استنفروا «أديك» في مدرستنا

05:06 صباحا
قراءة دقيقتين
منى البدوي

حالة من الاستنفار تعم بعض المدارس الخاصة خلال الزيارة المحدد موعدها مسبقاً من قبل مجلس أبوظبي للتعليم لتقييم المدارس، بهدف تطوير المدرسة والعملية التعليمية، حيث تتغير كثير من الملامح في المدرسة سواء ضمن إطار آليات التدريس وعطاء المعلم والشكل والمظهر العام للمدرسة، ومستويات الانتظام والنظافة وغيرها من الأمور التي من المفترض أن تستمر على المستوى نفسه الذي وصلت إليه خلال فترة الزيارة.
من الطبيعي أن تسعى المدارس «الخاصة» إلى رفع مستوى تقييمها في ظل التنافس بين المدارس لاستقطاب الطلبة والتشدق بالتقييم الذي تم منحه للمدرسة من قبل الجهة المختصة، والذي تتمكن بعده من رفع قيمة الرسوم الدراسية بعد الحصول على موافقة الجهة المعنية، ومن الطبيعي أيضاً أن تقوم بإظهار أفضل ما يمكن تقديمه من أساليب وأدوات تعليمية وتقنية، وإظهار أبهج وألمع صور للمدرسة ومرافقها، لكن من غير المعقول أن تختفي جميع تلك الصور البراقة بعد انتهاء الزيارة.
صور عديدة ومختلفة لأشكال التغيير المفاجئ الذي يطرأ على المدارس الخاصة خلال زيارة «أديك»، كانت محور حديث عدد من أولياء أمور الطلبة، ومن تلك المحاور أوراق العمل التي يتم منحها للطلبة واللوحات التعليمية والتجميلية التي يتم نشرها في فناء المدرسة والفصول الدراسية، والترتيبات الخاصة بالإدارة والتعليمات الموجهة من قبل المدرسين للطلبة، وشرح دروس تم شرحها مسبقاً للطلبة حتى يظهر تفاعل الطلبة بشكل أكبر.
أما المعلمون فحدث ولا حرج، حيث يتولى المدرس في «بعض المدارس الخاصة» تنفيذ توجيهات إدارة المدرسة، ليتحول إلى أشبه ما يكون «بالسوبر مان» خلال فترة الاستعداد للزيارة، ويتولى العديد من الأعباء سواء كانت ضمن إطار عمله أو لا، وهو ما يجعله بعد انتهاء فترة التقييم مرهقاً منهكاً غير قادر أحياناً على مواصلة الفصل الدراسي.
كما يتولى المعلم إلى جانب إدارة المدرسة توجيه التعليمات للطلبة بكيفية التعامل خلال تقييم أساليب وأدوات وآليات التعليم في الفصل، والحرص على اختيار الألفاظ المناسبة التي تليق بالمستوى الجديد الذي لم يألفوه.
ومن الأمور التي تثير الضحك، تكثيف أعمال النظافة في المدرسة خاصة في دورات المياه فقط خلال موعد الزيارة، حتى إن عدداً من أولياء الأمور أشاروا إلى أن الصابون الذي من المفترض أن تحرص إدارة المدرسة على تزويد دورات المياه به، يختفي طوال العام ويظهر في وجود «أديك» فقط.
سلسلة من الملاحظات لا تنتهي، تناولها أولياء الأمور بدءاً من زي المدرسين، مروراً بفناء المدرسة وممراتها وفصولها، وانتهاء بأساليب التربية والتعليم، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل نحتاج إلى وجود أديك في المدرسة طوال السنة الدراسية لنضمن مستويات تعليمية وتربوية متقدمة؟.
والأهم من ذلك هو الصورة الذهنية التي سيختزلها أبناؤنا الطلبة في أذهانهم عن المدرسة والعملية التعليمية والتربوية، وآثارها النفسية والسلوكية عليهم، خاصة أن هذه الممارسات قد يتم اكتسابها وتتحول إلى أسلوب ونمط حياة يمارسونه في مختلف جوانب حياتهم مستقبلاً.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"