يوم أسود

02:32 صباحا
قراءة دقيقتين

حسن بن حمودش

* إنه يوم أسود في تاريخ الكرة الإماراتية، ومن أصعب الأيام التي مرت على كرة بلادي العزيزة، وعلى كل من سكن في ربوعها، لن ننسى هذا اليوم ولن ننسى زاكيروني الذي تعمد أن يطبق نظريات البعد الثالث الفاشل، وطريقة لعبه العقيمة التي لا تمت لكرة الإمارات بصلة، لقد فجع قلوبنا بأسلوبه وطريقته التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وقد بعث فينا الأمل عندما حدته الظروف والبطاقات الصفراء على اللعب بطريقة أبناء زايد ألا وهي الوقوف نداً لند.
* والجمهور لا يعنيه ما أقصد، ولكن من تعلق قلبه بالمستديرة يعلم ما أقصده الآن وليس غداً، فقد آن الأوان للعمل بجد واجتهاد والبعد عن الشللية والمصالح الخاصة وآن الأوان للبحث والرصد ومحاسبة المقصرين، ليس بالتجريح ولا بالتشهير ولا بالتعنيف، ولكن بإبعادهم عن الساحة لأنها لا تحتمل العبث مستقبلاً، ويجب البحث عن كوادر أخرى تتمتع بالعلم والمعرفة والكفاءة وقادرة على مواجهة المهمات الصعبة، بعيداً عن عناصر عالم التملق والنفاق والتطبيل ممن يبحثون فقط عن الرفاهية والامتيازات والسفر على الدرجة الأولى والسكن في أرقى الفنادق، وأحياناً «السمسرة» والعمولة عبر الصفقات الخاصة.
* من يعشق أرض زايد سيصبر وسيتعب وسيكتب التقارير والملاحظات، التي طالما نوهنا بها كثيراً، نحن نكتب ولكن لا نجد من يقرأ، وأحياناً نسلم ونقول هذا قدرنا، ويجب أن نؤديه على أكمل وجه ولكن إلى متى سيظل التواصل مفقوداً؟
طلبنا برامج تهتم بالقاعدة، وطلبنا خبراء لكي يضعوا الخطط للأندية في مدارس الكرة، وطلبنا تصحيح وضع الهرم المقلوب، وطالبنا بإحكام الرقابة على الأندية ومصروفاتها، وطالبنا بعودة دوري المدارس، وأيضاً طالبنا بتدريب وتأهيل الكشافين الحقيقيين، لدرجة أننا طالبنا بالعمل معهم بالقطعة بحيث يحصل الواحد منهم على حوافز مجزية في حال تقديم موهبة تستحق، لقد أصبحنا نبحث عن النتائج بأي ثمن بغض النظر عن وجود رؤية أو استراتيجية عامة تحقق أهداف الوطن.
* منتخب الإمارات رمز كبير يمثل قلب كل مواطن ومقيم، وقد كان الضحية في هذا اليوم الأسود، وأقولها للمرة المليون لن تفلح الجهود في غياب الرؤية والرقابة والمحاسبة، فهؤلاء «المنتفعون» عندما يطيح الفأس الرأس يختفون ويصمتون، ويتركون الدموع تنزف بغزارة من عيون الجماهير المخلصة، وهؤلاء فقط من يجب علينا جبر خواطرهم.
* الخسارة أياً كانت النتيجة، ليست نهاية العالم، فهي ليست أثقل من هزيمة البرازيل من ألمانيا في كأس العالم التي نظمتها البرازيل وهي أفضل بلد في كرة القدم، لكن المهم أن يتم استيعاب الدرس وتغيير معطيات هذا الواقع الأليم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"