هاني عيد: أرد جميل وطن يحتضنني

شكراً خط دفاعنا الأول
04:55 صباحا
قراءة 4 دقائق
حوار: يمامة بدوان

لم يجد أمامه سوى التطوع في العمل الميداني، في ظل ظروف تحتم على الجميع، مواطناً أو مقيماً، العمل جنباً إلى جنب من أجل حماية المجتمع، إيماناً منه بأن انقاذ حياة فرد واحد يقابله مجتمع صحي، كما أنه لن يجد وقتاً مناسباً أكثر من الحالي لرد جزء من جميل الإمارات عليه، فهي التي احتضنته وعائلته بكل كرم ومحبة.
د. هاني عيد، فلسطيني يعمل طبيباً عاماً في مستشفيات ميديكلينك بأبوظبي، أخذ روح المبادرة فور الإعلان عن الحاجة لأطباء متطوعين في العمل الميداني، من أجل إجراء مسح عينات للأيدي العاملة، للكشف عن فيروس كورونا كوفيد-19، حرصاً منه على تقديم الواجب المهني والإنساني والأخلاقي تجاه مجتمع ووطن وفر له حياة كريمة وآمنة. وقال إن عمله ضمن فريق من الأطباء والممرضين، يبدأ في التاسعة صباحاً ويمتد حتى السابعة مساء، مع القابلية للتمديد إن لزم الأمر، من أجل إجراء فحوص للقاطنين في مجمعات السكن العمالية، حيث يتراوح عدvد الفحوص اليومية من 500 إلى 4 آلاف فحص، بينما الوقت الذي يستغرقه أخذ المسحة من الفرد الواحد لا يتعدى 30 ثانية.
وأضاف أن ارتداء اللباس الواقي، الذي توفره دائرة الصحة بأبوظبي للفريق، لا يتطلب منه أكثر من 5 دقائق، الأمر الذي يعد كفيلا بإبقائه آمناً من خطر الإصابة في حال وجود حالات تحمل الفيروس، مع الالتزام بالاشتراطات والتعليمات التي تردنا بشكل يومي، حيث إن هناك بروتوكولاً معيناً لارتداء وخلع هذا اللباس، ضمن تسلسل محدد لا يمكن الإخلال به، حتى لا يتلوث الجسم. وأشار إلى أنه حينما يكون بالمستشفى فإن التعامل مع مريض في حال الإشتباه بإصابته، يتوجب أن يكون بحرص شديد، كما يجب تغيير اللباس الواقي فور الإنتهاء من الفحص، وبالتالي فإن استبدال اللباس يعد مشقة على الطبيب، إلا أنه يعد درع حماية له ولزملائه وللمرضى الآخرين. ولفت إلى أنه يشعر أحياناً بالخوف، ليس من المرضى الذين يحملون الفيروس، بل من الذين يحملونه من دون أن تظهر عليهم أي أعراض، وبالتالي فإن عملهم يتصف بالدقة والحرص الشديد للتيقن من صحة الأفراد.


إجراءات يومية


حول الإجراءات اليومية التي يتبعها قبل مغادرة المستشفى للعودة إلى المنزل، أوضح د. هاني عيد أنه عقب التخلص من اللباس الواقي يتم غسل اليدين بالصابون ثم تعقيمهما، ويتوجب عليه تعقيم أدواته الشخصية، مثل الهاتف وساعة اليد والقلم والسماعة الطبية الخاصة به، كما أنه فور وصوله إلى المنزل، يتوجه مباشرة للاستحمام وغسل ملابسه التي كان يرتديها.
وأكد أنه ما كان له أن يتجاوز مشقات العمل اليومي لولا دعم زوجته له، وتفهمها طبيعة عمله التي تجعله على قرب من المصابين بفيروس كورونا المستجد، ومع ذلك تبقى تردد على مسامعه ضرورة التنبه والحذر، كما أن ابنتيه، هيا 11 عاماً ولين 9 أعوام، ترجوانه المحافظة على صحته كي يعود إليهما معافى، كما أنهما تتواصلان معه عبر مكالمات الفيديو المرئية كي تخبرانه بمدى حبهما له، الأمر الذي يمده بالقوة والشجاعة بالعمل أمام كلماتهما الطفولية وقبلاتهما عبر الأثير الإلكتروني. وقال إنه منذ بدء عمله بالمستشفى الميداني، رفض أن يزوره أي أحد من أقاربه، خاصة والده ووالدته كونهما من كبار بالسن، كذلك الحال بالنسبة لشقيقه الذي يقطن في ذات البناية بفارق بضعة طوابق بينهما، كما أنه يتجنب مصافحة أو معانقة أبناء شقيقه كلما التقى بهم في بهو البناية، حرصاً عليهم من الإصابة بالعدوى في حال كان حاملا للفيروس. وأوضح أن البُعد عن المنزل لساعات طويلة في الأوقات العادية ليس أمراً سعيداً، لكنه في الظروف الراهنة، أصبح ملائماً له أكثر من غيره، كونه بهذه الحالة يكون على يقين بأن عائلته بعيدة عن احتمال الإصابة بالفيروس.


آثار نفسية


ذكر د. هاني عيد أن بعض المرضى ممن يحضرون للمستشفى، يتطلب التعامل معهم بأسلوب خاص، خاصة الذين يعانون من آثار نفسية من جراء التخوف من احتمال إصابتهم بالفيروس، إذ إن بعضهم لم يذق طعم النوم منذ 3 أيام، وبالتالي وجب علينا تهدئة روعهم وتقديم نصائح طبية للوقاية من أي أمراض، كونه يعد من أساسيات عمل الكوادر الطبية، كذلك أهمية الالتزام بتعليمات الجهات الحكومية وتجنب الاختلاط الاجتماعي.
روح إيجابيةأشار د. هاني عيد إلى أنه من أجل كسر روتين العمل الشاق، فإنه وزملاءه يبادرون إلى المزاح، حرصاً منهم على بقاء الروح الإيجابية بين الفريق، كما أنهم يبادرون للحلول مكان أي زميل يرونه تعباً ويطلبون منه أخذ قسط من الراحة، كي يعود إلى العمل نشيطا. وأكد أن اهتمام وحرص القيادة الرشيدة بسلامة الكوادر الطبية التي تقف في خط الدفاع الأول، يعطي حافزاً للعمل والاجتهاد وتقديم العون من دون الشعور بالتعب، إيمانا منه بأنه سلامة الفرد هي من سلامة المجتمع، حيث شعر بطاقة إيجابية ورغبة في العمل المتواصل لدى توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، كلمات الشكر والتقدير للعاملين في خط الدفاع الأول، كما أنه شعر بالغبطة العارمة لدى تلقيه رسالة شكر وعرفان، تحمل اسمه، من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على ما يبذله من أجل مواجهة فيروس كورونا المستجد. وقال إن القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، كانت ولا تزال تمنح تقديراً مميزاً للعاملين في الصفوف الأولى وقت الطوارئ، ما يدل على مدى تلاحمها مع أفراد المجتمع بكل أطيافه وأماكن عمله.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"