صنّاع الشر

03:50 صباحا
قراءة دقيقتين
محمود حسونة

ما حدث في ٢٠١١ لن يتكرر ثانية مهما بالغ صناع الشر في شرهم، لأن من يكتوي بنار الفتنة، لا يقبل أن يحرقه لهيبها مرة أخرى.
الشر ليست له حدود، وعناصره في المنطقة (دول وجماعات وأفراد) حولوه إلى صناعة، يستحلون فيها ما حرّم الله، يرتزقون من ورائها ويسخّرون لها كل وقتهم وإمكانياتهم؛ يشجعهم على ذلك ما حققوه من نجاح في هدم دول بالمنطقة، خلال ما روجوا له تحت مسمى «الربيع العربي»، متوهمين القدرة على النجاح مرات أخرى، والهدف هدم المنطقة وتخريبها بشكل كامل لصالح معلميهم الكبار من شياطين الإنس، الذين لا يريدون خيراً لنا ولا لأبنائنا ولن يرتضوه لأحفادنا، ولذا قاموا بتجنيد عناصر الشرّ من العرب والمحيطين بهم، وتدريسهم أساليب هدم الدول وإثارة الفتنة ونشر الفوضى، مقابل وعد بالسلطة وما يطلقون عليه «إعادة البناء»، وما هو إلا ستار للسيطرة والاستحواذ على الموارد.
ما أكثر صناع الشر حول العالم. وفي منطقتنا حصلت ايران وتركيا على التوكيل الرسمي بإدارته ونشر الفوضى وزرع الخراب، ولكل منهما دوره المحدد ومناطق نفوذه، سواء منفرداً أو بالتعاون مع طرف ثانٍ، فمثلاً نجحت إيران في تحقيق الهدف في لبنان وسوريا والعراق واليمن، في حين فشلت في تنفيذ ما ترنو إليه في دول الخليج رغم الجهد والمال الذي أنفقته لخلخلة المنطقة، وما حدث في البحرين في فبراير ٢٠١١ لخير دليل، ويعود هذا الفشل إلى يقظة حكومات ووعي شعوب الخليج لما يحاك لها وللمنطقة..
أما تركيا فإن مهمتها الأساسية هي زرع الفوضى ونشر الفتنة ودعم صناعة الشرّ في مصر وليبيا
أدوات دول محور صناعة الشرّ في المنطقة تتقدمها جماعة «الإخوان» الإرهابية وتوابعها من جماعات مسلحة ارتكبت من المجازر ما هدم دولاً وشتت أسراً وقتل أبرياء، ولم تكتف بحصيلة الخراب منذ ٢٠١١ وحتى اليوم، ولكنها تواصل الإصرار على إسقاط الدول وزعزعة استقرار المنطقة.
«الإخوان» جماعة لا ترضى عن إسقاط مصر ودول الاعتدال بديلاً، وكلما فشل لها مخطط هاجت وماجت واستباحت وزاد هذيانها، مستحلة المحرم من أسوأ أساليب الكذب والتضليل للفت الأنظار.
وفي إطار تقسيم الأدوار فإن الذباب الإلكتروني يخلق البلبلة على مواقع التواصل الاجتماعي بحشد القطيع الفاقد للوعي والمتعطش للفوضى، خلف نماذج تثير الخجل والاشمئزاز مثل الكومبارس التائه في إسبانيا، و«أيقونة» الخراب المتسكع في حواري كاليفورنيا، وما أن يتحرك عشرات من هذا القطيع، حتى يأتي دور قنوات الفتنة لتولول ليل نهار باللاحقائق في محاولة للإقناع بأن جهود صناع الشر قد آتت أكلها.
ما حدث في ٢٠١١ لن يتكرر ثانية مهما بالغ صناع الشر في شرهم، لأن من يكتوي بنار الفتنة، لا يقبل أن يحرقه لهيبها مرة أخرى.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتب صحفي، بدأ مسيرته المهنية عام 1983 في صحيفة الأهرام المصرية، وساهم انطلاقة إصداراتها. استطاع أن يترك بصمته في الصحافة الإماراتية حيث عمل في جريدة الاتحاد، ومن ثم في جريدة الخليج عام 2002، وفي 2014 تم تعيينه مديراً لتحرير. ليقرر العودة إلى بيته الأول " الأهرام" عام 2019

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"