«أفرابيا».. مبادرات تنتصر للشباب السوداني

تخرجهم من دائرة البطالة والإدمان
03:35 صباحا
قراءة 3 دقائق
الخرطوم: عماد حسن

عندما يأتي الحديث عن الشباب في السودان، تقفز إلى الأذهان صور ما بين بريق الذهب والموت بحثاً عنه، واللهاث وراء وظيفة، وتحشرهم نمطية الصور، في مفرق طرق، إما الهجرة إلى الخارج، أو الغوص في الداخل بحثاً عن طريق مختصر لتحقيق الأحلام، ولا تترك لهم خياراً آخر سوى الهيام ما بين وسائل التواصل الاجتماعي والسهرات الغنائية، والجلوس جوار «ستات الشاي» لشرب القهوة في جماعات حيرى، تتحدث عن أحلام موءودة، غير أن حوادث صغيرة متداولة تأخذ المستمع بعيداً عن تلك الصور النمطية.
هذه الحوادث تشير إلى أن الشباب بخير، سوى أن البطالة والمخدرات ووسائل التواصل تحيط بهم من كل جانب، وهم ينتظرون، بمواهب معطلة وأفكار واعدة، من يدلهم علي الطريق.
جائزة «أفرابيا»، وهي اختصار لجائزة الشباب العربي والإفريقي، المنظمة المستقلة التي تدافع عن حقوق الشباب وقضاياهم وتسهم في تحقيق طموحاتهم وتشجع المواهب الشبابية وتسخرها لخدمة المجتمعات، تتلمس جانباً آخر من الشباب، الذين يحفرون الصخر للخروج من دائرة التعطل والانتظار.
والجائزة التي اختتمت نسختها الرابعة أخيراً بقاعة الصداقة بالعاصمة السودانية الخرطوم، كشفت عن شباب مغادرين لخانة الانتظار، يمتلكون مواهب ورؤى ومبادرات طموحة، تواجه التحديات الاقتصادية والمجتمعية من خلال مجالات الشعر، الفنون التشكيلية، القصة القصيرة، الموسيقى والغناء، الأفلام الوثائقية القصيرة.
الذين فازوا بالجوائز العديدة في تلك المجالات، بجانب آخرين من الشباب العربي والإفريقي أثبتوا القدرة على الخروج من حالة الإحباط المفروضة عليهم، ومدّوا ألسنتهم ساخرين من تصنيفات الخمول والبطالة وعدم المسؤولية والركون إلى بدعة التواصل الاجتماعي وسهرات الغناء وجلسات القهوة.
استطاع نفرمنهم، يدخلون في الشرط العمري للجائزة، بين 18 - 35 عاماً، الثورة على نظرة العقل الجمعي الناقدة وتأكيد مقدرتهم في إبراز منتوج ثقافي وفكري يعتلي المنابر، ويسهم في حل قضايا الشباب.
وحسب لجنة التحكيم، هناك أعمال رائعة تدل على وعي مبكر وأحلام مخنوقة وتبحث عن أضواء في آخر النفق الطويل المملوء بأشواك الأزمة الاقتصادية ووخز الأسر التي تنتظر حصاد زرعها.
وحين كادت الهتافات العالية عند إعلان اسم الفنان الشاب لفقرة الختام، تعيد الصور النمطية عن سطحية وهروب إلى متع سريعة الذوبان، جاء الرد سريعاً من جمهور القاعة الشبابي، الذي تجاوب مع القصيدة الشعرية والنثر والأفلام القصيرة والمجالات الأخرى، ما يدل على ضرورة التوازن بين ما يرغب فيه الشباب من متعة وترفيه، ورغبتهم في تعلم مهارات الحياة الأخرى بدون تقاطعات، هكذا يقول مسؤول بوزارة الثقافة السودانية، بدأ ميالاً إلى تجنب وصم الصور النمطية عن الشباب.
ويعترف المسؤولون في أعلى المستويات الرسمية بالتحديات التي تواجه الشباب، ويلخصها نائب رئيس الجمهورية د.عثمان محمد يوسف كبر، وهو يخاطب مؤتمراً للشباب العربي والإفريقي، في المخدرات والبطالة، ويقر بأن الأخيرة تسهم في إثارة الكثير من المشاكل وهي بيئة صالحة لانتشار المخدرات وتعرّض الشباب إلى المخاطر.
رسمياً، تؤكد الدولة على لسان المسؤول الرئاسي، دعمها لكل خطط وبرامج الشباب وللعقول النيرة والسواعد القوية والأفكار التي تسعى لإشاعة الاستقرار وروح المحبة والسلام باعتبارهم أمل الأمة وقادة المستقبل.
وفي نقاش جانبي على هامش المؤتمر،لا يحفل عدد من الشباب بتلك الوعود ويشددون على مضيهم في شق طريقهم وحدهم، مسلحين بالعلم في حده الأدنى بشهادة التخرج، والانطلاق في دروب الحياة مصارعين العقبات .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"