الخطأ مع سبق الإصرار

الخطأ من أي إنسان مقبول بشرط ألاَّ يكون متعمداً، أو ألا يكون قابلاً للنقاش عندما يحاول مَن حولك تنبيهك أو حسابك عليه، فلابد أن تحسب حساب الآخرين فيما تقوم به. ولعل أكبر مشكلة تواجهنا اليوم في منظومة كرة القدم الإماراتية، هي التعنّت والإصرار على قرارات ربما تكون غير صحيحة، وهنا أقصد بشكل مباشر، القائمين على التخطيط وإصدار القرار في اتحاد الكرة، ولا أقصد ابن غليطة بشخصه؛ وإنما أعضاء الجمعية العمومية بوصفها المظلة الأعلى. وعندي تساؤلات كثيرة حول ما يمتلكه أعضاء الاتحاد، ويعلّمونه لأعضاء الجمعية العمومية ولا يريدون الإفصاح عنه، لربما وقفنا معهم إذا اقتنعنا بما هم قانعون به!؟
هناك معطيات تجعل الناس تتساءل: مالذي حدث في كرة الإمارات؟
أولاً: لماذا كان الإصرار على المدرب الإيطالي زاكيروني، على الرغم من عدم نجاحه؟، فكل الناس كانوا ولا زالوا مصدومين من حكاياته، وبسبب هذا المدرب أصبحنا أضحوكة للأسف. وثانياً: ما يحدث من بعض الحكام في دوري الخليج العربي، يجعل الشكوى من التحكيم قضية متجددة من موسم لآخر، فهل ما يتم بتخطيط أيضاً من الاتحاد الموقر؟
من جانبي لا أعتقد، ولكن الاتحاد من المفترض أن يكون عنده من الخبرة ما يكفي لتلافي كل هذه العيوب التي تشوه سمعتنا الكروية، وما يحزّ في النفس هو أن الدولة تُنفق الملايين لتحسين عمل المنظومة الكروية، فمن خلال اعتماد تقنية «الفار» المكلفة مثلاً، من المفترض ألا نصادف الأخطاء إلا نادراً، ولكن العكس حاصل، والمحصلة تقول إن حكامنا بدأوا يفقدون الثقة في أنفسهم، ودلالة ذلك أنهم إما أن يُصروا على أخطائهم أو يلجأوا إلى «الفار» في كل قرار مهم، ما يجعلنا نتساءل عن آلية الاستخدام والجدوى منه، والكوادر التي تتولى تنفيذه؟ فهو ليس للتباهي بوجوده بين الاتحادات الكروية الأخرى!
من الأمثلة الجميلة التي يمكن الاستشهاد بها في كيفية استخدام «الفار»، تلك الحركة الذكية جداً من الحكم الأجنبي الذي أدار ديربي أهلي جدة، واتحاد جدة، الصعب، فعندما تم تسجيل هدف سينمائي من النجم السوري عمر السومة، لاحظ الحكم بوادر مشكلة للتشكيك في صحة قراره، فطلب تدخل «الفار» وشاهد لقطة الهدف مرتين وأقنع الجميع عملياً، أنه متأكد من قراره وأن الهدف صحيح مئة بالمئة، والدرس حاضر لحكامنا حتى يُعززوا قراراتهم إن كانت صحيحة، أو يتراجعوا عنها إذا كانت خاطئة، مثلما حدث مع الفجيرة مؤخراً في مباراته مع الشارقة؛ لأن خطأ من هذا النوع قد يُضيّع جهود موسم بأكمله.