حسام ميرو

كشفت السنوات الخمس الماضية عن مشكلات عدة في العمل الدبلوماسي في عموم الشرق الأوسط، حيث لم تتمكن الدول من إدارة مصالحها، عبر جهود المسؤولين في وزارات الخارجية للدول المعنية بالقضايا المتفجّرة.

باستثناء بعض البلدان العربية، يبدو أن العرب يعيشون، سياسياً، انعكاسات النظام الدولي المضطرب، حيث تبدو مآلات الوضع الرهن غامضة، وربما تكون التحديات المقبلة أكبر بكثير مما عرفه العرب في القرن الماضي.

لحظة أفول الخلافة العثمانية، وجدت النخب العربية نفسها أمام العديد من الأسئلة دفعة واحدة. وبوصفها نخباً، تستشعر أهميتها ودورها، كان عليها أن تسعى إلى طرح تلك الأسئلة بالصيغ المناسبة حضارياً ومعرفياً، وأن تبدأ رحلة البحث في التراث والتاريخ والواقع من أجل تقديم إجابات.

لم يعد من الممكن اليوم الحديث عن مجرد أزمة بما يخص الدولة الوطنية العربية في بعض الدول، فما تشهده اليمن وليبيا وسوريا والعراق لم يعد مجرد أزمة.

يبدو من الظلم للسوريين بعد مرور خمس سنوات ونيف من الحدث السوري الكبير أن تلقى التبعات الكارثية على عاتق السوريين وحدهم، وتحميل الأطراف الداخلية وزر المآلات الراهنة، فقد انفتح الصراع الوطني السوري، منذ نهايات 2011، على أبعاد خارجية كان لها كبير الأثر في تغيّرات المشهد السوري.