عادي
في ختام أسبوع حافل بالتقلبات

الأسواق العالمية تخرج من الاضطراب و"وول ستريت" تستعيد الخسائر

04:23 صباحا
قراءة 6 دقائق

لملمت تداولات اليوم الأخير في بورصة وول ستريت جراح الأسهم حيث ارتفع مؤشر داو جونز للمرة الأولى في 5 أيام بدعم بيانات ثقة المستهلك في الولايات المتحدة، إلى جانب تكهنات بأن الاحتياطي الفيدرالي سيدعم النمو بمزيد من إجراءات التحفيز النقدي .
وأغلق مؤشر الداو جونز الصناعي مرتفعاً للمرة الأولى في سبع جلسات بحوالي 263 نقطة أو 6 .1% عند ،16380 لكنه حقق خسائر أسبوعية نسبتها 1%، وارتفع ناسداك إلى 4258 لكنه خسر 4 .0% كما ارتفع ستاندرد آند بورز إلى 1886 نقطة، لكنه سجل رابع خسارة أسبوعية ضمن أطول سلسلة خسائر من 2011 .
كما ألقت تداولات اليوم الأخير في بورصة وول ستريت بظلالها على مؤشرات الأسهم الأوروبية، حيث ارتفع مؤشر فوتسي 114 نقطة، وكاك الفرنسي 114 نقطة وداكس 267 نقطة .
وكانت الاضطرابات والخسائر قد سيطرت على المؤشرات في الولايات المتحدة والدول الأوروبية .
كانت الأسواق الأمريكية اتجهت لتحقيق أفضل جلساتها يوم الجمعة، حيث ارتفعت الأصول الخطرة بشكل كبير في نهاية أسبوع يسعد الكثير من المشاركين فيه بأن يضعوه وراء ظهورهم .
وبدورها استعادت الأسهم الأوروبية، والسندات الهامشية في منطقة اليورو، والسلع الصناعية هي الأخرى أراضي كانت فقدتها، في وقت وفرت فيه تعليقات من "حمائم" في الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي)، بعض الطمأنينة التي تمس إليها حاجة المستثمرين الفزعين من الاضطرابات التي شهدتها الأسواق خلال الجلسات الأخيرة .

تباطؤ النمو العالمي
ويعزو العديد من المعلقين الاضطراب الذي حدث في الأسواق خلال الأسبوع الماضي إلى تكثيف المخاوف بشأن تباطؤ النمو العالمي، والتضخم، ومدى فعالية استجابات سياسات البنوك المركزية لها .

مخاوف جيوسياسية
وقال أدريان ميلر، مدير استراتيجية الدخل الثابت في "جيه إم بي سيكيوريتيس": "لسوء الحظ فإنك عندما تدمج موضوع النمو بالنسبة للبنك المركزي، مع المخاوف بشأن وباء "إيبولا"، وانهيار أسعار النفط، والمخاوف الجيوسياسية، فإنها تتولد لديك الحالة التي يقوم فيها السوق ببيع الأصول الخطرة بشكل عشوائي عبر مختلف فئات الأصول والنطاقات" .
وضربت موجة من البيع أسواق الأسهم عبر العالم خلال الأسبوع الماضي كرحلة نحو الأمان، مع ارتفاع المخاوف من أن الاقتصاد الأمريكي قد لا يكون محصناً ضد تباطؤ النمو والتضخم الواقع التي بدأت رؤيتها في كل مكان، وهو ما قاد العائدات على سندات الحكومة عالية التقييم للانخفاض بحدة .
وفي الواقع، فعند إحدى النقاط يوم الخميس، انخفض مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 8 .9% من مستوى قياسي لحظي عالٍ خلال يوم الخميس سجله قبل أربعة أسابيع، وهو ما وضعه في حافة الدخول في منطقة "تصحيح" رسمية، ودون المستوى الذي بدأ به العام.

عائد سندات الخزانة
وفي الأثناء انخفض عائد سندات الخزانة الأمريكية لعشر سنوات القياسي تحت 2% للمرة الأولى منذ منتصف العام 2013 يوم الأربعاء، حين دفعته موجة شراء محمومة نزولاً بمقدار 35 نقطة أساس في غضون دقائق .
وتفاقم المزاج الهابط مع تزايد المخاوف حول منطقة اليورو، مع ارتفاع عائدات الديون السيادية اليونانية وسط مخاوف بشأن الوضع السياسي في أثينا .
ولكن في ختام التعاملات الأمريكية في نيويورك يوم الجمعة، كان مؤشر الأسهم "إس آند بي 500" مرتفعاً بنسبة 3 .1% عند 1886 نقطة، ليسجل ثالث أكبر ارتفاع له في يوم واحد خلال العام ،2014 وهو ما تركه منخفضاً بنسبة 1% فقط في الأسبوع ومنخفضاً بنسبة 6 .6% من أعلى قمة له على الإطلاق .

الأسواق الأوروبية
وعلى صعيد الأسواق الأوروبية، ارتفع مؤشر "يوروفيرست 300" في بورصة لندن، بنسبة 8 .2% إلى 17 .1280 نقطة في أكبر ارتداد يومي منذ 30 نوفمبر/تشرين الثاني ،2011 وكان حجم التداول على المؤشر عند أعلى مستوياته منذ 15 يونيو/حزيران ،2012 مقلصاً خسارته خلال الخمسة أيام الماضية إلى 1% .
وساعد تخفيف النفور من المخاطرة أيضاً في دفع عائد سندات الخزانة لعشر سنوات كذلك للأعلى بمقدار 5 نقاط أساس يوم الجمعة إلى 20 .2%، مما يجعله أدنى بمقدار 9 نقاط أساس خلال الأسبوع، في حين ارتفع معادله، عائد سندات الحكومة الألمانية، بمقدار 4 نقاط أساس في اليوم إلى 86 .0%، بعد أن بلغ مستوى قياسياً متدنياً دون 72 .0% يوم الخميس، ومنخفضاً بمقدار 4 نقاط أساس في الأسبوع .

السندات اليونانية
أما عائدات السندات اليونانية لأجل 10 سنوات، والتي كانت قفزت فوق 9% خلال الأسبوع، فقد انخفضت بشكل حاد يوم الجمعة لتقف قليلاً فوق نسبة 8% .

حوافز جديدة
جاء أحد الحوافز التي عكست مسار المشاعر في السوق من قبل "جيمس بولارد"، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في "سانت لويس"، وأحد "الصقور" السابقين في المجلس، عندما أشار إلى أن على البنك المركزي الأمريكي النظر في تأخير إنهاء برنامجه لشراء السندات، الذي من المتوقع على نطاق واسع أن يتم الإعلان عنه في اجتماع لجنة السوق المفتوحة للمجلس في وقت لاحق من الشهر الجاري .

المناخ الإيجابي
قال ديريك هالبيني، الرئيس الأوروبي لأبحاث السوق العالمية في "بنك أوف طوكيو ميتسوبيشي يو إف جيه": "في حين أن أثر التعليق كان ملحوظاً بالتأكيد، إلا أنه يبقى من المشكوك فيه ما إذا كان رأي بولارد ينطوي فعلاً على فرصة للاتفاق على التأخير، وبطبيعة الحال فإن الكثير يعتمد على كيفية تصرف الأسواق في أيام الاجتماع، ولكن رأي بولارد حول الاقتصاد والسياسة يمكن وصفه على أقل تقدير بأنه "مائع" .
وتعزز المناخ الإيجابي في الأسواق مع ظهور نتائج دراسة أمريكية حديثة واسعة النطاق، أظهرت ارتفاعاً كبيراً في ثقة المستهلكين في شهر أكتوبر/تشرين الأول إلى أعلى مستوى في أكثر من سبع سنوات؛ وكذلك بيانات الأرباح القوية من قبل الشركات والمجموعات الصناعية الكبرى في الولايات المتحدة .
وعلاوة على ذلك، أشار بينوا كويير، عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، إلى أن عمليات شراء الأصول ستبدأ في غضون أيام .
وظهرت المزيد من العلامات في يوم الجمعة، على أن مسؤولي البنوك المركزية قد لاحظوا المخاوف في الأسواق بشأن مخاطر تشديد السياسة في ظل المناخ الاقتصادي الحالي .

بيانات ضعيفة
قال أندرو هالدين، كبير الاقتصاديين في "بنك إنجلترا"، إن البيانات الضعيفة الأخيرة في المملكة المتحدة تعني أن أسعار الفائدة ربما من الأفضل أن تظل منخفضة لفترة أطول .
بينما قال آلان مونكس، الاقتصادي في بنك "جيه بي مورغان": "في حين لم تتبخر تماماً احتمالات زيادة المعدلات في الربع الأول من عام ،2015 تشير تصريحات هالدين إلى أن البيانات قد تحتاج لأن تصبح أقوى مما نتوقعه لتقديم أول زيادة في سعر الفائدة على هذا الجدول الزمني" .

صعود الدولار
انتقل الدولار مرة أخرى إلى المسار الصعودي يوم الجمعة، بعد انجرافه للأسفل في أغلب جلسات الأسبوع مع رفع الاضطراب في الأسواق لوضع "الملاذ" بالنسبة للين .
وكانت العملة الأمريكية مرتفعة بنسبة 6 .0% مقابل الين يوم الجمعة، عند 92 .106 يناً مقابل الدولار، ولكنها أقل بنحو 7 .0% خلال الأسبوع . وسجل اليورو انخفاضاً بنسبة 4 .0% خلال يوم الخميس، ولكنه أعلى بنسبة 1% في خلال الأسبوع، عند 2759 .1 دولاراً لليورو الواحد .
وقدمت النبرة الضعيفة للدولار خلال الأسبوع، وحركة السعر المضطربة في الأصول الأخرى، بعض الدعم للذهب؛ وعلى الرغم من انخفاضه بمقدار دولار يوم الجمعة، ليغلق عند 1237 دولاراً للأونصة (الأوقية)، إلا أن المعدن النفيس تمكن من تسجيل ارتفاع بمقدار 14 دولاراً في خلال فترة الخمسة أيام الماضية .

الجنيه الإسترليني
تحرك الجنيه الإسترليني قليلاً من هذه التصريحات المشجعة من قبل مسؤولي البنوك المركزية الأوروبية والأمريكية، وفي الواقع كان الجنيه، عند 6084 .1 دولاراً، ثابتاً أمام الدولار في خلال اليوم الأخير للتعاملات وطوال الأسبوع على حد سواء .

حركة النفط
ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة، مرتدة من أدنى مستوياتها في أربع سنوات، حتى مع تحقيقها رابع خسارة أسبوعية لها على التوالي، مع عودة المستثمرين للشراء مرة أخرى في السوق التي قالوا إنها كانت بلغت ذروة البيع، مع رفع القتال الدائر في العراق المخاطر الجيوسياسية .
وسجل مزيج خام نفط برنت ثباتاً خلال جلسة الجمعة، بعد أن لامس أدنى مستوياته التي حققها في أربع سنوات، في حين برزت المخاوف حول تباطؤ محتمل في الطلب .
وكان مزيج الخام القياسي العالمي للعقود تسليم ديسمبر/كانون الأول مرتفعاً بمقدار 34 سنتاً ليغلق عند 16 .86 دولار للبرميل، بعد أن انخفض قليلاً لما دون علامة 83 دولاراً يوم الخميس، أي منخفضاً بنحو 28% أدنى من ذروة 115 دولاراً التي حققها في يونيو/حزيران .
وسجلت العقود تسليم نوفمبر/تشرين الثاني ارتفاعاً قدره 5 سنتات إلى 75 .82 دولار عند التسوية .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"