حملة تراقب استهلاك المياه

أطلقها طلبة الاتصال في جامعة الإمارات
03:39 صباحا
قراءة 3 دقائق
متابعة: هديل عادل

من المعروف أن المياه من المصادر المتجددة، ولكن الواقع يقول إن كميات المياه تتناقص في ظل تزايد الطلب عليها، وأصبح تحقيق الأمن المائي تحدياً كبيراً بالنسبة لدول العالم، ومنها منطقة شبه الجزيرة العربية، ما يستوجب التفكير في إعادة وضع استراتيجيات جديدة لإدارة المياه في المنطقة، خاصة أن العديد من اقتصادات العالم ستتأثر مستقبلاً بمدى جودة إدارتها لمخزونها المائي، لاسيما وأن ديمومة المياه وإدارتها بشكل صحيح، وضمان توفرها للأجيال القادمة، تتطلب التنبيه إليها وأخذها على محمل الجد من الفرد والمجتمع. وهذا ما دفع ستة طلاب من قسم الاتصال الجماهيري في جامعة الإمارات لإطلاق حملة لتوعية المجتمع الجامعي بأهمية الحفاظ على موارد المياه وترشيد استهلاكها، وتنمية شعورهم بالمسؤولية تجاه الوطن والمستقبل.
يقول الطالب أحمد علي: أطلقت هذه الحملة استلهاماً من مقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، «يتوقف مستقبل البلاد على قدرتنا على إدارة مواردنا الوطنية بحكمة وحرص على مصالح المستقبل»، ومن المعروف أن دولة الإمارات تعاني شحاً في هطول الأمطار، وبناء عليه نحن بحاجة إلى مراقبة استهلاكنا للمياه، وتوعية المجتمع بأهمية الحفاظ عليها، وتفعيل المسؤولية المجتمعية في هذا الإطار، ونحن كشباب نؤمن بأنه يجب أن يكون لنا دور في زيادة الوعي والتثقيف لدى أفراد المجتمع، وإحداث تغيير حقيقي نحو خفض استهلاك للمياه، ولهذا أطلقنا حملتنا ضمن محيط الحرم الجامعي.
ويقول ماجد السيد: كثير من الناس يعتقد أن المحافظة على الموارد الطبيعة، ومنها المياه، هي مسؤولية الحكومة فقط، ولا شك في أن هذا الاعتقاد خاطئ، ويجب تصحيحه من خلال تعريف أفراد المجتمع بدورهم في حفظ الأمن المائي لمجتمعهم، ما يقودهم إلى تغيير قناعاتهم نحو موقف أكثر إيجابية اتجاه الوطن والمواطن، وهذا ما سعينا إلى تحقيقه من خلال حملتنا، عبر توضيح أهمية دور المواطن في الحفاظ على استدامة المياه للأجيال القادمة، حيث تعتبر موارد المياه في دولة الإمارات نادرة جداً، وتتميز بقلة التساقطات المطرية، ونسب تبخر وحرارة ذات معدلات مرتفعة، وكانت المياه الجوفية هي المصدر الرئيسي للمياه الصالحة للاستعمالات البشرية، لكن بمرور الزمن أصبحت المياه المحلاة هي المصدر الأساسي للحياة في الإمارات، وتظل المياه الجوفية مورداً محدوداً نظراً لكونها تعتمد بالأساس على التغذية الناتجة من التساقطات المطرية، وللحفاظ على أسلوب المعيشة في دولة الإمارات، شهدت إمارة أبوظبي ارتفاعاً في إنتاج المياه المحلاة، ومعالجة مياه الصرف الصحي منذ 2012، حيث يشكل هذان الموردان أهم مصادر المياه في الإمارة حالياً، وقد بذلت حكومة أبوظبي جهوداً مهمة للحفاظ على موارد المياه عبر تنويع المصادر، وتساعد مثل هذه التدابير صناع القرار في أبوظبي على تأمين موارد المياه للأجيال القادمة، ويجب أن يكون للمواطن دور فعال في تعزيز جهود حكومة أبوظبي لتحقيق التنمية المستدامة.
ويوضح سعيد الهنائي المحاور التي ركز عليها برنامج الحملة، قائلاً: عملنا على أربعة محاور رئيسية هي، زيادة وعي الطلبة بأهمية دورهم في الحفاظ على موارد المياه في الدولة، وتنمية شعورهم بالمسؤولية تجاه الوطن، وتعزيز قيم الالتزام والانضباط لديهم، واحترام النظم والقوانين التي تحقق الأمن المائي، وتضمنت الحملة فعاليات متنوعة، منها استخدام لوحة عصف ذهني، لتشجيع الطالبة والعاملين في الجامعة على تقديم أفكار لترشيد استهلاك المياه.
ويقول معاذ اللحام: نظمنا ندوة بعنوان «الماء عصب الحياة.. حافظوا عليها»، بمشاركة المهندس علي حارب الدرمكي من شركة العين للتوزيع، وناقشت أهمية إتباع استراتيجيات جديدة في الري للحفاظ على الماء من أجل تحسين الأمن المائي في شبه الجزيرة العربية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"