعية، التي يشارك فيه 50 متطوعاً من برنامج تكاتف، تسجل إضاءة إيجابية للبرنامج، الذي ينفذ هذا المشروع في كل من استراحة الشواب في دبي، وداري رعاية المسنين في كل من الشارقة وعجمان، وتتضمن هذه الفعالية زيارات دائمة لمراكز كبار السن، لزيادة التواصل والتخفيف عنهم، ومنحهم الشعور بروح الأسرة .

وتقول ميثاء الحبسي، مديرة البرنامج، إن الفعالية تهدف إلى تعزيز ثقافة التطوع، وتأكيد أهمية ترابط المجتمع والتواصل الإنساني، وإيجاد فرص تطوع يرغب بها الشباب ويتميزون في تنفيدها، وخلق فرص تطوعية تتسم بالالتزام والمسؤولية، موضحة أن النتائج المتوقعة منها تتمثل في جذب عدد أكبر من المتطوعين الشباب، وزيادة تفاعل المجتمع مع فئة كبار السن، وتكوين روابط إنسانية بين كبار السن والشباب، وتكوين فريق مدرب قادر على قيادة المشاريع الخاصة بكبار السن، وتطبيق نموذج مستدام لزيارات كبار السن ذي إثر عملى ملموس . وبينت أن فعالية اللي ما له أول ما له تالي تتضمن قيام كبار السن بتقديم ورش عمل، وعقد لقاءات للمتطوعين معهم يكون فيها الحوار مفتوحاً، فيما تربط هذه الورش المتطوعين بالماضي وتعزز الجانب الوطني بهم .

وتهدف الفعالية إلى إعادة ثقة كبار السن بأنفسهم، وتأكيد مبدأ تبادل الخبرات بين الأجيال، وإعطاء الفرصة للمتطوع لتحمل مسؤولية إعداد الورش والمحاضرات .

أما يوم التكاتف الأسري مع كبار السن، فيقوم خلاله المتطوعون بإعداد يوم خاص بالمسنين يدخلون فيه الفرحة على قلوبهم ويعدون خلاله فقرات، وبرامج تحقق هذا الهدف وغير ذلك .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"