هل تطيح الهواتف الذكية بالحواسيب المحمولة ؟

00:03 صباحا
قراءة 4 دقائق

هل سيكون جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بك هاتفاً ذكيا؟ إن الفكرة ليست مجنونة كما تبدو . ففي العقد القادم، سوف تكتسب الهواتف المحمولة إمكانات تجعلها بدائل مناسبة لأجهزة الكمبيوتر المكتبية والمحمولة التقليدية .

الهواتف هي بالفعل أكثر شعبية من أجهزة الكمبيوتر الشخصي . وهناك أبحاث قام بإجرائها معهد Canalys توضح أن شحنات الهواتف المحمولة العالمية لعام 2011 تفوقت على شحنات الكمبيوتر الشخصي للعملاء - ومنها أجهزة الكمبيوتر المكتبي، وأجهزة الكمبيوتر المحمول، وأجهزة النوت بوك والأجهزة اللوحية - للمرة الأولى .

ويقول أحد محللي شركة كاناليس، كريس جونس: إن إتاحة الهواتف الذكية بشكل أكبر وبأسعار أقل ساعد بشكل كبير للغاية، ولكن كان هناك اتجاه كبير إلى زيادة شهية المستهلكين لتصفح الإنترنت، واستهلاك المحتويات والمشاركة بتطبيقات وخدمات على الأجهزة المحمولة .

وعلى الرغم من أن كاناليس يتوقع انخفاض نمو الهواتف الذكية في عام ،2012 مع تركيز الموردين بشكل أكبر على الأجهزة المحمولة الممتازة التي تحقق أسعاراً أعلى، فلا شك في الحقيقة القائلة إن الهاتف المحمول أصبح جهاز الحوسبة المفضل في العالم .

فهل سيمثل الهاتف الذكي في الوقت الحالي بديلاً عن الكمبيوتر المحمول أو الكمبيوتر المكتبي؟ ربما لا . فإذا كنت تعمل في المكتب، على سبيل المثال، وتقضي معظم يومك مدفوناً بين الأوراق، والمستندات والعروض التقديمية - بعبارة أخرى، العمل الذي يصرخ للحصول على شاشة كبيرة ولوحة مفاتيح ذات حجم كامل - فإن الهاتف كمفهوم كمبيوتر شخصي لا يعوضه .

ومنذ أقل من عامين، تنبأ المدير التنفيذي لشركة موتورولا سانجاي جيها، الذي يشغل في الوقت الحالي منصب المدير التنفيذي لشركة موتورولا للنقل، بأن الهواتف الذكية سوف تحل محل أجهزة الكمبيوتر المحمول في الكثير من المشروعات في غضون أعوام قلائل . ومن المبكر جداً القول ما إذا كان توقيت جيها صحيح، ولكن التكنولوجيا التي تظهر تقلص الهوة بين الهاتف والكمبيوتر .

فمثلاً تقنيات الشعور بالحركة مثل Microsoft's Kinect قد تنتقل آخر الأمر إلى الهواتف الذكية، ومن المحتمل أن تحرر مستخدمي الهاتف من مشقة التلاعب بلوحات مفاتيح الشاشات والأيقونات والقوائم التي تجهد العين .

وفي الواقع فإن انتقال مستشعر Kinect إلى الأجهزة المحمولة قد بدأ فعلاً . وقد أفادت تقارير بأن شركة أسوس تعكف على تطوير أجهزة كمبيوتر محمول تعتمد على نظام ويندوز 8 ولها مستشعرات Kinect تقع أعلى الشاشة وهو المكان الذي يتم وضع كاميرا الويت فيه في العادة .

صحيح، أنه من غير المرجح أن المستخدمين سوف يرغبون في عمل إيماءات بشكل كبير أمام هواتفهم، ولكن Kinect، من خلال العمل مع كاميرات الهواتف الذكية التي تشهد تحسناً مطرداً، يمكنها شحذ قدرتها على تفسير الإيماءات الصامتة . وهناك مساحة للتحسن هناك .

وهناك تقنية ناشئة أخرى وهي تقنية التعرف إلى الأصوات وهذه التقنية يمكنها أن تجعل الكمبيوتر المحمول (في الغالب) عقبة . فنحن بالفعل نشهد محاولات قليلة في هذا المجال - مع كون ضوابط الصوت Siri التابعة لآبل في أجهزة iPhone 4S هي أوضح مثال على ذلك . ولكن مدخلات الكلام هي في مرحلة البداية فقط، وعملية تجهيز طاقة المعالجات المحمولة التي تتزايد باستمرار سوف تساعد في تطويرها . والهواتف رباعية النواة، مثل جهاز LG X3 and HTC Endeavor الذي تدور حوله الشائعات، ينبغي أن يصل هذا العام . كما أن رقاقات المحمول المتقدمة ومنها مصفوفة Qualcomm's Snapdragon S4 بسرعات للساعة تتراوح من 5 .1 غيغاهيرتز و5 .2 غيغاهيرتز سوف تظهر قريباً .

مشكلة الشاشات الصغيرة

إن أكبر نقطة ضعف في الهاتف الذكي كجهاز كمبيوتر بديل عن الكمبيوتر المحمول هو شاشته الصغيرة . وحتى الهواتف الضخمة مثل هاتف Samsung Galaxy Note، بشاشته التي يبلغ حجمها 3 .5 بوصة بدقة 1280#215;800 بيكسل، تعد صغيرة بمعايير الكمبيوتر المحمول .

وأحد الحلول الممكنة هو: أجهزة البيكو بروجيكتور المدمجة التي تحل مشكلتين خاصتين بتسهيل العمل وهما: لوحات المفاتيح والشاشات . وكما يتضح من خلال هاتف Mozilla Seabird، فإن الجهاز المحمول المزود ببروجيكتور يمكنه أن يعرض لوحة مفاتيح افتراضية على سطح الطاولة، وأيضاً يمكنه عرض صورة عالية الوضوح على جدار قريب . ويمكن لمفاتيح التحكم في الحركة أن تتحقق من الأعمال التي تتم عن طريق لوحة المفاتيح والماوس .

وهناك تقارير تقول إن الهواتف الذكية المزودة ببروجيكترات هي تحت التطوير في شركة أبل وفي أماكن أخرى، ولكن من الصعب إيجاد طرز الشحن . ومن الأمثلة على ذلك جهاز Samsung i8520 Beam، وهو هاتف أندرويد بسعر 800 دولار مزود بجهاز بيكو بروجيكتور Texas Instruments DLP . (وجهازي كميوتر محمول من نوع Fujitsu Lifebook، وS761 وP771 تحتوي على أجهزة بروجيكتور تنزلق للخارج أيضاً) .

وعلى الرغم من ذلك فإن أجهزة البيكو بروجيكتور ليست مثالية، وإلا فماذا لو لم تكن هناك طاولة، أو طبق، أو جدار فارغ لعرض صورة عليه؟ كما تظهر المسائل المتعلقة بالخصوصية . فشاشة الكمبيوتر المحمول توفر درجة ما من الخصوصية، ولكن الصورة المعروضة تظهر ليستمتع بها الجميع أيضاً .

وقد يكون لديك تساؤل: ماذا عن الأجهزة اللوحية؟ ألا يمكن أن تحل محل الحواسيب المحمولة بسهولة تامة؟ ربما، ولكن تظل مسألة الحجم مع الجهاز اللوحي . كما أن الهواتف الذكية، بأبعادها الرقيقة والخفيفة والمناسبة للجيب، تعد مناسبة بشكل أفضل على المدى البعيد لتحل محل الكمبيوتر الشخصي بالشكل الذي نعرفه .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"