31 مارس الإمارات

04:41 صباحا
قراءة دقيقتين
عبدالله محمد السبب

اليوم، هو 31 مارس/آذار.. ترى، هل انفض سامر الشهر الوطني للقراءة الإماراتي؟! هل جنى المشهد الثقافي ثمار الفعاليات المعنية بهذه المناسبة الإبداعية الفكرية الثقافية السنوية؟! هل تعاملت الوحدات البشرية الإماراتية، على الصعيدين، الفردي الفكري الثقافي الإبداعي الأدبي، والجماعي الوظيفي، والمؤسساتي، مع متطلبات هذا الشهر بشيء من الحيطة والحذر تجاه ما هو كائن في المكان والزمان من أحداث وأحاديث تتطلب قراءة الواقع بعين العقل والقلب إزاء الحدث العالمي العالي والاهتمام من قبل سائر أجناس وجنسيات العالم بمختلف فئاته وطبقاته وأعماره ولغاته؟!.
نعم، إنه زمن «كورونا».. أحدث وأهم وأشمل كتاب يصدر في هذا الزمان بكافة لغات العالم، ونسخه متوزعة في كافة الأمكنة وفي فترات متقاربة ومتلاحقة في مضيها نحو تحقيق الهدف المرسوم له من قِبَلِ المولى عز وجل.. كتابٌ مكتوب بالحبر السري، وموجهٌ إلى البشرية جمعاء، ويُسهم في نشره مخلوقات الله التي يسّرها لهذه المهمة الإلهية لتكون رسالة سماوية إلى سُكّان الأرض، ليعودوا إلى أنفسهم، لمراجعة حساباتها ومحاسبتها على كل إهمال وتقصير..
نعم، هو 31 من مارس.. اليوم الأخير من شهر القراءة، إلا أن فعل القراءة لم ينتهِ، والفعاليات الثقافية المعنية بالفعل الوطني للقراءة لم تتوقف عند هذا الحد الزمني.. ففعل القراءة لا يبدأ بتاريخ ما ولا ينتهي عند حد معين، والأمم الحقيقية لا تؤطر أنشطتها في سجل زمني بعينه، ولا تختزل مشاريعها في حقبة تاريخية، بل تتواصل مع نفسها بما يتواكب مع ما هو كائن في المحيط العام.. ودولة الإمارات العربية المتحدة بكافة قنواتها قننت أنشطتها وفعالياتها الثقافية المرتبطة بالشهر الوطني للقراءة هذا العام، بما يتوافق والشأن العالمي العام الذي يتطلب توخي الحيطة والحذر، والحرص على سلامة المجتمع البشري بكافة عناصره المواطنة والمقيمة والزائرة.
لذا، فإن (قراءة الواقع، وواقع القراءة)، وجهان لعملة إبداعية واحدة، أصدرها المصرف المركزي الثقافي الإماراتي في العام الجاري، عام الاستعداد للخمسين، وأطلق بموجبه العديد من المبادرات الاحترازية وفق استراتيجية معاصرة لما هو ماثل في المجتمع الدولي من مُشترك مصيري مُترتب على «الحدث الكوروني» الغامض والصعب الإمساك بمفاتيحه وفك ألغازه والدخول إلى عوالمه المظلمة.
وإذن، فإن (برنامج التعقيم الوطني) فعل حضاري حاضر بقوة في المشهد المجتمعي الإماراتي، وسلاح وقائي لمجابهة ضيف الغفلة غير المرغوب فيه من قِبل كافة أفراد العالم.. والحجر المنزلي الإماراتي الممتد من الساعة الثامنة مساءً إلى الساعة السادسة صباحاً واجب التقيد باشتراطاته وتنفيذه دون تأفف؛ لما فيه من كف الأذى والضرر عن المنزل الإماراتي الكبير، الذي يؤكد أفراده في كل أرجاء المعمورة بأنه متوحد مع نفسه وأناسه وأنفاسه، بما يدعو إلى الاطمئنان، وبما يشار إليه بالبنان.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"