نتائج الدراسة البحثية التي أعلن عنها المركز الوطني للتأهيل في غاية الأهمية لجهة وضع اليد على أهم عناصر الوقاية من الإدمان وحماية الشباب من هذه المشكلة التي تفتك بمختلف فئات المجتمع، وتترك آثاراً مدمرة من جميع الجوانب بلا استثناء.
المركز كشف عن أن 56% من مرضى الإدمان أو المدمنين يعانون من أمراض نفسية مصاحبة، وبالتالي فإن علاج هذه الأمراض النفسية لدى المدمنين والأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة الصحية يشكل سداً منيعاً أمام انتشار حالات الإدمان والحد منها.
الكثير من حالات الإدمان تبدأ من مشاكل نفسية، وعلاج هذه المشاكل بالتأكيد سيكون إيجابياً لدى المدمنين وحثهم على التوقف والتخلص من المواد المخدرة، وعودتهم إلى الحياة الطبيعية، وهذا ما دفع المركز الوطني للتأهيل إلى العمل مع منظمة الصحة العالمية لتوفير برامج تأهيل نفسي للمدمنين وأسرهم.
المركز يسعى في ضوء نتائج الدراسة البحثية إلى إنشاء جمعية معنية بالتأهيل النفسي والاجتماعي في الدولة بالتعاون مع الجمعية العالمية لإعادة التأهيل النفسي والاجتماعي، وستعنى في الدرجة الأولى بالتعليم والتدريب والتأهيل واكتساب المعرفة، لتقديم خدمات أفضل للمرضى.
إدخال خدمات التأهيل النفسي في المركز والتوسع في هذا النوع من الخدمات سيكون لهما تأثير إيجابي لجهة تحسن الحالة الصحية للمرضى والحد من نسب الانتكاسة والعودة للإدمان مرة أخرى، الأمر الذي يتطلب اهتماماً أكبر بخدمات الطب النفسي التأهيلي.
تأثير الأمراض النفسية لا يقتصر فقط على الإدمان وإنما على مختلف الأمراض، ما يزيد من حدة المشكلة، ويتطلب من وزارة الصحة والدوائر الصحية تنفيذ استراتيجية شاملة لخدمات الطب النفسي بحيث تشمل إنشاء المزيد من المستشفيات والمراكز التخصصية والتوسع في عيادات الطب النفسي وتسهيل الوصول إليها للحد من مضاعفات هذه المشكلة الصحية.
الأمر الأهم الذي يستدعي إيجاد حل له، هو شركات التأمين الصحي التي تتحمل مسؤولية كبيرة في هذا الجانب، لتهربها المستمر من تغطية خدمات الطب النفسي والأدوية النفسية، وبالتالي تكون التكلفة على المرضى وذويهم مرتفعة جداً، ما يحد من رغبة المرضى في مراجعة مراكز وعيادات الطب النفسي، على الرغم من ترددهم المستمر في مراجعة هذه المراكز، ففي بعض المستشفيات والمراكز التخصصية تصل تكلفة الزيارة الواحدة والأدوية إلى أكثر من 5 آلاف درهم.
سلام أبوشهاب
عن الكاتب
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
