هل تنجح مايكروسوفت في تشغيل الأجهزة المكتبية والمحمولة بنظام واحد؟

00:03 صباحا
قراءة 4 دقائق
يلوح في الأفق نظام التشغيل ويندوز 8 . فقد قامت شركة مايكروسوفت بتصميم الجيل القادم من نظام التشغيل الرائد بطابع فريد يصل الخيط بين أجهزة الكمبيوتر المكتبية التي تعمل بنظام التشغيل ويندوز ،7 وواجهة مترو التي تعمل باللمس والمستخدمة مع الويندوز فون 7 . فهل يمكن أن تنجح مايكروسوفت في تشغيل الأجهزة المكتبية والمحمولة بنظام تشغيل واحد؟ .

لا تعتبر مايكروسوفت جديدة على الأجهزة المحمولة، فقد قامت بإنتاج الهاتف الذكي قبل انفجار ثورة الآي فون من أبل، وقد كانت تطرح أجهزة الكمبيوتر اللوحي قبل أن يظهر الآي باد من أبل الذي جعل الكمبيوتر الشخصي شيئاً ممتعاً . ولكن، بقدر تاريخ مايكروسوفت مع الأجهزة المحمولة، كذلك هي رغبتها الجامحة في صناعة كل شيء يتعلق بنظام التشغيل ويندوز .

وقد كان الويندوز موبايل الأصلي- بقدر ما استطاع أن يكون، نظام ويندوز محول إلى عامل أصغر حجما بكثير . وقد كانت الأجهزة اللوحية عبارة عن حواسيب شخصية بشكل أو بآخر، ولكن مع إزالة لوحة المفاتيح المادية واستبدالها بقلم مسنن لإدخال البيانات . وما لم تستطع مايكروسوفت أن تدركه، وما أثبتته كل من أبل وجوجل، هو أن تجربة الجهاز المحمول تختلف عن تجربة الجهاز المكتبي، ولكن أبل لا زالت ماضية في اتجاهها للجمع بين نظام التشغيلiOS وOS X ببعض الطرق، ويبدو أن جوجل تزيل الخط الفاصل إلى حد ما مع الأندرويد ونظام التشغيل Chrome OS من إنتاجها ومن ثم فإن من الواضح أن مايكروسوفت ترغب في إنتاج نظام تشغيل يمكنه تشغيل الأجهزة المكتبية والأجهزة اللوحية في وقت واحد .

قال أحد المستخدمين: معقول جدا، حيث إن نسخةThe Windows 8 developer preview التي استخدمها في الوقت الحالي غير متطورة، ولكنها تتميز ببعض الأناقة ومما لاشك فيه أنها واعدة إلى حد ما .ومن الممكن أن تكون إما جهازا لوحيا بواجهة مستخدم مترو، أو يمكن أن تكون جهاز حاسب مكتبي يعمل بنظام الويندوز 7 .

إن جاذبية امتلاك نظام تشغيل واحد يعمل على منصات متعددة تكمن في التطبيقات . والأكثر فعالية بالنسبة للمطورين هو أن يكونوا قادرين على كتابة تطبيق واحد يعمل على الأجهزة المكتبية والأجهزة اللوحية، كما أن الأكثر توفيرا للتكلفة بالنسبة للشركات هو شراء برامج تعمل في كلتا البيئتين، ومن الأكثر مناسبة وموائمة للمستخدمين هو أن يكونوا قادرين على استخدام نفس الأدوات على كلتا المنصتين بدلا من إضاعة الوقت والجهد لدمج وتركيب المنصتين .

وتعود المشكلة للظهور مرة أخرى إلى الحقيقة المتمثلة في أن الأجهزة المحمولة تؤدي أدوارا مختلفة عن تلك التي تؤديها أجهزة الحواسيب الشخصية، كما أن كتابة تطبيق واحد يمكن أن يفي باحتياجات كلتا البيئتين يعد أمرا في غاية الصعوبة إن لم يكن مستحيلا . وتعمل مايكروسوفت بدأب لإغراء المطورين والمستخدمين على حد سواء بمخزن التطبيقات القادم ويندوز،8 ولكن الحقيقة هي أن ويندوز 8 لا يزال عبارة عن نظامي تشغيل منفصلين وليس نظام تشغيل واحداً .

ولن تعمل برامج ويندوز التقليدية المطورة لمعمارية X86 مع معالجاتARM الموجودة في معظم الأجهزة اللوحية . والواقع بحسب ما تقوله مايكروسوفت، هو أن طراز الحاسب المكتبي التقليدي لن يكون حتى مجرد خيار على الأجهزة اللوحية القائمة على ARM وحتى إن لم يكن الجهاز نفسه مهما، فإن التطبيقات المطورة من أجل أنظمة تشغيل ويندوز للأجهزة المكتبية لن تعمل بالشكل المبهر في واجهة المستخدم ميترو .

أما حقيقة أن واجهة المستخدم مترو لن تكون الخيار الوحيد للأجهزة اللوحية القائمة على ARM، وتعمل جنبا إلى جنب مع نظام تشغيل ويندوز التقليدي على الأجهزة المكتبية، هذه الحقيقة تعني أن المطورين سوف يتعين عليهم التركيز على التطبيقات التي تستهدف واجهة ميترو من أجل السيطرة على السوق في كلا الجانبين . وعلى الرغم من ذلك، فإن واجهة ميترو سوف تفقد بعضا من جاذبيتها على الأجهزة المكتبية التقليدية أو على أجهزة الكمبيوتر المحمول .

صحيح أن واجهة ميترو تعد ابتكارا رائعا، ولكنها مبنية من أجل واجهة الشاشات التي تعمل بتقنية اللمس . كما أنها بالمعنى التقني تعمل على الكمبيوتر الشخصي المزود بفارة ماوس ولوحة مفاتيح، وشاشة عادية، ولكني أجد نفسي أقلب مرارا وتكرارا إلى الوضع المكتبي لأن هذه الأشياء تعمل بشكل أفضل كثيرا إذا وضعنا في الاعتبار الأجهزة المكتبية الموجودة في الوقت الحالي .

ويتنبأ المحللون بموقع الإحصاءاتIDC أن يكون نظام ويندوز 8 مفاجأة كبيرة في عدم جدواه، وأنا لست متشائما بشأن آفاق الأجهزة اللوحية التي تعمل بنظام التشغيل ويندوز 8 كما يشير تقرير موقع IDC، ولكني أتفق مع أنه من الواضح أن هناك سببا قويا هو الذي يدفع مستخدما أو شركة ما غيرت بالفعل إلى نظام ويندوز ،7 إلى الخروج منه والقيام بالتحديث إلى نظام ويندوز 8 على الأجهزة الحالية .

ولكن بعض المشغلين يعشقون نظام التشغيل ويندوز فون 7 مانجو، وأعتقد أن لدى ما يكروسوفت القدرة على تقديم تجربة أثبتت نجاحها مع الأجهزة المحمولة، إلى الأجهزة اللوحية . ولكن الأجهزة المكتبية وأجهزة الحاسب المحمول تحتاج إلى بعض التطوير وإلى مزيد من التكيف حتى يتم إدخال الشاشات التي تعمل باللمس إليها .

وعلى الرغم من ذلك، فيجب أن لا تخرج مايكروسوفت من الحسابات بشكل تام، لأن مايكروسوفت تلعب اللعبة الطويلة، ولديها من التأثير والنفوذ ما يمكنها من تحويل أسواق الأجهزة والبرمجيات لتناسب رؤيتها طالما أنها تنفذ التزامها وتعرض نظام تشغيل جدير بالاهتمام .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"