نهج زايد.. دروس للشباب

كل الأعوام مناسبات للاقتداء بسيرته
02:15 صباحا
قراءة 5 دقائق
تحقيق: أمل سرور

تمضي الأيام سريعاً، عام زايد يقارب على الرحيل ملوّحاً لنا بالوداع، حاملاً معه الأفراح والشجون وربما الآلام، ينتظر الليلة الموعودة وعقارب الساعة تقترب من الثانية عشرة ليغادرنا معلناً بداية عام التسامح.
ويبقى السؤال: هل مرت أيام عام زايد مرور الكرام علينا، أم أنه حمل خصوصية وتفرداً اكتسبهما من الأب المؤسس الذي حمل اسمه، واستفاد الشباب من الجيل الجديد بقيم ومبادئ لم يعيشوا أيامها ؟
استطلعتنا آراء بعض من الشباب، الذين أكدوا أن نهضة الوطن ما كانت لتتحقق لولا إيمان المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، بقدرات الشباب، ليؤكدوا أن كل الأعوام زايد..
البداية من عند محبوبة عبد الرحمن «مديرة المعهد الدولي للدبلوماسية الثقافية» التي تحدثت قائلة: والدنا الشيخ زايد، أحب شعبه وفتح لهم قلبه واستمع لكل ما يريدونه، حقق الكثير وأنجز الكثير، وأيقن ما يريده شعبه قبل أن يدركوا هم ما يريدون؛ لبصيرته الثاقبة ورغبته الصادقة في تحقيق الأفضل لنا؛ إيماناً منه بأن رأس المال الحقيقي هو الاستثمار في المواطن وتطويره وتوفير كل ما يريده ليشارك في بناء وتنمية مجتمعه.
وتضيف: الحب يبقى وإن رحل صاحبه، تظل أعماله، خصاله، حكمه، ذكرياته، كلها مترسخة بالأذهان، لأنها جاءت صادقة، وهكذا والدنا باقٍ في قلوبنا وسيبقى للأبد، ونتعهد بتعليم الأجيال القادمة بجهوده العظيمة وأدواره الكبيرة في تحقيق أحلام الشعب، وإن كان قد تم تخصيص عام 2018 عام زايد بإعلان من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وشهدنا الكثير من المبادرات والفعاليات التي تركز على أعمال الوالد زايد الجليلة العظيمة، الذي كسب قلوب الكثير ليس على أرض الوطن فحسب، بل الكثير من الأشخاص حول العالم، فنحن تعلّمنا من هذا العام أن نستمر على نهجه ونتعلم من مدرسته كل الخصال الحميدة ونغرسها في نفوس أبنائنا، العام الماضي كان عام الخير والعام القادم 2019 عام التسامح، كلاهما لا يمكن الحديث عنهما دون ذكر والدنا، وعام التسامح هو امتداد حقيقي لعام زايد، فبتسامحه وحّد الإمارات السبع وحقق الاتحاد ووسع العلاقات الطيبة مع دول الجوار، واهتم بنشر المحبة والسلام ونشر التسامح والابتعاد عن الكراهية بفكره المستنير ودبلوماسيته الثقافية.
عبدالله حمد «موظف حكومي»، أكد أهمية هذا العام الذي حمل معه خصوصية شديدة، فهو يحمل اسم الوالد المغفور له، ولكنه أيضاً يذكرنا ويجعلنا جميعاً نقف ونتأمل فلسفته ومجهوده، فيكفي أن يعرف الجيل الجديد من الشباب قصة الشغف الحقيقية التي عايشها الوالد المؤسس مع دولته وشعبه، فقط علينا أن نتأمل أسطورته مع الصحراء، فلقد جعل من الكثبان الرملية واحات خضراء، ينعم كل من يطأها بالراحة والأمان، كذلك عليهم معرفة معاناة الجيل السابق في تحدي طبيعة الصحراء والإمكانات المحدودة آنذاك، الأمر الذي زادهم صلابة في مواصلة المسيرة التي بدأها الآباء والأجداد..
وأشار حمد إلى ما أوصى به الوالد المؤسس قبل رحيله بنحو عام في كلمته بمناسبة اليوم الوطني الثاني والثلاثين، أبناءه المواطنين على الجد والعمل؛ للحفاظ على المكتسبات الوطنية التي حققتها المسيرة الاتحادية، والخير الوفير الذي ينعمون به، حينما وجّه حديثه بصورة خاصة إلى الشباب قائلاً: «إن ما تحقق من خير وفير لن يدوم دون مزيد من الجهد والبذل والتضحيات، إن علينا أن نكد من أجل حماية مكتسباتنا الوطنية، وتعزيز مسيرة اتحادنا، وتحقيق المزيد من العزة للوطن والرخاء للمواطن، وهذا لن يتأتى دون مشاركة بناءة وفاعلة من الجميع. لقد أصبحنا في نعمة ما كنا نحلم بها، ولذلك أناشدكم ذكوراً وإناثاً أن تبذلوا كل جهد من أجل صيانتها ورعايتها؛ حتى تحصدوا أنتم وأبناؤكم ثمارها على الدوام، إن شاء الله، عليكم ألا تدخروا جهداً من أجل العمل بكل ما أوتيتم من طاقات وإمكانات، إياكم والكسل والتقاعس والتهاون، فإن النعم لا تدوم إلا بالجهد والنشاط والعمل الجاد وشكر الله وحمده، كونوا حسبما نتوقعه منكم رجالاً ونساء تعملون من أجل بلدكم بكل جدٍّ وتفانٍ وإخلاص، إنكم اليوم والحمد لله في ذروة العز والازدهار تنعمون بالخير والاحترام، فثابروا واستمروا وتفاعلوا مع العالم الذي من حولكم، وخذوا منه ما يفيدكم وينفع بلدكم، واطرحوا جانباً ما يضركم ويسيء إلى مجتمعكم وقيمكم وتراثكم العريق.
مدرسة الإلهام
وليد الأصبحي مراسل ومحرر أخبار مؤسسة الشارقة للإعلام، يقول: عام زايد علّمنا معنى العطاء، وأحيا الصفات التي يجب أن نكتسبها من والدنا الشيخ زايد، والحقيقة أننا لن نذكره فقط في عام، فهو باقٍ وخالد في قلوب وعقول الجميع ليس لمواطني الإمارات فقط، بل لمختلف الشعوب العربية، فلا يمكن لأحد أن ينكر يده الحانية التي مُدت للجميع في مشارق الأرض ومغاربها، تعلمنا خلال هذا العام الكثير من الخصال الحميدة لزايد والتي كان يوصينا بها منذ قيام الاتحاد، ولا يمكن أن ننسى أن المغفور له قد أولى اهتماماً كبيراً لرعاية الشباب، انطلاقاً من إيمانه بأنهم عماد التنمية والتقدم في أي مجتمع، وأن نهضة الأمم في الاستثمار والارتقاء بقدراتهم وتوظيفها بشكل فاعل في تقدّمها ونهضتها، بل وحرص أيضاً على دعوة الشباب باستمرار إلى التسلّح بالعلم والالتحاق بمختلف ميادين العمل، باعتبار أن العمل شرف وواجب، لقد كان وما زال عنواناً جامعاً لكل المبادرات التي تطلقها وتنتهجها الدولة في رحلتها للعبور إلى المستقبل.
العمر زايد
حصة عيسى السويدي، محررة بمجلة الشرطة، ترى أن قيم الحق والعدل والمساواة والعطاء الإنساني ركائز أساسية في السياسة الإماراتية، وهي تلك التي زرعها بداخلنا المغفور له بإذن الله القائد والمؤسس منذ قيام اتحاد دولة الإمارات، التي تعبر بجلاء دوماً عن مواقف الدولة التاريخية تجاه قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وتعمل بجد على تجسيد قيم الخير والعطاء الإنساني، التي وضعت الإمارات في صدارة الدول الأكثر عطاء على مستوى العالم، كما تحرص دوماً على مد جسور السلام والتعايش السلمي بين الشعوب، انطلاقاً من نهج يسعى لتحقيق الخير للبشرية جمعاء.
وتكمل السويدي حديثها عن دور الوالد في دعم المرأة الإماراتية بالقول: لقد تعلمنا منه جميعاً أهمية كيان المرأة، فهو من تصدر بالنهوض بالمرأة الإماراتية، انطلاقاً من رؤية ثاقبة، حددها منذ قيام اتحاد الإمارات، بقوله: «إن المرأة نصف المجتمع، وهي ربة البيت، ولا ينبغي لدولة تبني نفسها، أن تُبقي المرأة غارقة في ظلام الجهل أسيرة لأغلال القهر». ومنذ ذلك الحين، بدأت المرأة الإماراتية تنهض بمسؤوليتها الكاملة إلى جانب الرجل في مختلف مجالات العمل، من خلال إسهامها النشط في التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على قاعدة المساواة والتكافؤ في الحقوق والواجبات، وفي إطار من الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، والشريعة الإسلامية السمحاء، والعادات والتقاليد المتوارثة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"