تزاحم المستهلكين

04:13 صباحا
قراءة دقيقتين
سلام ابوشهاب

المشهد ذاته يتكرر هذه الأيام في محال بيع المواد الغذائية كما هو الحال في العام الماضي والسنوات السابقة؛ حيث يتزاحم المستهلكون على مختلف المنافذ حتى اللحظات الأخيرة التي تسبق دخول شهر رمضان المبارك، على الرغم من أن الوضع هذا العام مختلف تماماً عن السنوات السابقة نتيجة تقييد الحركة وغياب الولائم وضرورة الالتزام بالبيت، ضمن الإجراءات الوقائية للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد كوفيد- 19.
أغلبية منافذ بيع المواد الغذائية، اصطفت أمامها أمس أعداد كبيرة من المستهلكين انتظاراً للسماح لها بالدخول لشراء مستلزمات الشهر الفضيل، وهذا المشهد سيتكرر اليوم أيضاً، ولا يوجد أي مبرر لذلك، لأسباب عدة أهمها أن السلع بكافة أنواعها متوفرة وبكميات كبيرة في ظل توفر مخزون استراتيجي من الغذاء في الدولة يكفي لأكثر من ستة شهور.
توقف الخيم الرمضانية والولائم من شأنه أن يحد وبشكل كبير من الإسراف والتبذير هذا العام، وكل فرد في المجتمع يجب أن يتحمل مسؤولياته بمواكبة هذه المتغيرات والتعاون الإيجابي بما يعود بالفائدة على الفئات المستهدفة، كما أن تقييد الحركة والبقاء في البيت يجب أن يرافقه الإقلال من كميات الطعام والتركيز على الأغذية الصحية خلال وجبتي الإفطار والسحور.
إدارة حماية المستهلك ودوائر التنمية الاقتصادية مطالبة أيضاً بمواصلة تكثيف الحملات والجولات التفتيشية على منافذ البيع للتصدي لكل من يستغل الظروف الحالية برفع الأسعار تحت شماعة إطلاق العروض، والتأكد من أن السلع المعروضة ذات جودة عالية، خاصة أن أغلبية المنافذ تطلق عروضها للتخلص من السلع التي قاربت على انتهاء صلاحيتها.
الجميع مطالب بالتوقف عن الشراء العشوائي لمختلف أصناف المواد الغذائية وبكميات كبيرة، وتوجيه المبالغ التي تصرف على موائد الإفطار لقنواتها الصحيحة من خلال المؤسسات والهيئات الإنسانية والخيرية والمجتمعية المعتمدة في الدولة، والتي تقوم بدور مهم في تنظيم تلبية متطلبات واحتياجات الفئات المتضررة من فيروس كورونا والفئات والمستحقة.
الأصل في هذه الظروف الاستثنائية أن يكون الإقبال لافتاً وبشكل كبير من مختلف شرائح المجتمع إلى حملة «10 ملايين وجبة»، و برنامج «معاً نحن بخير»، وصندوق «الإمارات وطن الإنسانية»، وغيرها من البرامج الإنسانية والخيرية التي تم إطلاقها تزامناً مع انتشار كورونا، والبرامج الموجودة سابقاً، والتي راعت إمكانية تقبل المسهمات من مختلف شرائح المجتمع مهما كانت قيمتها حتى القليل منها، بهدف إتاحة المجال أمام الجميع للمشاركة كل وفق إمكانياته وقدراته، وتوجيهها بالشكل الصحيح.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"