عادي
إضاءات على إبداع الملائكة والشابي وموسيقا القصيدة

3 أوراق نقدية في ملتقى الشارقة للشعر العربي

01:00 صباحا
قراءة 3 دقائق

في إطار فعاليات ملتقى الشارقة العاشر للشعر العربي الذي تنظمه دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، أقيمت صباح أمس أولى الجلسات النقدية المصاحبة للملتقى، وقد دارت حول محور تحليلي لمجموعة من القصائد الشعرية، أدار الجلسة د أكرم جميل قنبس، وشارك فيها الدكتور محمد عبدالمطلب مصر والدكتور محمد مفتاح المغرب والدكتور المنصف الوهايبي تونس .

ورقة الدكتور محمد عبدالمطلب جاءت بعنوان بداية شعر التفعيلة، قراءة ثقافية فى قصيدة نازك الملائكة (الكوليرا)، اعتبر فيها قيمة هذه القصيدة في ما طرحته من مفاهيم حول قضية البدايات في الفن، فقد حددت نازك أن من يصنع البدايات يجب أن يؤسس لها نقدياً ويدعو لها الآخرين ويناقشها معهم، وأن تجد دعوته استجابة، وأن يستمر على نهج التجديد، ورأى عبدالمطلب أن الشعر العربي على مر العصور شهد تجديدات مماثلة لما قامت به نازك، لكنها افتقدت تلك الشروط التي حددتها الملائكة، وقال إن قصيدة الملائكة سعت إلى تمثيل الإحساس الشاعري، ولم ترتهن للقوانين العروضية، فقد نظمتها الشاعرة عدة مرات على الأوزان الخليلية، لكنها لم تجد في تلك المنظومات ما يستجيب لإحساسها، إلى أن استقرت على الشكل الذي أخرجتها عليه:

سكن الليل

أصغ، إلى وقع صدى الأنات

في عمق الظلمة، تحت الصمت، على الأموات

أما الدكتور محمد مفتاح فقد عالج تداخل الشعر والموسيقا من خلال مقطوعة للسان الدين بن الخطيب، واعتبر أن الشعر والموسيقا متداخلان مندمجان كاللّحمة والسَّدَى في المكونات البيولوجية والعصبية، والعصبية النفسانية؛ على أن هذا الاندماج لا يعني التماهي المطلق، لأن هناك مكونات وعناصر تُميز الشعر عن الموسيقا أبْرَزَها كثير من الباحثين .

ودرس مفتاح تجليات هذا التداخل في الشعر عن طريق ثنائية الصوت والصمت والنحو واللحن والمعنى والدلالة، ففي الصوت والصمت ذكر أن العروض العربي محكوم بنظرية النسبة والتناسب، وبمفهوم المقابل، أي الشيء ومقابله .

الدكتور المنصف الوهايبي قدم ورقة بعنوان إرادة الحياة لأبي القاسم الشابي بمداده الحيّ وخطّ يده، قدم لها بعلاقة الشاعر بثقافة عصره وشعرائه خصوصاً من جماعة أبوللو في مصر وشعراء المهجر، ومن سموا بالرومانسيين، كما تطرق إلى إرادة الحياة كمفهوم فلسفي ظهر في تلك الآونة لدى فلاسفة، ويمكن أن يكون الشاعر قرأ عنه، وتناول مفاهيم إيقاع الوزن وإيقاع الحياة أو ما أسماه بالنظم، فالقصيدة تتبع إيقاع الحياة وحسها قبل أن تتبع مقاييس الوزن .

وكانت أمسية أمس الأول من الملتقى قد تضمنت إلى جانب قصيدة الشاعر المكرم الدكتور محمد نجيب مراد، قراءتين شعريتين لكل من: الدكتور حيدر محمود الأردن المستشار الخاص لرئيس الوزراء ومسؤول الملف الثقافي في أمانة عمان، وإبراهيم بوملحة الإمارات مستشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للشؤون الثقافية والإنسانية، وقدمها الإعلامي الإماراتي محمد خلف .

وألقى حيدر محمود قصيدة الشارقة وجاء فيها:

تعاتبني . . وحق لها العتاب

فعن سلطانها طال الغياب

وما أنا من بنيها . . غير أني

ككل العاشقين، لي انتساب

ولي فيها منازل عامرات

بأهليها، ولي فيها رحاب

وفي قلبي لها ديوان شوق

وإيوان، وبستان، وغاب

هي الأرض التي كحلت روحي

بكحل عيونها، فزكا الشراب

وطاب لوارديه الماء يهمي

سخياً . . مثلما يهمي السحاب

بدوره ألقى ابراهيم بوملحة قصيدة مهداة إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة تحت عنوان أبا الفكر ومنها هذه الأبيات:

سمعت في الصبح طيراً ساجعاً غردا

يشدو بسلطان فوق الغصن صداحا

يشدو بأفعاله في الخير منتشياً

إذ قد رآها كغيم جاد سحاحا

يحدو به في الدنا لحنا يردده

فالخير للناس من راحاته ساحا

سلمت يا قائدا تبدو مكارمه

كالبدر عمّ فجاج الأرض وضاحا

فالطير غنّاك في دنياك يا ألقا

في عين ناظره هديا وإيضاحا

تبني الثقافة أزمانا وأمكنة

أضحى بها الفكر في دنياك مصباحا

بنيت شارقة الأمجاد باسمة

تهدي المنى طيّبا عشقا وأفراحا

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"