توماس غزة: هوايتي أن أتحدى نيوتن

يرص الحجارة دون أن يسقط واحداً
03:49 صباحا
قراءة 3 دقائق
غزة: أحلام حماد

منذ شهور قليلة، نشأت علاقة صداقة من نوع فريد بين الشاب أحمد العوضي والبحر وحجارته، فهناك على بحر غزة، بدأت حكاية أحمد مع هوايته الغريبة في تحدي الجاذبية.
يقضي أحمد الملقب ب «توماس غزة»، ساعات على شاطئ البحر، يجمع الصخور والحجارة، لممارسة هوايته في فن مقاومة الجاذبية، وينجز أشكالاً تثير الدهشة تعتمد على كسر قواعد الجاذبية الأرضية.
ويعتبر أحمد، وهو طالب في الثانوية العامة، نفسه أول من يمارس هذا الفن على مستوى فلسطين، وأحد قلة ممن يمارسونه على مستوى العالم.
يقول أحمد: بدأت أمارس هذه الهواية منذ شهور قليلة وأتقنتها رغم البداية الصعبة في تعلم هذا الفن، بسبب اعتماده على قواعد فيزيائية.
تحدي الجاذبية
بدقة وتركيز، يرص أحمد الصخور والحجارة مختلفة الأشكال والأحجام بطريقة عجيبة فوق بعضها بعضا دون أن تسقط أرضاً، يقضي فيها وقتاً طويلاً، لينتج أشكالاً فنية إبداعية تبدو مستحيلة.
وأوضح أحمد أن ممارسة هذا الفن يتطلب الهدوء وعدم الالتفات لأي مؤثرات خارجية، كونه يعتمد بالدرجة الأولى على ما يُعرف ب«فن التوازن» أو «خدع الجاذبية»، وتقوم هذه الهواية على تحدي الجاذبية من خلال موازنة الأجسام فوق بعضها بعضا بطريقة تشد انتباه من يشاهدها.
وعن كيفية اكتشافه لهذا الفن، وبداية تعلقه به كهواية، يقول أحمد إنه تعرف عليه للمرة الأولى من خلال تصفحه للإنترنت، ومتابعته للأشخاص القلائل حول العالم الذين يمارسونه، والذين لا يزيدون عن العشرة، وشيئاً فشيئاً تعلق بهذا الفن كهواية.

تفريغ نفسي

ويجد أحمد في ممارسة هوايته الملاذ الأول له لتفريغ الضغط النفسي لديه، والخروج من هموم الحياة وأثقالها، ويقول: «ينتابني شعور رائع، وراحة نفسية، حينما أبدأ بوضع أولى الصخور فوق بعضها بعضا».
ويفضل أحمد ممارسة هوايته في ساعات الصباح الباكر، كونها تتطلب أن يكون الإنسان في كامل نشاطه وطاقته، بعيداً عن الإرهاق والتعب، كي يستخدم تركيزه كاملاً في تنفيذ الشكل الذي يريده في تحد للجاذبية.
ورغم أن أحمد يفضل البحر لممارسة هوايته المفضلة، إلا أن عشقه لها يجعله يمارسها حتى في البيت وباستخدام وسائل أخرى غير الصخور مثل الزجاجات الفارغة لتصميم مجسمات ولوحات فنية.

معوقات وطموح

واجهت أحمد معوقات عدة منذ بداية ممارسته لهذا الفن الغريب، أبرزها سخرية البعض والتقليل من أهمية ما يقوم به، وأنها هواية بلا فائدة ومضيعة للوقت، وتلهيه عن دراسته ومستقبله كونه في الثانوية العامة، التي تحتاج إلى وقت طويل من الدراسة والمتابعة.لم يكترث أحمد للمحبطين، وتمتع بالعزيمة والإصرار، وظل يمارس هوايته التي أحبها، ويقوم بنشر أعماله عبر حساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أصبح يتابعه الآلاف ويبدون إعجابهم وانبهارهم بلوحاته الفنية.
ويقول: «سأستمر بممارسة هوايتي، ولن أهتم بما يُقال لي، وفي نفس الوقت أهتم بدراستي الثانوية، فمع الوقت والتمرس أصبحت أستغرق نصف ساعة فقط لإنتاج العمل الفني الذي كان يتطلب مني في البداية ست ساعات وأكثر».
وأضاف: اكتشفت أن ممارسة هذا الفن يساعد على الدراسة ولا يتعارض معها، فهو يعمل على تقوية الذكاء العقلي، خاصة أنه يحتاج إلى صفات كثيرة، كالتركيز، والدقة، والصبر، والهدوء.
ويطمح أحمد في الاستمرار في تنمية موهبته وابتكار حركات جديدة، من أجل الوصول إلى العالمية وتمثيل فلسطين عبر المشاركة في مسابقات دولية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"