الدراما السورية

على الوتر
03:33 صباحا
قراءة 3 دقائق

مثلما يعد العام الماضي هو الأسوأ لأهل سوريا، فإنه كان الأسوأ لفنانيها أيضاً، وكانت محاولات فرزهم سياسياً كثيرة، وهي محاولات استهدفت وتستهدف تصفية حسابات، أو التأثير في مكانة هذا النجم أو ذاك وجماهيريته، أو دفع قنوات ومحطات لمقاطعة أعماله، أو تحفيز شركات على عدم الإنتاج له ليتحول إلى عاطل بدرجة فنان، وبالتالي يسهل استقطابه لهؤلاء أو أولئك .

الفنانون السوريون حاولوا النأي بأنفسهم عما يحدث، سواء عن قناعة أو نتيجة خوف، ولم يكن يشغلهم سوى استمرار حركة الإبداع، تحدوا ظروفهم، أو لم يقبلوا الانتظار، ورفضوا أن يأتي رمضان من دون أن تضيء أعمالهم شاشات عربية، ونجحوا في أن ينجزوا أكثر من 20 عملاً تعرضها قنوات مختلفة، ويعبروا من خلالها عن مواهبهم ويقولوا كلمتهم، ولو بشكل غير مباشر، فيما يحدث حولهم .

الأعمال المنجزة أقل من المعتاد خلال السنوات الماضية، ولكن المهم أن الدراما السورية لم تغب ولن تغيب عن المشاهد العربي، والفضل في ذلك يعود في المقام الأول لأبنائها الذين سعى كل منهم للتعبير عن ذاته وفنه بطريقته، منهم من تحرى الأحداث وقام بتصوير وإنجاز أعماله على الأرض السورية، وهؤلاء كثر، ومنهم من اضطر للخروج إلى دول عربية أخرى، إما لأنه لم يجد لنفسه مكاناً فيما تم تصويره هناك، أو لأنه يسعى لتقديم عمل يستلزم تنقلاً وتحركاً كثيراً ما لا تُضمن عواقبه، ومنهم من لبى عروضاً لبطولة أعمال غير سورية في تجارب ليست وليدة العام الماضي، ولكن لها سوابق في أعوام مضت .

سامر المصري جاء إلى دبي ووجدها المكان الأنسب لإنجاز مسلسل أبو جانتي 2 وخصوصاً أنه يؤدي فيه شخصية سائق تاكسي يجوب الشوارع طولاً وعرضاً، ويلتقي نماذج بشرية مختلفة، ومعه جاء كل طاقم المسلسل ليقدم جزءاً ثانياً تختلف ملامحه ومواقفه وتركيبته عن الجزء الأول، وبالتالي يضيف إلى رصيد بطله والمشاركين فيه .

جاء إلى دبي أيضاً فريق مسلسل صبايا 4، وجاءت معه كندة حنا وجيني إسبر ونادين تحسين بك وجميع أفراد طاقمه، ووجوده في دبي، أضاف إليه ملمحاً عربياً بعد أن فتح القائمون عليه الباب لمشاركة فنانين من دول عربية مختلفة فيه .

ومن سوريا جاء إلى دبي المخرج مأمون البني ليتولى مسؤولية مسلسل خليجي هو سالفة عمران، والمخرج حاتم علي ليصور أضخم انتاج درامي عربي ممثلاً في مسلسل عمر .

وإلى مصر كان اتجاه جمال سليمان ليعيد تجربة أداء شخصية الصعيدي في مسلسل سيدنا السيد، أما الفنان تيم حسن فقد اعتذر عن عدم بطولة بعض الأعمال السورية، ليلعب بطولة المسلسل المصري الصقر شاهين . وفي أول تجربة لها في الدراما المصرية تطل الفنانة سلافة معمار مع الفنان يحيى الفخراني في مسلسل الخواجة عبدالقادر في لوك مصري، أما كندة علوش صاحبة النصيب الأكبر، حيث تشارك في مسلسل البلطجي والزوجة الرابعة، ويقدم فراس إبراهيم أرواح منسية، أما مسلسل عادل إمام فرقة ناجي عطا الله فيطل من خلاله عبدالحكيم قطيفان وعدنان أبو الشامات .

إن وجود الدراما السورية على الكثير من القنوات العربية كان هو الرد العملي على ما أشيع عن مقاطعة الفضائيات لها، والتأكيد أنها في قلب كل عربي، بعد أن حققت نجاحاً مشهوداً له، ولمست مشاعر المشاهد وتجاوزت حدود القطرية، وقدمت صورة سينمائية على الشاشة الفضية .

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتب صحفي، بدأ مسيرته المهنية عام 1983 في صحيفة الأهرام المصرية، وساهم انطلاقة إصداراتها. استطاع أن يترك بصمته في الصحافة الإماراتية حيث عمل في جريدة الاتحاد، ومن ثم في جريدة الخليج عام 2002، وفي 2014 تم تعيينه مديراً لتحرير. ليقرر العودة إلى بيته الأول " الأهرام" عام 2019

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"