رسائل زائفة

04:54 صباحا
قراءة دقيقتين
منى البدوي

يتعرض كثيرون يومياً لسيل كبير من الاتصالات الهاتفية أو رسائل «الواتس أب» يتسبب في تدفقها شخص تدفعه «التسلية»، أو لأسباب لا يمكن تبريرها، لتجد نفسك في مأزق لا يمكن الخروج منه سوى بإغلاق الهاتف، ما قد يصاحبه تعطل المصالح الشخصية أو استبدال الشريحة الهاتفية بأخرى لضمان عدم تكرار الأمر خاصة أن البعض يقوم بإعادة نشر الرسائل وإن كانت قديمة.
بين حين وآخر تطل علينا رسائل من خلال «الواتس» مزودة بمعلومات زائفة أغلبها تتضمن أعمالاً خيرية مثل فرد يتبرع بكراسي متحركة وآخر يقدم مساعدات عينية وآخر يقوم بالمساعدة في دفع تكاليف زواج وغيرها من الرسائل المزودة بأرقام هواتف أفراد لا يعلم أصحابها عن الأمر شيئاً، حيث يجدون أنفسهم مضطرين للتعامل مع موقف وضعهم فيه شخص تصرف ب «عبث» ودون أدنى شعور بالمسؤولية أو بفداحة الفعل الذي قام به، والذي لا يتضرر منه الشخص صاحب الرقم فقط بل أيضاً أصحاب الحاجة المذكورة سواء كانت مساعدات عينية أو غيرها.
يقع بعض أفراد المجتمع ضحية سلوكيات هذه النوعية المستهترة من البشر الذين يضعون أرقام هواتف أشخاص - دون علمهم - ضمن رسائل زائفة يتم بثها من خلال وسائل التواصل الحديثة، تحمل في مضمونها عبارات تلامس احتياجات بعض أفراد المجتمع. ولأن «صاحب الحاجة أرعن»، وبسبب ما توفره التقنيات الحديثة من سرعة بث الرسائل خلال ثوان معدودة لتصل إلى عدد كبير من الأشخاص، يجد صاحب الرقم نفسه أمام موجة مكالمات تحتاج إلى جهاز رد آلي للتعامل معها.
بالرغم من العقوبات المغلظة والرادعة لهذه النوعية من السلوكيات المستهترة غير المسؤولة، والتقنيات الحديثة التي تعتمد عليها الأجهزة الأمنية في الكشف عن مصدر الشائعات والتي تتيح إمكانية تتبع الرسائل والوصول إلى مصدرها، إلا أن البعض يجره انعدام الحس الإنساني والأخلاقي لكتابة رسائل زائفة.
لا بد أن نعترف أننا كأشخاص مستخدمين لوسائل التواصل الحديثة نسهم إلى حد كبير وبحسن نية في نشر بعض الرسائل الزائفة أو الشائعات بلمسة زر، رغبة في توصيل الرسالة للأفراد الذين قد يستفيدون من العمل الإنساني، أو حرصاً على أن نكون من أوائل الباثين للأخبار وإن كانت غير صحيحة أو مؤكدة.
يبقى «الوعي» عاملاً مهماً في اجتثاث هذه النوعية من الممارسات سواء كان وعي المتضرر بضرورة عدم التهاون في تقديم بلاغ للجهة المعنية لملاحقة الأشخاص العابثين بوسائل التواصل الحديثة والسعي لمساءلتهم قانونياً للمساهمة في ردع غيرهم ممن تسول لهم أنفسهم القيام بالفعل نفسه أو ما شابه، وأيضاً رفع مستوى وعي المستقبل لهذه الرسائل بضرورة استحضار العقل والمنطق لقراءة نص الرسالة بوعي وإدراك لمضمونها، الذي يتبين منه أحياناً بشكل واضح عدم مصداقيته.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"