محمد الشكيلي: الفنون العمانية ترتبط بتفاصيل الحياة

02:21 صباحا
قراءة 3 دقائق
مسقط «الخليج»:

جذور عريقة تمتد قديماً لتصل عشرات السنين، هي تلك التي تتميز بها للفنون الشعبية المؤداة في ولاية بهلاء العمانية، تلك الولاية الهادئة التي تحفل بجمال خاص وموروث غني كبير. الرزحة والعازي والغزليات واللال وغيرها من الفنون، تواظب فرقة بهلاء للفنون الشعبية على تأديتها في المناسبات المختلفة بقيادة رئيس الفرقة محمد بن سليمان بن حميد الشكيلي.

تعد ولاية بهلاء من ولايات محافظة الداخلية وهي تتميز بتاريخ قديم غني حافل بالموروثات الجميلة، وأيضاً تاريخ ثقافي كبير، فمنها خرج علماء وأدباء كثر وأثروا الحضارة العمانية، وفيها أهم القلاع والحصون العمانية.
ولبهلاء فرقتها الخاصة للفنون الشعبية، وهي التي تأخذ على عاتقها حماية هذه الفنون والاستمرار في تأديتها، حيث ترتبط هذه الفنون بالحياة اليومية، وتلتصق بها في كل تفاصيلها، فلا تخلو مناسبة أو حفل، أو عرس، أو مناسبة وطنية، من مشهد للفرقة تؤدي بعضاً من فنونها.

يقول رئيس الفرقة: للفرقة تاريخ عريق، فقد تم تأسيسها قبل سنوات طويلة وهي تضم عدداً كبيراً من الأعضاء يتجاوز الستين، وفي كل مناسبة يتم التعاون مع عدد منهم يصل لحد 30 عضواً لتأدية الفنون الشعبية المطلوبة».

وعن أنواع الفنون التي تؤديها الفرقة يقول الشكيلي، يقول: «نحن نؤدي عدداً كبيراً من الفنون الشعبية التراثية منها الرزحة والغزليات واللال وغيرها، ونتميز بأننا في فرقة بهلاء نتفرد في أسلوبنا الذي يرتكز على تطعيم الفنون الشعبية التراثية بفنون عصرية، فنحن متمسكون بالماضي، لكننا نضيف إليه فنوناً جديدة وقصائد حديثة، مثل التهنئات الموجهة للسلطان في المناسبات الوطنية».

من اللافت رؤية أعضاء من أعمار متفاوتة في فرقة واحدة يغنون ويرقصون إلى جانب بعضهم بعضا، وهذا ما يميز الفرق الشعبية العمانية التي يقبل الشباب على الانضمام لها لتأدية فنونها، ويتسلم قيادتها دائماً رجل له باع طويل وخبرة كبيرة واحترام وتقدير بين المجموع، كما أنه يحفظ الكثير من الأناشيد، يقول رئيس الفرقة سليمان وهو من مؤسسيها: «شبابنا يقفون معنا ويبرعون في تأدية الفنون الشعبية فهم يتحملون معنا مسؤولية إحياء التراث الشعبي من خلال الفنون المغناة التي لا يمكن الاستغناء عنها في الاحتفالات الرسمية والوطنية والاجتماعية، كحفلات الزفاف فهذا جزء من أسلوب حياتنا منذ القديم وحتى اليوم، وشبابنا يفخرون بتراثهم وتاريخهم كثيراً، وعموماً فإن العمانيين يشتركون في تأدية هذه الفنون من كل الأعمار والمستويات الاجتماعية مهما كانت، فتجد الغني مع الفقير، والكبير مع الصغير.

يعد الشاعر من أهم الأعضاء في الفرقة الشعبية، فهو المسؤول عن كتابة وتأليف القصائد والشلات ذات المواضيع، التي تناسب الحدث، التي تؤدى له، ويكون الشاعر بليغاً باللغة، موهوباً قادراً على ارتجال الأناشيد مباشرة.

ومن الفنون التي تؤديها الفرقة يتحدث الوالد سليمان، فيقول: الرزحات من أهم الفنون التي نؤديها، فهي جزء من حياتنا في كل المناسبات، ووسيلتنا للتعبير عن أفراحنا ومطالبنا ومشاعرنا من حب وسعادة وفخر واعتزاز، والرزحة فيها شعر مغنى، تتجاوز فيه القصائد الثلاثين بيتاً، ويشمل بشكل خاص شعر الغزل والحماسة، إلى جانب المديح والفخر والشعر الديني، وتنقسم إلى رزحة المسيرة، ورزحة التعيوطة والعازي، ويمتاز كل نوع منها بأدائه الاستعراضي الخاص.

حضور دائم

يفخر رئيس الفرقة بحضور فرقته الدائم في كل المناسبات، ويعدد لنا الأناشيد الخاصة التي تم إلقاؤها تحية للسلطان، في الاحتفالات الوطنية، وعند عودته من رحلة العلاج، ويختم بالقول: إن الفنون الشعبية مهمة جداً لنا فهي نبض حياتنا منذ القديم وحتى اليوم وسنستمر في تأديتها، لنعبر من خلالها عن أفراحنا كباراً وصغاراً، جنباً إلى جنب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"