10 مستجدات طبية قد لا تعرفها

07:27 صباحا
قراءة 13 دقيقة

تظهر الأبحاث والدراسات الطبية الجديدة أننا بتنا بالفعل أمام قفزات تقنية هائلة لن يطول الزمن حتى تصبح تقنيات خارقة شائعة الاستعمال في المستشفيات والمراكز والمؤسسات الطبية في مختلف أنحاء العالم، وتقدم وسائل تشخيصية وعلاجية تفوق أضعاف ما قد نتخيله منها الآن في مختلف المجالات . وفي المساحة التالية، سنستعرض ملخصات لبعض من هذه الأبحاث والدراسات الطبية الجديدة وما توصلت اليه من حلول واعدة لقضايا طبية معاصرة .

استنساخ بشري بالطابعات

تخيل أنه بات بمقدورك تصنيع غضروف ركبة، صمامات قلب، نسيج عضلي، وجلد بمجرد كبسة زر .

هذا هو هدف الاستنساخ الحيوي أو البيولوجي، وهي تقنية تصنع نسيجاً بشرياً باستخدام حبر خاص يؤخذ من الخلايا الجذعية للمتبرع .

ويقول الدكتور جوردان ميلر أستاذ الدراسات العليا في جامعة بنسلفانيا أن هذه الناسخات (الطابعات) تستخدم خلايا جذعية ومواد هلامية خاصة لتشييد بنيات هيكلية ذات أبعاد ثلاثية من طبقة واحدة .

وحالياً، لا ينتج الاستنساخ البيولوجي سوى طبقات أو ألواح رقيقة من النسيج، بيد أن العلماء يأملون في أن تصبح الأجزاء المصنعة قادرة على تدعيم الجلد والعظام، والعضلات والغضروف وحتى الكلى والمثانة في المستقبل القريب . ويقول الدكتور ميلر: إذا كنت بحاجة إلى زراعة، لن تصبح بحاجة لمتبرع أو استخدام عقاقير مثبطة للمناعة، لأن العلماء سيصبحون قادرين على تخليق عضو بديل من خلايا جسمك نفسها .

وعلى سبيل المثال طوّر علماء صينيون طابعة حيوية ثلاثية الأبعاد، استخدموها في طبع نسيج غضروف أذن بشرية ووحدة نسيج كبد على شكل مصغر . وأشار العلماء إلى أن هذه الطابعة الحيوية، التي تطبع خلايا حية مع الحد من الإضرار بها، إلى ان نسبة بقاء الخلايا تتجاوز 90%، فيما يمكن للخلايا المطبوعة أن تبقى لمدة 4 أشهر كحد أقصى .

وذكر الدكتور شيوي مينغ أن، المشرف على تطوير الطابعة الحيوية ثلاثية الأبعاد في جامعة هانغتشو لتكنولوجيا الالكترونيات، إن هذه الطابعة واسمها ريجينوفو لا يمكنها طبع المواد الحية والخلايا في ظروف معقمة فحسب، بل تستطيع الطبع باستخدام مواد حية متنوعة في الظروف التي تتراوح فيها درجة الحرارة بين 5 درجات تحت الصفر و26 درجة، وذلك بفضل وحدة السيطرة على درجات الحرارة وتصميم رأس الطباعة، ما يعد أحدث وأفضل بالمقارنة مع الطابعات من نفس النوع في الدول الأجنبية .

وأظهرت نتيجة الدراسة أن خلية وحدة الكبد تحفظ وظائف الكبد مثل إزالة التسمم والأيض والإفراز، الأمر الذي يشير إلى إمكانية تحويل المواد المطبوعة إلى أعضاء بشرية في المستقبل .

غير أن شيوي أوضح ان تكنولوجيا الطباعة البيولوجية ثلاثية الأبعاد تحتاج إلى وقت طويل لاستخدامها في الطب السريري .

إنعاش القلب بعتبة خشبية

في بعض الأحيان تأتي أكثر المكتسبات المنقذة للحياة من أبسط الأدوات أو الوسائل التكنولوجية .

فقد كانت دانا إديلسون الطبيبة والأستاذة في جامعة شيكاغو تجد صعوبة في تنفيذ عمليات إنعاش القلب وإجرائها بعمق كاف يؤدي إلى إعادة تشغيل قلوب مرضاها . وتقول الدكتورة إديلسون: طولي لا يتجاوز ال5 أقدام و1 بوصة (نحو 155 سنتمتراً)، ولذلك لا يمكنني توليد قوة ال 60 كيلو التي يحتاج إليها المسعف على سرير المستشفى . وقد كان حلها لهذه المشكلة هو كالتالي:

تجهيز جميع أقسام المستشفى الذي تعمل فيه بمساند أو عتبات بحيث يتمكن الممرضون والكوادر الإكلينيكية الأخرى التي تعاني قصر القامة من وضع ثقل جسماني أكبر . وقد برهنت الدكتورة إديلسون على نجاح فكرتها البسيطة عندما كشفت الدراسة التي أجرتها أن الوقوف على العتبة أعان المسعفين على تعميق وزيادة ضغطهم على دميات تدريب بمقدار سنتيمتر .

وقبل إجرائها لهذه التجربة البحثية، برهنت إديلسون على أن الزيادة بمقدار نصف سنتيمتر تضاعف احتمالات إعادة القلب للنبض .

بالمقابل، دعت دراسة إلى تعليم أطفال المدارس كيفية الإنعاش الأولي للقلب والرئتين CPR، لأنهم قد يستفيدون . ويقول الباحثون إنه حتى الأطفال في التاسعة من العمر بإمكانهم القيام بعملية انعاش القلب والرئتين هذه، وبأنه رغم أنه ليست لديهم قوة عضلية كافية لإنجاز هذه المهمة، إلاّ أن ذاكرتهم سوف تختزن هذه المعرفة لفترة طويلة من الزمن .

وقال فريتز ستيرز من الجامعة الطبية في فيينا بالنمسا إن الفريق الطبي الذي درب مجموعة من الأطفال على الانعاش القلبي والرئوي لفترة 6 ساعات تبين له خلال الاختبار أن 86% منهم نفذوا هذه التقنية بشكل صحيح .

وأضاف بأن هناك شكوكاً في مقدرة هؤلاء الأطفال على القيام بهذه المهمة بسبب صغر سنهم ومحدودية قدراتهم الذهنية في هذا العمر، لكن التجارب أثبتت أن لديهم الكفاءة للقيام بهذه المهمة على أكمل وجه، مشيراً إلى أنه حتى الأطفال في التاسعة من العمر بإمكانهم تعلم المهارات الضرورية لإنقاذ الحياة بشكل فعاّل وسليم .

وأضاف قد يكون باستطاعة البالغين القيام بهذه المهمة بشكل أفضل بسبب قوتهم الجسدية لأن عملية الانعاش الأولية تحتاج إلى الضغط على صدر المريض من أجل إنقاذ حياته .

ودعا ستيرز إلى تعليم الأطفال أصول تطبيق الانعاش القلبي والرئوي لأن المهارات الذهنية لا تعتمد بالضرورة على العمر وقدرات هؤلاء على القيام بهذه المهمة سوف تتحسن مع الوقت على الأرجح .

اتقاء الزهايمر قبل ظهوره

الأمر المهم الذي ينبغي علينا أن ندركه حينما يتعلق الأمر بتحسين وظيفة أو أداء الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر، هو أنه من الممكن ألا يتم عبر ابتكار المزيد من الأدوية الناجعة، لكنه يكمن في الكيفية التي تستخدم بها هذه العقاقير . ونظراً لصعوبة اكتشاف الزهايمر في مرحلة مبكرة، فإن العلاج في العادة لا يبدأ إلا بعد أن يتعرض الدماغ للتلف .

وفي الوقت الحالي، يبحث العلماء في ثلاث دراسات كبرى ما زالت في طور التجارب والتصنيع لاختبار أدوية الزهايمر بطريقة جديدة ترتكز على معالجة الأشخاص المعرضين أكثر من غيرهم لخطر الإصابة بهذا المرض قبل أعوام عدة من تفاقم أعراضه .

وفي واحدة من هذه الدراسات، بات عقار سولانزماب أول دواء يظهر مقدرته على إبطاء المرض . ومع أنه تبين أن تأثير هذا العقار كان محدوداً، لكن تبين أيضاً أنه كان من الممكن أن تكون نتائجه ملموسة أكثر إذا منح للمرضى في فترة أبكر .

ويقول الدكتور بروس سيغسبي، رئيس الأكاديمية الأمريكية لعلوم الأعصاب: هذه خطوة مهمة للغاية، فالتحدي يكمن في ملاحظة المرض في مرحلة مبكرة جداً، واستخدام العقار في هذه المرحلة .

ولحسن الحظ يعمل العلماء في هذا الاتجاه، وبدأوا يكتشفون ويحددون قبل عقود من ظهور الأعراض التغيرات التي تحدث في أدمغة الأشخاص الذين هم في سن العشرينات والذين تتزايد احتمالات إصابتهم بالنمط المتوارث من الزهايمر .

ومن الجانب الغذائي وجدت دراسة حديثة أن تناول المأكولات التي تحتوي على نسبة عالية من الخضار والأسماك والفاكهة والفستق والدجاج وخفض أكل اللحوم الحمراء والزبدة قد يخفض خطر الاصابة بمرض الزهايمر .

وفي هذه الدراسة التي نشرت في دورية أرشيف علم الأعصاب سأل الباحثون أكثر من 2100 مواطن من سكان نيويورك في الخامسة والستين وما فوق من العمر عن عاداتهم الغذائية، مشيرين إلى أن خلال أربع سنوات من الدراسة أصيب 253 منهم بمرض الزهايمر .

وتبين بحسب الدراسة أن الذين تناولوا أطعمة تحتوي على مرق السلطة والفستق والسمك والبندورة والدجاج والخضار ذات الأوراق الخضراء أو الداكنة وقللوا من أكل اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان الغنية بالدهون والزبدة انخفضت نسبة الإصابة لديهم بمرض الزهايمر بنسبة 38% .

وقال الدكتور نيكولاس سكارميس، وهو أستاذ مساعد في علم الأعصاب في المركز الطبي بجامعة كولومبيا في نيويورك: إن اتباع هذا النمط الغذائي يبدو أنه يقي من مرض الزهايمر، لكنه قال إن هذه دراسة استندت إلى المراقبة ولكنها ليست سريرية، مضيفاً أنه ليس بالإمكان القول بشكل مؤكد أن تناول مأكولات معينة سيساعد على الوقاية من المرض .

من ناحيته، قال الدكتور صموئيل غاندي، وهو عالم في الأعصاب والخلايا البيولوجية في كلية ماونت سايناي للطب في نيويورك، إن نتيجة الدراسة تتسق مع دراسات أخرى وجدت أن الذين يتقيدون بحمية مفيدة للقلب تخفض خطر الاصابة بمرض الزهايمر أيضاً .

وأوضح أن كل شيء يزيد خطر الاصابة بأمراض القلب مثل النسبة المرتفعة للكوليسترول والبدانة وارتفاع ضغط الدم والفشل في السيطرة على السكري تزيد خطر الإصابة بمرض الزهايمر .

اتجاهات الصحة بتويتر

بات الباحثون يستخدمون في الوقت الحاضر وسائط التواصل الاجتماعي لتحديد أو تتبع المرض والتنبؤ بفرص إصابتك به أيضاً .

وحينما أصاب وباء الكوليرا جزيرة هايتي في ،2010 كانت أرقام الإصابات في مواقع التواصل الاجتماعي تتأرجح صعوداً وهبوطاً وفقاً للأرقام الصادرة من الجهات الرسمية . لكن اللافت في الأمر هو أن المعلومات التي كانت تنشر عبر التغريدات كانت تسبق البيانات الرسمية بنحو أسبوعين . وقد بات الباحثون يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة لتنوير الجمهور بالمستجدات الطبية .

وفي إحدى الدراسات، استخدم الباحثون على مدار شهر، تغريدات موسومة بجهاز تحديد المواقع (GPS) ومأخوذة من أكثر من 600 الف من سكان نيويورك لإبلاغ السكان بالمناطق التي كان الزكام ينتشر فيها، وكانت المناطق المصابة مرئية على خارطة بشكل مباشر .

وهناك استخدام محتمل آخر للتغريدات وهو منع الأمراض المنقولة بالطعام، فإذا كنت على سبيل المثال ترغب في تناول وجبة في مطعم، لكن التغريدات أظهرت مثلاً إصابة 20% من زبائنه بإعياء في اليوم نفسه الذي تناولوا فيه الطعام فانك بالتأكيد سوف تلجأ إلى خيار آخر .

وهناك مثال آخر على استخدام التغريدات استخدمته وزارة الصحة السعودية حين حذرت من اصطحاب الأطفال أثناء تأدية فريضة الحج هذا العام حرصاً على سلامتهم من الأمراض المعدية خاصة الحمّة الشوكية .

وقالت الوزارة في بيان عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر مخاطبة كافة الحجاج من جميع أنحاء العالم إن لقاح الحمّى الشوكية لا يعطى للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر، فاحرص على عدم جلب أبنائك عند تأدية فريضة الحج حتى لا تعرّضهم لخطر الإصابة .

وقد جاء هذا التحذير بعد ظهور الفيروس التاجي كورونا في المملكة ووفاة عدد من الأشخاص بهذا الفيروس . في حين أكدت منظمة الصحة العالمية أنها لن تسمح بتعرّض الحجاج المسلمين في مكة والمدينة للخطر جرّاء هذا الفيروس .

الجراحة بالعصا السحرية

تقدر بعض الإحصاءات أنه في العمليات الجراحية التي يتراوح عددها بين 1000 إلى 18000 عملية، ينسى الجراحون أداة في جسم المريض في كل جراحة منها، وهذه الأداة تكون في الغالب إسفنجة، وهذه الأداة المهملة أو المنسية، تزيد مخاطر الإصابة بالتهاب وحتى مخاطر الوفاة .

وعلى سبيل المثال، نسي الجراحون في أحد المستشفيات البريطانية ملقاطاً طبياً يبلغ طوله 8 بوصات في بطن مريض خضع لعملية جراحية عاجلة . ولم يكتشف الملقاط إلا بعد أن اشتكى المريض من آلام مبرحة في معدته . وقد قام الأطباء بتصوير المعدة بالأشعة ليكتشفوا وجود الملقاط .

كما تم تسجيل حادثة انكسار جزء من مثقاب آلة حفر العظام داخل جسد أحد المرضى، فيما تم نسيان جزء من أداة مماثلة داخل جسم مريض آخر في وقت لاحق، حيث تم بعد ذلك الوصاية بترك طريقة الحفر ومحاولة تجنبها نهائياً لأخطارها على المرضى .

ويقول العلماء إن مثل هذه الأخطاء لا يحدث بصورة متكررة، لكنها لا يجب أن تحدث مطلقاً .

ومؤخراً، ابتكر علماء أداة أشبه بعصا سحرية تستخدم تكنولوجيا تعمل بذبذبة الراديو، يمكنها الحيلولة دون وقوع مثل هذه الأخطاء الشنيعة .

وبفضل هذه التكنولوجيا الجديدة بات الأطباء يلصقون الإسفنجات والضمادات بجهاز أشبه بالعصا يصدر إشارات . وبتمرير هذه العصا فوق الجسم قبل خياطة الفتحة أو الجرح يمكن للأطباء التقاط أية إشارات صادرة من موقع الجراحة ومعرفة الأدوات المنسية .

مصل مدمر للسرطان

تعد أدوية وعلاجات السرطان التي تساعد الجسم على معالجة نفسه من موضوعات البحث والدراسة الساخنة، لأنها يمكن أن تعين الناس على تجنب الجراحة والعلاجات الإشعاعية والكيماوية .

وفي الآونة الأخيرة ابتكر علماء أمريكيون ما اعتبره البعض من طرق الوقاية والعلاج الواعدة، وهو عبارة عن مصل يدرب الجهاز المناعي على ملاحظة واكتشاف سمة تميز الخلايا السرطانية، وهذا المصل هو بروتين يسمى MUC 1 يملك المقدرة على تشكيل نمط سكري مميز على سطحه حينما تصبح الخلايا خبيثة . وحينما يحث المصل الجهاز المناعي على اكتشاف هذه السكريات باعتبارها من المهددات، يمكن لدفاعات الجسم أن تدمر الخلايا السرطانية من دون إيذاء النسيج السليم .

ووفقاً للباحثين في مايو كلينيك وجامعة جورجيا وهما الجهتان اللتان تتعاونان سوياً على تطوير هذا المصل، فإنه يمكن العثور على MUC 1 في أكثر من 70% من السرطانات المميتة، بما في ذلك سرطان الثدي والرئة والبنكرياس وبعض أورام القولون .

ويقول الباحثون إن هذا المصل يتميز باستخدام إيجابي آخر، فحينما يمنح للمرضى بعد العلاجات التقليدية كالأشعة والعلاج الكيماوي، قد يتمكن من تطهير جميع خلايا الورم المتخلفة وبذلك لا يعود السرطان مرة أخرى .

ويقول الباحثون إن التجارب على البشر باستخدام هذا المصل قد بدأت فعلاً .

التبرع بالأعضاء بفيس بوك

أضاف موقع فيسبوك في الأشهر القليلة الماضية ميزة جديدة تسمح للمستخدمين بتشاطر المعلومات المتعلقة برغبات التبرع بالأعضاء .

وتحمل الأداة الاجتماعية الإنسانية الجديدة اسم Organ Donor، وقد جاءت ضمن مبادرة الموقع الإنسانية التي تهدف إلى تشجيع 900 مليون مستخدم لمساعدة المرضى في جميع أرجاء العالم وإنقاذ حياتهم عن طريق التبرع بالأعضاء .

ووفقاً لما ذكره مؤسس الموقع ومديره التنفيذي مارك زوكربيرغ، فإن هذه الأداة البسيطة، قد تكون قادرة على نشر الوعي بأهمية مساعدة الآخرين وإنقاذ حياة الذين ينتظرون عمليات زراعة أعضاء . مشيراً إلى أن نحو 18 شخصاً يلقون حتفهم كل يوم بسبب نقص عدد متبرعي الأعضاء .

كما أوضح زوكربيرغ أيضاً أن صداقته لمؤسس شركة آبل الراحل ستيف جوبز هي أحد أسباب إلهامه لمثل هذه المبادرة، بالرغم من أنه لم يتحدث معه قبل وفاته عن هذه الأداة الإنسانية، إلا أن خضوع جوبز لعملية زرع كبد عام ،2009 التي ساهمت في إطالة عمره لفترة، هي الدافع الأكبر وراء تفكير زوكربيرغ لإطلاق حملة التبرع بالأعضاء التي يرعاها موقع فيس بوك، إضافة إلى محادثاته مع صديقته طبيبة الأطفال بريسيلا تشان بخصوص هذا الشأن . كما أكد الطبيب الجراح أندرو كاميرون مدير وحدة جراحة الكبد بمستشفى جونز هوبكنز، أن توسيع نطاق الوعي عن مدى أهمية التبرع بالأعضاء ستقطع شوطاً كبيراً لحل هذه الأزمة، مضيفاً أن مثل هذه الأداة مع قوة موقع فيس بوك من الممكن أن تلعب دوراً فعالاً في إنقاذ العديد من المرضى الذين يتوفون يومياً لعدم توافر عدد كاف من المتبرعين .

وعن كيفية تسجيل الشخص نفسه للتبرع بعضو، يشرح الموقع أن على المستخدم الذهاب أولا إلى الجدول الزمني الخاص به تايم لاين ثم النقر على أيقونة Life Event، ثم اختيار Health and Wellnes ثم اختيار الأداة الجديدة المضافة متبرع عضو- Organ Donor، إضافة إلى إمكانية المشاركة بمعلومات عن أسباب اتخاذ الشخص قرار التسجيل، متضمنا صورا أو شريط فيديو .

ميكروب بشري لمقاومة المرض

أمضى علماء من 80 جامعة ومؤسسة بحثية الأعوام الخمسة الأخيرة في إعداد خارطة أو مسح جيني لما يتراوح بين 81-99% من المكون البكتيري الذي يحتويه الجسم البشري، وهذا المكون البكتيري يسمى ميكروبيوم، وهو عبارة عن تريليونات من الميكروبات أو البكتيريا المجهرية التي تعيش بداخل كل إنسان . وغالبية هذه الميكروبات نافعة أو على الأقل غير مؤذية .

ويرى العلماء أن معرفة هذه الكائنات بشكل جيد ودقيق، ومعرفة السبب الذي يجعلها تعيش بداخلنا سيعيننا على فهم وإدراك كنه المرض .

وفي تجربة فيدرالية امتدت على مدار 5 سنوات، تعرف باسم مشروع الميكروبيوم البشري Human Microbiome Project قام 200 عالم من 80 مؤسسة بتتبع سلسلة المادة الجينية التي تتكون منها بكتيريا مأخوذة من نحو 250 شخصا من الأصحاء .

وقد اكتشفوا عدداً من السلالات أكثر مما تخيلوا طوال حياتهم - عدداً يصل إلى ألف سلالة بكتيرية لدى الفرد الواحد، وهذه التشكيلة الموجودة لدى كل شخص من الميكروبات، وتسمى الميكروبيوم، تختلف عن التشكيلة الموجودة لدى الشخص الذي يليه .

وقد ذهل العلماء حينما عثروا أيضاً على بصمات وراثية لبكتيريا مسببة للأمراض كامنة داخل الميكروبيوم الخاص بكل إنسان، ولكن بدلا من إصابة الناس بالأمراض أو حتى بالعدوى، فإن كل ما تفعله تلك الميكروبات المسببة للأمراض هو أنها تتعايش في سلام مع جيرانها .

ومن المتوقع أن تؤدي هذه النتائج، التي نشرت في مجلة Nature وثلاث من المجلات التابعة لمشروع المكتبة العامة للعلوم (PLoS)، إلى تغيير المشهد البحثي تماماً في هذا المجال .

وقد أفرز مشروع الميكروبيوم البشري حتى الآن عدة مفاجآت . فعلى سبيل المثال اكتشف العلماء أن الأشخاص البدينين والنحيلين لديهم تجمعات مختلفة في المعدة . وهم يقولون إنهم لا يدركون ما إذا كانت الميكروبات تسهم في اكتساب الوزن أو ما إذا كانت تتغير حينما يصبح الناس بدناء .

وبإجراء المزيد من الأبحاث يرى العلماء أنهم سيتمكنون من اكتشاف الكيفية التي يؤثر بها هذا الميكروب في مجموعة واسعة من الأمراض المختلفة التي تشمل أمراض الحساسية ومرض كرون وسرطان المريء والصدفية .

نهاية تنظير القولون

في المستقبل القريب، قد يحل اختبار تجريبي جديد محل فحص تنظير القولون المخيف، ويصبح وسيلة الكشف عن سرطان القولون ومقدمات الإصابة به .

ويبحث الاختبار الجديد عن سمتين يتميز بهما الحمض النووي للسرطان مع رواسب دموية في عينة براز .

وقد تمكنت هذه المؤشرات الثلاثة مجتمعة من تحديد واكتشاف 98% من مقدمات السرطان في دراسة تمهيدية عرضت على الجمعية الأمريكية لأبحاث السرطان . وتخطط الشركة التي ابتكرت هذا الاختبار للحصول على موافقة إدارة الأغذية والأدوية في الولايات المتحدة في أقرب وقت ممكن .

ويقول العلماء إن الاختبار يملك المقدرة على اكتشاف حتى العلامات الصغيرة للمرض في مراحل مبكرة للغاية والتشخيص المبكر هو أساس نتائج العلاج الصحيح .

الوفاء بوعد المريض

في الولايات المتحدة، نجحت حملة يشارك فيها المئات في الحصول حتى الآن على توقيعات الأطباء في 57 مستشفى ومركزاً ومؤسسة طبية من مختلف أنحاء البلاد يعدون فيها الالتزام بقيامهم بما يطلبونه من مرضاهم .

وتقضي الحملة وهي بعنوان حملة وعد المريض بأن يعد الأطباء الموقعون على التعهد بأن يكونوا نماذج صحية جيدة لمرضاهم عبر الإقرار بعبارات كالعبارات التالية: سألتزم بنظام طعام متوازن ومغذي، سأشارك في نشاط بدني منتظم، سأقلل توتراتي الشخصية وأحافظ على صفائي الذهني والنفسي .

وفي الآونة الأخيرة، أظهرت دراسة أن الأطباء الذين لا يهتمون بجودة طعامهم أو لا يمارسون الرياضة قد تقل أرجحية تشجيعهم لعادات صحية لدى مرضاهم . وبالتالي ينبغي على الأطباء أن يكونوا قدوة لمرضاهم حينما يتعلق الأمر بعاداتهم الصحية .

كما وجدت دراسة أجراها باحثون من جامعة جونز هوبكنز أن الأطباء ذوي مؤشر كتلة جسم طبيعي، أي أقل من ،25 يعاملون مرضاهم بطريقة مختلفة جداً عن الأطباء ذوي مؤشر كتلة جسم عال .

وتبيّن أن الأطباء الذين لديهم مؤشر كتلة جسم طبيعي يتحدثون، مقارنة مع الأطباء الذين يعانون الوزن الزائد، أكثر مع مرضاهم الذين يعانون السمنة حول خسارة الوزن (30% مقابل 18%)، كما ان احتمال تقديم النصيحة بشأن النظام الغذائي أكبر لديهم (53% مقابل 37%)، وكذلك بشأن التمارين الرياضية (56% مقابل 38%) .

أما احتمال اعتبار الطبيب الطبيعي الوزن للمريض سميناً فهو 93%، في حين أنه 7% لدى الأطباء أصحاب الوزن الزائد .

وقالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة سارة بليش، إن نتائجنا أظهرت أن الأطباء ذوي مؤشر كتلة جسم طبيعية يناقشون بشكل أكبر مسألة خسارة الوزن مع مرضاهم، مقارنة بالأطباء أصحاب الوزن الزائد أو السمينين .

وأضافت أن لدى الأطباء الذين يعانون الوزن الزائد ثقة أكبر بوصفاتهم المتعلقة بخسارة الوزن، وينجحون أكثر بمساعدة المريض على التخفيف من وزنه .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"