عشية انطلاق معرض دبي الدولي للطيران في نسخته أل16، لا بد من الحديث عن أهمية صناعة النقل الجوي بالنسبة لدولة الإمارات، التي باتت الآن عاصمة عالمية لخدمات هذه الصناعة، سواء من حيث مطاراتها الدولية أو شركاتها الوطنية أو الشركات التي تسيّر رحلات إليها للركاب والشحن، أو من حيث الصناعات المرافقة التي تتخذ من الإمارات مقراً لها.
قطاع النقل الجوي في الإمارات ضخم ومساهمته في اقتصاد البلاد تفوق بأحجام مساهمة هذا القطاع في أي بلد عربي، وهو يعتبر مكوناً أساسياً للأصول الاستراتيجية الأساسية للإمارات، إذ يدعم القطاع قرابة 800 ألف وظيفة، ويضخ 47.4 مليار دولار (173.9 مليار درهم) بما يشكل 13.3% من إجمالي الناتج المحلي للإمارات.
ومن المتوقع، طبقاً لمنظمة الطيران الدولية «إياتا»، إذا ما واصلت الحكومة أجندتها الإيجابية تجاه قطاع الطيران، فإن سوق الطيران الإماراتي مرشح للنمو بنسبة 170% في عام 2037 ليدعم 1.4 مليون فرصة عمل ويسهم بمقدار 128 مليار دولار (470 مليار درهم) في اقتصاد الدولة.
الإمارات الآن تحتل المركز الأول عالمياً في تسهيل عمليات التجارة الجوية، كما تتفوق على كامل منطقة الشرق الأوسط في الانفتاح على مستوى تأشيرات السفر، وهذا ما جعلها تتبوأ مكانة قوية في قطاع الطيران، حيث تنطلق رحلات خطوطها الجوية إلى جميع أنحاء العالم.
وللدلالة على قدرة ومكانة الناقلات الوطنية وهي «الإمارات»، «الاتحاد»، «فلاي دبي»، و«العربية»، التي تمتلك مجتمعة أكثر من 500 طائرة حديثة، فإن تلك الناقلات تسيّر سنوياً ما يزيد على 450 ألف رحلة، أي بمتوسط يومي يتجاوز 1200 رحلة، وهو رقم ضخم بكل المعايير الدولية كما أنه يتصدر عربياً بفارق كبير.
أما إذا تحدثنا عن مطارات دولة الإمارات، فالأرقام تعني تجاوز ما تتعامل معه تلك المطارات حاجز ال130 مليون راكب أي أكثر من ثلث ما تتعامل معه المطارات العربية مجتمعة، وإذا تحدثنا عن مطار دبي الأكبر عالمياً في المسافرين الدوليين فإنه يستحوذ وحده على أكثر من ربع حركة المطارات العربية.
لهذه الأسباب وغيرها، تكمن أهمية معرض الطيران في دبي الذي ينطلق اليوم، فهو الساحة المفتوحة للمنافسة أمام الشركات المصنعة للطائرات، والشركات التي تقدم خدماتها للمطارات ولهذه الصناعة، ولذلك قررت 1300 شركة الحضور لعرض جديدها والحصول على حصة من كعكة الصفقات في الإمارات والمنطقة.
معرض دبي للطيران يؤكد مجدداً مركزية الإمارات في هذه الصناعة، ويؤكد أيضاً أن القادم أفضل والانتقال إلى الفضاء لم يعد حلماً بل حقيقة.
رائد برقاوي
عن الكاتب
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
