ارتفاع حرارة الجسم .. مرآة للأمراض

21:46 مساء
قراءة 5 دقائق
إعداد: خنساء الزبير

يعتبر ارتفاع درجة الحرارة أو ما يعرف بالحمى، حالة شائعة، ترتبط بزيادة درجة حرارة الجسم أكثر عن الدرجة الطبيعية (37 درجة مئوية)، وتكون مصحوبة بالشعور بالبرد، وهي عرض لمرض.

تختلف درجة حرارة الجسم من شخص لآخر اعتماداً على عدة عوامل مثل نوع الطعام، والرياضة، والنوم، والوقت، حيث تصل ذروة ارتفاعها عند بداية المساء، وتنخفض إلى أقصى حد قبيل الفجر، ويعتبر ارتفاع درجة الحرارة إحدى الطرق التي يكافح بها جهاز المناعة الأمراض، ولكن الارتفاع الحاد يشكل خطورة لكونه يؤدي إلى مضاعفات، ويقول الأطباء إنه طالما كان ارتفاع درجة الحرارة متوسطاً لا نحاول تخفيضها وذلك لمحاولة الجسم من خلال رفع درجة حرارته أن يوقف نشاط البكتيريا والفيروسات المسببة للمرض، ولكن إن تجاوز ارتفاعها 38 درجة مئوية حينها يصبح الأمر خطراً ويجب التدخل للحد من ذلك، ويجب الانتباه إلى أن نتيجة قياس درجة الحرارة من الفم يختلف بشكل طفيف عن نتيجة قياسها من تحت الإبط حيث يقل الثاني عن الأول بمقدار 0.2-0.3 درجة مئوية، ويعتبر الشخص مصاباً بالحمى إذا وصلت درجة الحرارة التي تم قياسها من الفم إلى 37.7 درجة مئوية وهنالك أماكن أخرى من الجسم يمكن قياس الحرارة منها مثل داخل الأذن، ومن أعراض ارتفاعها الشعور بالبرد لا يشعر به المحيطون، القشعريرة، فقدان الشهية، الجفاف في حال عدم تناول المريض للسوائل الكافية، فرط التألم والتحسس للألم، الخمول، التشوش، الأرق، التعرق، وان ارتفعت درجة الحرارة بدرجة كبيرة ربما يحدث للمريض تشنجات وهذيان.
تصنف الحمى إلى عدة أنواع اعتماداً على الأعراض المرتبطة بها، وأسبابها، والنمط الذي تظهر به والذي يساعد في التعرف الى المرض المسبب لتلك الحمى، وفي التالي 5 أنماط للحمى:
الحمى المتواصلة: يشعر المريض طوال اليوم بأن درجة حرارة جسمه مرتفعة أكثر عن الدرجة الطبيعية ولكن ليست شديدة، وهي أكثر ما تكون لدى من يعانون التهاب المسالك البولية، والتيفوئيد، والالتهاب الرئوي الفصي، والحمى المالطية.
الحمى المترددة: تتأرجح درجة الحرارة ما بين الصعود والهبوط خلال اليوم الواحد، بأكثر عن درجة مئوية واحدة، كما يحدث لدى مرضى التهاب الشغاف (التهاب بطانة القلب).
الحمى المتقطعة: يشعر المريض بالحمى لفترة محددة ثم تختفي ليعود الجسم إلى درجة حرارته الطبيعية، مثل الحمى التي تصاحب تسمم الدم الذي يحدث بسبب السموم البكتيرية.
حمى الانتكاس: هي الحمى التي تظهر بعد اختفائها فترة من الوقت، وربما يتكرر ذلك عدة مرات وليس مرة واحدة فقط، وأكثر من يعانيها من لديهم ضعف بجهاز المناعة.
حمى بيل- ابشتاين: لا يقتنع بعض الأطباء بأنها من أنواع الحمى، وهي تظهر لدى من يعانون سرطان الغدد الليمفاوية- سرطان خلايا الدم البيضاء- حيث ترتفع درجة حرارة المريض بدرجة عالية لمدة أسبوع كامل، ثم تهبط خلال الأسبوع التالي.
ترتبط كثير من الأمراض بالحمى، كما أن بعضها يرتبط بأنماط محددة منها، وتساعد الأعراض التي تصاحب الحمى في التعرف الى المرض المسبب لها خصوصاً إذا كان من الأمراض الشائعة، وفي التالي بعض الأمثلة:
الحمى الروماتيزمية: ترتفع درجة الحرارة فجأة وبدرجة شديدة ثم تهبط إلى مستوى دون الطبيعي، والأطفال والمراهقون هم أكثر الفئات العمرية عرضة لها، وتصاحبها في العادة آلام بالمفاصل تؤثر في وظائف القلب والجهاز العصبي.
الإنفلونزا والأمراض الفيروسية: ارتفاع وهبوط في درجة الحرارة، مع الصداع، والسعال، والإرهاق، والدموع، وهي شائعة وسط الأطفال.
الحصبة: ارتفاع في درجة الحرارة، مع قشعريرة، وتعرق، وضعف عام، والصداع، وآلام بالجسم.
الملاريا: ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة، مع الصداع، وآلام المفاصل والعضلات، والغثيان والقيء، وفقدان الشهية.
حمى الضنك: يسببها البعوض وترتبط بارتفاع شديد في درجة الحرارة، مع الصداع، وطبقة بيضاء باللسان مع بقع حمر، وتورم الغدد الموجودة بالعنق، وشحوب اللون، ولون غامق في مناطق الثنيات بالجسم، وطفح جلدي على شكل خطوط حمر.
التهاب المسالك البولية: ارتفاع درجة الحرارة مع حرقة أثناء التبول
التهاب الحلق: ارتفاع درجة الحرارة، مع آلام بالحلق وصعوبة أثناء البلع
الالتهاب الرئوي: ارتفاع درجة الحرارة مع السعال والبلغم الصديدي
التيفوئيد: ارتفاع متزايد بدرجة الحرارة، مع ألم بالبطن وطفح جلدي على شكل بقع صغيرة حمراء وبطء معدل ضربات القلب.
ترتفع درجة الحرارة أحياناً نتيجة حالة صحية معينة وليس بسبب إصابة حديثة بمرض، كارتفاع معدلات السكر بالدم مثل «متلازمة فرط سكر الدم اللا كيتوني» والتي تكون مصحوبة بالإضافة إلى الحمى، بالصداع، وجفاف الفم، وتغير رائحة النفس، والأرق، ومن الحالات الصحية الأخرى التي تسبب ارتفاع درجة الحرارة التهاب الجيوب الأنفية الحاد، ووجود خراج بالجسم، والأنيميا، وغيرها من الحالات الصحية الأخرى.
يتعرض الطفل الذي يصاب بارتفاع شديد بدرجة الحرارة، إلى حالة تعرف بـ«المضبوطات الحموية» أو التشنجات الحموية والتي تكون في الأغلب غير خطيرة ومعظمها ناتج عن الالتهابات الشائعة وسط الأطفال مثل نزلات البرد ، أما الخطير منها وهو غير شائع، ما تسببه بعض الأمراض مثل التهاب السحايا، أو التهاب الكلى، أو الالتهاب الرئوي، وأكثر من يتعرضون للمضبوطات الحموية هم الأطفال في المرحلة العمرية من 6 شهور إلى 6 سنوات وخصوصاً من عمر 6 شهور إلى 3 سنوات، والذكور أكثر عن الإناث، والسبب لتلك التشنجات ارتفاع درجة الحرارة المطرد وليس فقط استمراره، وأحياناً تحدث تلك التشنجات قبل أن يعلم الوالدان أو المحيطون بالطفل بارتفاع درجة حرارة الطفل، ويوجد نوعان من تلك النوبات الحمية، أحدهما النوبات الحمية البسيطة التي تستمر لأقل من 15 دقيقة ولا تتكرر مرة ثانية إلى أن يتعافى الطفل من ذلك الالتهاب وهي أكثر أنواع النوبات الحمية، أما النوع الثاني النوبات الحمية القوية وهي سلسلة من النوبات خلال فترة المرض، وتستمر النوبة الواحدة لأكثر من 15 دقيقة.
تحدث معظم نوبات الحمى بسبب الارتفاع المفاجئ بدرجة الحرارة وفي الأغلب خلال اليوم الأول من الإصابة بالحمى، وفي حالات نادرة تحدث بعد حتى بعد هبوط درجة الحرارة، ومن الأمراض التي تؤدي إلى حدوث النوبات، التهاب المعدة والأمعاء، والتهاب الكلى، والتهابات الجهاز التنفسي السفلى مثل الالتهاب الرئوي، والتهاب الأذن الوسطى، وبعض الإصابات الفيروسية مثل الإنفلونزا والجدري المائي، والتهاب اللوزتين، والتهاب المسالك البولية، و التهاب الجهاز العصبي المركزي مثل التهاب الدماغ والتهاب السحايا، وتظهر النوبات الحمية في شكل تشنجات بالأطراف ويفقد المريض الوعي ولكن عينيه تكونان مفتوحتين، وربما يشعر الطفل بضيق التنفس وقد يتبول أو يتبرز أو يتقيأ في تلك الأثناء، ولا يحتاج الطفل في معظم الأحيان إلى علاج لتلك النوبات والتشنجات، ويسيطر فقط على الحمى، وفي بعض الأحيان يمكن إعطاؤه بعض العلاجات للسيطرة على التشنج ، ومن مسببات الحمى بشكل عام حتى لدى البالغين، الالتهابات مثل التهاب الحنجرة والتهاب المفاصل الروماتويدي، وضربة الشمس الناتج عن التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة، واستخدام بعض العقاقير، ولأن الحمى عرض وليست مرضاً في حد ذاتها، فإن البحث عن المسبب أمر واجب، ويكون الكشف باستخدام الوسائل والتقنيات الحديثة للتعرف إلى المرض المسبب للحمى، ويتم العلاج باستخدام مضادات الالتهابات غير الاسترويدية، أو يمكن علاج الحالة نفسها كأن يتم استخدام المضاد الحيوي في حالة العدوى البكتيرية فتختفي الحمى تلقائياً، كما أن تناول السوائل بكثرة يساعد في منع جفاف الجسم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"